مروة كريدية من أم درمان (السودان): شهدت ليلة امس الخميس 12 ربيع الاول احتفالا ختاميًّا جماهيريا مميزًا للمولد في الساحة الكبرى في امدرمان استمر حتى ساعات الفجر الأولى ، حيث اختتمت الاحتفالات بمولد الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التي جاءت هذا العام بشكل جديد وروح جديدة خاصة من خلال إضافة شعار فداك يا رسول الله وذلك على حد تعبير المنظمين .

وفي حديث خاص مع محمد الحسن الحامد المنسق في الطريقة السمانية الطيبية القريبية الحسينية شرح لنا بعض الطقوس والعادات المصاحبة للمولد ومنها الزفة التقليدية، التي تخرج قبل يوم من بداية الاحتفال بالمولد الذي يبدأ من اليوم الأول من ربيع الاول ويستمر حتى الثاني عشر منه، في امدرمان وهي المدينة الوحيدة في السودان التى ظلت تحافظ علي تقليد اعلان الابتهاج بالمولد قبل يوم من الاحتفالات الرسمية في زفة تقليدية عمرها بعمر المدينة العتيدة والتى يرتادها ويسير فيها علي قدم المساواة الشيخ والرجال والنساء والاطفال وكافة شرائح المجتمع من سياسيين ومثقفين وعمال واطفال، وهم يرددون شعارات مختلفة تجتمع في تمجيد المهن وحب النبى الكريم ونصرته .

وتخرج الزفة من مكانها التقليدي بالقسم الشمالي لأمدرمان مما يعرف بودنوباوى وتسير جنوبا حتى منزل (اسماعيل الطهار) ذلك المحسن الذى اعتاد منذ حياته وصباه وقبل اكثر من خمسين عاما ان يستوقف الحشود البشرية التى تشارك في الزفة ويزودهم بالماء البارد ثم مواصلة السير حتى منزل الزعيم اسماعيل الازهرى كرمز للحرية والاستقلال بعدها تواصل الزفة مسيرها عبر ميدان الشهداء وتدخل شارع المستشفى وتعرج علي شارع السيد البدوي ..

ويعد الاحتفال بالمولد في امدرمان من اهم الموالد على مستوى العاصمة السودانية حيث يحرص مواطنو الخرطوم والخرطوم بحري على زيارته كجزء اساسى من برنامج احتفالهم بالمولد النبوى الشريف بالرغم من وجود ميادين احتفالية في مدنهم ..

وخلال زيارتنا الميدانية للموقع وجدنا ان ارض المولد مقسمة الى زوايا ومربعات تعرف بالخيام والسرادق، في كل زاوية توجد طريقة صوفية معينة تحتفل على طريقتها، دخلنا عدة زوايا منها زاوية الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية وزاوية الطريقة السمانية القريبية الحسينية ، وسرادق تابعة لطرق صوفية اخرى كلها تحتفل من خلال موشحات تمتدح النبي والاولياء الصالحين كما تقام حلق ذكر حيث يتم ذكر الله في دوائر يقف الذاكرون خلالها ويحركون رؤوسهم ويرقصون على ايقاع المدائح ، هذا وتتميز كل طريقة صوفية بطريقة لباس خاص وسبحة معينة وطريقة ذكر خاصة .
اما ما يعرف بالخيمة المحلية فإنها تقدم محاضرات في السيرة النبوية و تجرى مسابقات يومية مفتوحة للجمهور كما تقدم فرق الانشاد الدينى فواصل من المدائح والانشاد و مسابقة كبرى في حفظ القرآن الكريم لطلاب الخلاوي ذات جوائز تخصص للفائزين .


وعلى حدود ميدان الاحتفال تنتشر دكاكين مؤقته لبيع حلوى المولد ولعب الاطفال المصنوعة من السكر والاكلات الشعبية مثل السمسمية والفولية وغيرها . ويشكل الجانب التجاري دخلا جيدا ممتازا ينتفع منه التجار خلال هذه الاحتفالية.

مروة كريدية ndash; كاتبة لبنانية
[email protected]
http://marwa-kreidieh.maktoobblog.com