طالما يكرر السيد رئيس الوزراء نوري المالكي وباصرار غريب إن مشروعه المسمى بالمصالحة الوطنية نجح، لا يترك مناسبة مهما كانت بسيطة وطارئة إلا واكد على نجاح مشروعه هذا!
هذا الالحاح نفسه يثير الشكوك بقناعة رئيس الوزراء مشروعه المذكور، ولا أستبعد أن السيد المالكي كثيرا ما يتسائل مع نفسه عن مدى نجاح مشروع مصالحته الوطنية وحزبه يعاني من إنشقاقات وتصدعات تنذر بموته النهائي، إن لم ميت فعلا، وربما يشتد تساؤله مع نفسه وهو يستعرض فشله المثير للغاية في ترميم حكومته التي مضى على فراغ نصفها او ثلثها اكثر من سنة! وربما يزم على شفتيه بألم وهو يرى أن جبهة التوافق ـ على سبيل المثال ـ قد أبتزته بشكل مذهل ولم تعطه شيئا، وإن التيار الصدري الذي هو أقرب إليه من الاخرين إسلاميا ومذهبيا وربما حتى طبقيا، ولكنه دخل معه في معارك دموية شرسة، سوف يكون لها نتنائج وخيمة على كل المجتمع العراقي بالمسقبل القريب والمتوسط والبعيد بصرف النظر عن إشتراك الصدريين بالاسباب التي قادت إلى هذه النتائج الوخيمة...
أين هي المصالحة؟
الصحوات؟
يعلم جيدا السيد المالكي إن الصحوات قنابل موقوتة، وهي في جوهرها مشاريع طائفية بشكل وأخر، وبالتالي، ليس هي مشاريع مصالحة بقدر ما هي إقرار أمر واقع ومفروض بنكهة لا تبشر بخير أبدا...
يبدو أن السيد المالكي لايعرف مع من يتكلم، ربما يتصور أنه يتكلم مع نماذج بسيطة ساذجة، لا يعلمون بما يجري في العراق وعلى العراق، وانهم لا يملكون تصورا خاصا بهم عن المصالحة الوطنية!!!
يتصور السيد المالكي إنه في حلقة حزبية لحل مشكلة تجارية بين عضوين حزبيين!، فيما هو يتحدث إلى أناس يعرفون جيدا ما يجري في هذا البلد، ويعرفون جيدا المديات التي وصلت إليها المصالحة الوطنية في العراق، حيث غاب وزيرها في زحمة الاحباط القاتل، وهم حتما قراوا خطاب السيد المالكي قبل أيام عندما أعطى مفهوما جديدا للمصالحة الوطنية، والتي قال فيها أنها أسي فهمها، حيث هي تعني المصالحة مع الدستور وليس شيا أخر!!
غريب!
يبدو أننا نحتاج سنتين أو أكثر كي نفهم تعرف السيد رئيس الوزراء الجديد للمصالحة الوطنية، خاصة وإن هناك اختلافات عميقة حول الدستور، وتعريفه الجديد يعني ضياع سنتين من الجهود على طريق المصالحة التي رفع شعارها بقوة ولا ادري كيف نتوصل إلى إستتناج بإن المصالحة الوطنية نجحت في ا لعراق مادام هناك سوء فهم لها طوال هذه الفترة الزمنية القاسية!
شي لا يشبه شيا!
يقول السيد رئيس الوزراء وهو يستعرض منجزات حكومته،إن تعداد القوات المسلحة العراقية في ظل حكومته وصل إلى الحد الذي يكافي الحاجة! حاجة العراق!
لا أشك مطلقا إن كثيرا من المستمعين تبسموا!
إذن لماذا القوات المتعددة الجنسيات؟
وهل هذه القوات قادرة اليوم على حماية الحدود؟
اعتقد إن السيد رئيس الوزراء كان عجولا، ولم يراجع خطابه جيدا، ولكن أي مراجعة وهو الخطاب ذاته منذ أن تولى المسؤولية، مما يعني أن لا جديد!
لا أمن ستراتيجي
لا مصالحة وطنية
لا جيش قوي
وأقول له : سوف ينتهي عام 2008 ولا تنمية، ولا أعمار، اللهم إلا إذا كانت مجرد مشاريع على الورق...
اقولها وانا المسؤول عنها....
ومعذرة يا سيادة رئيس الوزراء