منذ عدة سنوات كنت فى زيارة للندن ودعانى صديق لحضور ندوة مسائية يعقدها بعض العرب هناك وبمجرد إعلان المضيف عن ترحيبه بوجودى إلا وسمعت صوتا عاليا يصرخ: مجدى خليل فى لندن يا ليلة سودة، كان هذا صوت الاستاذ احمد الجمال، الصحفى الناصرى، الذى كان يزور لندن وقتها. ويوم 7 مايو 2008 كتب الاستاذ الجمال فى صحيفة البديل المصرية مقالة توحى بنفس المعنى...مجدى خليل يكتب فى البديل يا ليلة سودة... المهم تتحقق أهداف احمد الجمال ورفاقه من إرهاب الضيف والمضيف بالصوت الحيانى الذى يطلقه ويجيده. فى لندن غادرت القاعة لأننى كنت فى مزاج سياحى لا يرغب فى مثل هذا النقاش، وهنا قررت تحدى إرهابه وهذا حقى فى الرد وحق القارئ فى المعرفة.
كنت اتساءل لماذا تقبل الكثير من الصحف والدوريات الدولية المحترمة،عربية واجنبية، كتاباتى ولا تقبلها الصحف المصرية؟.
فى السنوات العشر الأخيرة استضافتنى قناة الجزيرة وحدها اكثر من مائتى مرة سواء فى برامج أو فى نشرات الاخبار ولم تستضيفنى قناة مصرية سواء حكومية أو خاصة ولا مرة واحدة، وبالمناسبة لم اتحدث فى كل هذه اللقاءات عن أوضاع الأقباط إلا مرتين فقط.
بعد افتتاح منتدى الشرق الأوسط للحريات فى القاهرة فى نوفمبر 2007 اجري معى اكثر من خمس عشر حوارا من صحف مصرية معروفة حكومية وخاصة ولم ينشر ولا حوار منهم إلا حوار واحد فى جريدة غير معروفة، ولعله من حق المرء أن يتسائل أين هذه الساعات الطويلة التى سجلها هؤلاء؟، وهل لهم عمل آخر غير كونهم صحفيين؟،ولصالح من تمت هذه التسجيلات؟ ولماذا ارسلتهم صحفهم من الاساس؟.
صحيفة مصرية خاصة كانت تنشر لى مقالا كل عدة شهور وبعد تحالفها مع الاخوان امتنعت عن نشر اى مقال لى.
قال لى رئيس تحرير جريدة الحياة السابق منذ سنوات ان حكومة بلدك تحرض عليك عند ملاكها السعوديين لمنعك من الكتابة فى الحياة.
كل الصحف أو المحطات التليفزيونية العربية التى ظهرت فيها قال لى مسئولون فيها إنهم يتلقون مكالمات كثيرة عدائية ضدى سواء من أجهزة مصرية أو من أمثال السيد الجمال.
وسواء كان التعصب ذاتيا أو بتحريض من جهة ما فهكذا تسير الأمور معى فى مصر ومن بعض المصريين بدون أى مناقشة لافكارى... لأن اكثريتهم لا يصمد أمام أى نقاش عقلانى وإنما يمارسون الإرهاب الفكرى، بدليل أن الاستاذ الجمال يقول فى مقالته أن quot; مجدى خليل ومعه عينة مثل موريس صادق وجندى والنابلسى وغيرهم يعدون من متطرفى المسيحيين المتعصبينquot;، وبعيدا عن هذا التطاول اللفظى الذى لا يليق بسنه وخبرته فإن من يقول مثل هذا الكلام إما جاهل أو مغرض، ولأن الأستاذ الجمال كاتب له خبرته فأنا ارجح السبب الثانى.الدكتور شاكر النابلسى مفكر مسلم سنى فلسطينى فكيف تضعه ومجدى خليل والمهندس عادل جندى، وهو رئيس سابق لشركة بترول دولية كبرى فى باريس، مع الاستاذ موريس صادق- الذى لا يكتب وإنما يرسل بيانات إستفزازية جوفاء إلى الصحف المصرية- فى سلة واحدة وتصفهم بالمتعصبين المسيحيين إلا إذا كان هذا تحريضا مغرضا.
لماذا تقبل افكارا عن اقتصاد السوق والعلاقات المصرية الامريكية من عبد المنعم سعيد وترفض نفس الأفكار إذا قالها مجدى خليل؟.
لماذا نقبل مناقشة امور الديموقراطية والحريات والتمييز الدينى وحقوق الإنسان من سعيد النجار ولا تقبلها من مجدى خليل؟، أخر بحث كتبه استاذنا الراحل سعيد النجار كان عن حقوق المواطنة للأقباط وقدم فيه رؤية لا تختلف كثيرا عن ما اقوله.
الإجابة عن هذه الإسئلة اتركها لفطنة القارئ، بالإضافة إلى سبب آخر يقدمه سعد الدين إبراهيم وهو الشعور بالعار من مناقشة المشاكل الحقيقية خاصة تجاه الأقلية القبطية لأنها تضع المجتمع أمام صورة قبيحة تكشفه أمام نفسه وأمام العالم،ويلخص ذلك سعد الدين إبراهيم بعبارة بليغة quot; إنهم يخشون الفضيحة ولا يخشون الرزيلةquot;.
فى مصر هناك أقباط يبررون للدولة كل تجاوزاتها ضد الأقباط وتستكتبهم الدولة فى صحفها وهم ما يسميهم ماجد عطية quot; نصارى الأمنquot;، وهناك أقباط يعملون على تذويب الأقباط فى المشروع الإسلامى وتهلل لهم صحف التيار الدينى وتنعتهم بالمفكرين، وهناك أقباط يصدقون على رؤية الأستاذ الجمال وفريقه فى إغراق مصر بمشاكل المنطقة وتحميل الخارج مشاكلنا الداخلية... وكل هؤلاء لا يقترب منهم الأستاذ الجمال بالنقد وإنما ينتقد من الأقباط من هو واضح الرؤية قوى الحجة وغير ايدولوجى ولا يخشى الإرهاب الفكرى أو الجسدى والذين يحتمون بمصريتهم فى مواجهة هؤلاء المؤدلجين.... ولا تتعجوا من تراجع مشاركة الأقباط فى المشهد الثقافى وعدم ظهور أمثال سلامة موسى ولويس عوض وغالى شكرى وغيرهم..المناخ الآن فى مصر لا يسمح بظهور أمثال هؤلاء الأقباط...إنهم يبحثون عن أدوات قبطية تعمل لصالح هذا الفريق أو ذاك.
تعزيتنا أن هذا الإرهاب الفكرى تعرض له من قبل اساتذتى العظام لطفى السيد وطه حسين وعلى عبد الرازق وسلامة موسى ولويس عوض وغيرهم... وهجوم الأستاذ الجمال ضدى يؤكد لى أننى أسير فى الاتجاه الصحيح...والخطأ فى النهاية يقع على من يستجيب لهذا التحريض والإرهاب الفكرى البغيض.
[email protected]