محام تركي يهدد بدعوة قضائية ضد الاكاديمية السويدية


راوند رسول من ستوكهولم: المحامي التركي كمال كيرينشس يهدد بدعوة قضائية ضد الاكاديمية السويدية لهذه السنة بسبب ما ذكره اعلان فوز الكاتب والروائي التركي اورهان باموك بجائزة نوبل للاداب.

الاختيار اتى لاسباب سياسية وليست لها خلفيات ادبية يقول المحامي التركي كمال كيرينشس الى جريدة نيو أناضول التركية.وذكر المحامي التركي انه هو وبالتعاون مع زملائه الاخرين بصدد التدقيق في الشروط القانونية لنيل جائزة نوبل من قبل الاكاديمية. الروائي التركي أورهان باموك، الذي مثل مؤخرا أمام محكمة تركية بسبب ملاحظات له بشأن مذبحة الأرمن التي جرت قبل نحو قرن، لم يتخلص بعد من التهم الموجهة اليه فقد لفت باموك الأنظار العام الماضي ايضا عندما صرح لصحيفة سويسرية إن بلاده لا تريد مواجهة حقيقتين هما أنّ 30000 كردي ومليون أرمني قتلوا على أراضيهاquot; وهو ما أدى به إلى المثول أمام القضاء بتهمة quot;إهانة التركيةquot;.

ويأتي اختيار الروائي التركي الاكثر شهرة في خارج تركيا اورهان باموك للجائزة وسط جدل سياسي محتدم تطرق إلى تركيا ومذابح الأرمن التي ارتكبت خلال الأيام الأخيرة من عمر الامبراطورية العثمانية.

ويعتقد أن الأرمن كانوا ضحايا لعمليات الإبادة الجماعية خلال الفترة المذكورة. غير أن تركيا والعديد من المواطنين الأتراك يرفضون بقوة هذا الزعم. وتقول تركيا إن الأرمن والأتراك قُتلوا بسبب الحرب وليس أعمال الإبادة الجماعية.

وتزامن الإعلان عن فوز الكتاب التركي باموك مع مصادقة البرلمان الفرنسي الخميس على مشروع قانون يجرم إنكار تعرض الأرمن لمذبحة على يد الأتراك العثمانيين، فيما ينظر اليه كخطوة قد تؤدي الى توتر العلاقة بين تركيا وفرنسا ومن المتوقع أن يتم الأقرار على القانون الجديد من قبل مجلس الشيوخ ورئيس الجمهورية لاحقا.

والمحامي المذكور يراس الجانب القومي المتطرف في جمعية المحامين التركية وهو متخصص في القضايا التي تتعلق بالتطاول على الامة التركية والتشهير بالهوية التركية وهو يدرس وفق ما صرح به للجريدة المذكورة ما اذا كان بالامكان محاكمة الكاتب اورهان باموك على اساس هذه التهم.

ونقلا من مصادر غربية،، ذكرت الصحافة التركية على ضوء التهديد بالدعوة القضائية ان الضغوط السياسية التي واجهت الاكاديمية السويدية هي التي أجّلت إعلان الفائز بنوبل للآداب في اسابيعه الاولى الماضية.

وذكرت الصحف التركية ان الحكومة التركية ضغطت بقوة لعدم نيل الروائي أورهان باموك الجائزة. بل إن أنقرة وسّطت الولايات المتحدة الاميركية التي ضغطت على الاكاديمية السويدية مما أثار انقسامها بعدما كانت الجائزة ذاهبة حتما الى أورهان باموك. ويرى تركيا أن منح جائزة نوبل لكاتب يقول بحدوث الإبادة سيحرج تركيا ويضعف موقفها أثناء مفاوضات العضوية،

الكاتب التركي اورهان باموك، عنوان جديد للحكاية القديمة حول تداخل الأدب بالسياسة في جائزة لا تزال تحرم من نِعمها أدونيس والروائي التركي الأبرز في القرن العشرين وحتى اليوم يشار كمال. فمن سينتصر ؟ السياسة (باموك) على الأدب، أم الأدب) على السياسة؟