للأسف نحن نعانى جميعاً شيوخاً وشباباً ومراهقين من جهل جنسى مزمن أو على الأقل إدعاء أننا نفهم ونعرف ولذلك نقاوم أن نعرف، ونهاجم من يريد أن يعرفنا، ودائماً نغرق فى وهم أفعل التفضيل، وأننا الأفضل والأفهم والأعرف والأذكى والأكثر فهلوة، ولهذا السبب لا بد أن نعترف فى أننا فى أمس الحاجة لمعرفة بديهيات الجنس، ومبادئ علم الجنس، فقبل أن نعرف الخلل والمرض الجنسى لا بد أن نعرف ما هو الطبيعى فى الجنس من تشريح وفسيولوجى .......الخ؟، فالجنس لم يعد مجرد خبرة منقولة من الجدود، أو نميمة مقاهى، أو جلسة فرفشة، فهو قد أصبح علماً يدرس، ولا أقصد أنه قد تحول إلى معادلات تنتقص من المتعة، ولكن مزيد من العلم أتى بمزيد من المتعة، ومزيد من المعرفة أعطى كثيراً من الحماية والأمان.

ماهو الجنس؟
الجنس أكبر من كونه علاقة جنسية بين رجل وإمرأة، وأكبر من سرير يضم جسدين، وأوسع من نشاط جسدى حميم وعلاقات ميكانيكية من إحتكاك ودخول وخروج وإفرازات وإرتعاشات وإنقباضات، مفهوم الجنس يشمل مفهومك عن جسدك، عن شكله، كيف ترى نفسك فى المرآة، والطريقة التى يتفاعل بها جسدك عند لمسه، الجنس هو شعورك تجاه نفسك سواء كنت رجلاً أو كنتى إمرأة، الجنس هو وضعك وهويتك.
الجنس هو الطريقة التى تلبس بها، تتحدث بها، تتحرك بها، وتتفاعل بها مع الآخرين، إنها مكوناتك كشخص، كإنسان منذ الولادة وحتى الموت، ولكل منا طريقته الخاصة فى الجنس، وبصمته المنفردة والمتفردة فى الممارسة والفهم الجنسى.
الجنس شئ طبيعى وصحى فى تكويننا وسلوكنا الإنسانى، الجنس ليس مرضاً أو عورة أو جريمة، هناك بشر مهمتهم الأساسية تصوير الجنس على أنه سلوك بهيمى وغريزة حيوانية وشهوة منحطة، غض الطرف من المجتمع، وإنكاره للجنس لا يعنى أنه موجود، وهذا الإنكار والتجاهل يؤدى بالضرورة إلى مزيد من الإضطراب بين الشباب بصورة عامة، لا بد أن يفتح المجتمع عيونه على هذه الحقيقة الهامة، الجنس جزء لا يتجزأ من حياتنا، وإنكاره لا يجدى ولن يجدى، ولن ينفى وجوده.

تذكر أن الجنس أساسه الثقة ...الفهم ...المتعة.

لنتحدث فى الجنس بعلم وصراحة:
العلاقة الجنسية قبل أن تكون إلتحام ولقاء جسدى فهى إلتحام ولقاء لغوى وكلامى مع طرف آخر، ولذلك لا بد أن تتعلم فن الحوار:
*إعرف جيداً مثالياتك، جسمك، مشاعرك، وكن على قدر المسئولية فى حوارك.
*جرب أن تقول ما تريد وما هو مخزون فى ذهنك امام المرآة، هذا يمنحك ثقة بالنفس، ويجعلك تقول ما تعنيه وتقصده بالضبط .
*كن واضحاً فى معتقداتك وأهدافك.
*كن موصلاً جيداً، تذكر أن الحوار طرفين فإنصت بإهتمام، وإفهم وجهة نظر شريكتك أو شريكك.
*إستخدم لغة quot;أناquot; فى طلباتك فعلى سبيل المثال بدلاً من أن تقولى لزوجك quot; أنت لم تفسحنى وتخرج معى وأنت تهملنىquot; تقولين quot;أنا وحشنى الخروج معكquot;، وحاول إذا سدت الطرق أمامك فى التفاهم أن تصل إلى حلول وسط.

الإعصار والزوبعة الذهنية:
البلوغ مرحلة تدفق الهورمونات، وتغير شكل الجسم، والتحول من العام والمحايد إلى الجنسى، الدوافع الجنسية سواء كانت فانتازيا وخيالات أو أفكار أو أفعال مثل العادة السرية، كلها أشياء تحدث وحدثت وستحدث، وتؤخذ فى إطارها الطبيعى بدون تضخيم أو تهويل، التابوهات المحيطة بمرحلة المراهقة لا بد من فك الحصار المضروب عليها، وخفضها من سقف التابوهات العالى إلى أرضية الواقع والطبيعى.
الأولاد يلاحظون تغيراتهم الجنسية أسهل من البنات، القضيب أكبر وأضخم من البظر، من الممكن أن تداهم الفتاة أحاسيس جنسية ولكنها ليست بنفس الوضوح مثل إنتصاب الولد، فالإنتصاب حدث جلل وظاهر على عكس الفتاة ذات الأحاسيس الغامضة المبهمة غير المرئية وغير المترجمة، والأهم أنه من غير المقبول للفتاة أن تتحدث عن أحاسيسها الجنسية أو تستفهم عنها بعكس الولد.
المشاعر التى تعصف كالإعصار بمرحلة البلوغ تقريباً واحدة فى الولد والبنت:
*زيادة حساسية.
*زيادة نبضات الغضب.
*زيادة القلق
المراهقة والبلوغ بداية مشوار النضج.

الإنتصاب التلقائى:
*كل ولد لا بد أن تكون قد صادفته إنتصابات تلقائية، من الممكن أن تكون لمواقف جنسية، ولكن كثيراً ما تكون بدون مبرر أو غرض، أوتوماتيكية!، تصبح هذه الإنتصابات التلقائية أقل بمرور الوقت، البعض يفهمها على أنها مشكلة أو نوع من المرض برغم أنها خطوة فى طريق النضج والبلوغ والرجولة.

الإحتلام الليلى:
عندما يستيقظ الولد صباحاً ليجد ملابسه الداخلية مبللة بشئ لزج يصيبه الخجل، ويحاول أن يجد حلاً لمنع وكبت هذه المشاعر، وهو لا يعرف أن هذا الإحتلام شئ طبيعى جداً، بل ومطلوب جداً، ومرحلة فارقة لا بد ألا نخجل منها.