عامر الحنتولي من عمان: أثار غياب رئيس وزراء أردني أسبق عن لقاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مع أعضاء اللجنة الملكية للأقاليم، وهي لجنة شكلها الملك في فبراير الماضي لإحالة الأردن الى ثلاث أقاليم رئيسية، جدلا واسعا وتساؤلات متلاحقة عن سر غياب عبدالرؤوف الروابدة عن اللقاء الملكي الذي حضره جميع أعضاء اللجنة وبينهم رؤساء حكومات سابقين، رغم ان الروابدة الذي كان أول رئيس للوزراء في عهد العاهل الأردني يعتبر مقربا من بيت الحكم وأحد الساسة الأردنيين القلائل اللذين يملكون مواصفات سياسية وقانونية خاصة تؤهلهم للإبداع في المسائل التي لها علاقة بالدستور والقوانين الأردنية.

وقد حاولت "إيلاف" استجلاء أسباب غياب الروابدة إلا ان هاتف رئيس الوزراء الأردني الأسبق كان مغلقا طيلة الوقت، لكن مقربين منه قالوا انه موجود في الأردن ولم يغادر الأردن، حيث اعتبروا ان غياب الروابدة هو تكريس لغيابه السابق عن جميع جلسات اللجنة الملكية منذ تشكيلها من قبل العاهل الأردني، مؤكدين انه أثار في الجلسة الأولى للجنة ملاحظات قانونية ودستورية هامة إلا انه جرى اهمالها، الأمر الذي تسبب بغضب الروابدة، وقيل لـ"إيلاف" انه تقدم قبل شهور بطاب شخصي الى الملك الأردني بإعفائه ان يكون عضوا في اللجنة، وهي معلومة لم تتأكد بعد.

ويعد الروابدة الستيني وهو صيدلاني تخرج من الجامعة الأميركية ببيروت برتبة امتياز مع مرتبة الشرف لم يحققها أيا من طلبة الجامعة الأميركية حتى اليوم، أقوى رؤساء الحكومات الأردنية في العقد الأخير، فيما تدرج خلال العقود الثلاث الماضية ضمن مناصب وزارية عدة حتى عينه الملك عبدالله الثاني رئيسا لأول حكومة منذ توليه السلطات الدستورية في فبراير 1999، والروابدة أيضا أنتخب عضوا في جميع برلمانات الأردن منذ استئناف المسيرة الديمقراطية في الأردن عام 1989.