حملات في المدن الكبرى لتعقب المتشددين
هولندا تسجن مترجما مغربيا سّرب معلومات لارهابيين

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: حكمت المحكمة الهولندية في روتردام على مترجم هولندي من اصل مغربي بالسجن ثمان سنوات لتسريبه معلومات سرية لارهابيين كانوا تحت مراقبة اجهزة المخابرات الهولندية التي كان يعمل فيها المترجم عثمان بن أ. والقت السلطات الامنية الهولندية القبض على عثمان البالغ 35 سنة في أيلول من العام الماضي بعد ان وجدت رسالة تنبيه من قبله في منزل احد المشتبه بتورطهم باعمال ارهابية في مدينة اوترخت وسط هولندا يحذره فيها من مراقبة هذه السلطات له. وكان المترجم يعمل في مركز الارهاب الاسلامي التابع للمخابرات الهولندية الخاص بالتنصت ومراقبة المسلمين المدرجين كأرهابيين مفترضين .

ونص الاتهام ضد المترجم بتسريبه معلومات سرية بتاريخ الخامس من آب / اغسطس في العام الماضي لمشتبه بهم ينتمون منظمة العاصمة (هوفستاد) التي كان ينتمي اليها محمد بويري قاتل المخرج تيو فان خوخ قبل اكثر من عام ويقضي عقوبة السجن مدى الحياة في احد السجون الهولندية. بالاضافة الى رسائل تحذيريه لمشتبه به اخر في ذات المنظمة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وعمل عثمان بن أ (تحجم السلطات الهولندية عادة عن ذكر كنية المتهمين تجنبا لاحراج من يحمل ذات الكنية او ذويه) كمترجم في المخابرات الهولندية لمدة عام منذ الاول من تشرين الاول/ اكتوبر 2003 قبل ان يتم القاء القبض عليه في أيلول/ سبتمبر 2004 ويحال للتحقيق الذي استمر لمدة اكثر من عام.
وتخشى السلطات هنا من ان يكون تنظيم القاعدة اخترق المخابرات الهولندية بدسه مترجمين للعربية في صفوفها وهو ماسيفتح باب الشك تجاه معظم المترجمين المسلمين المحلفين خاصة الذين يعملون في محاكم او مؤسسات معنية بمكافحة الارهاب.
كما زادت السلطات من عمليات الرقابة في المطارات ومحطات القطار والمترو وسنت قوانين اكثر تشددا الغاية منها احباط اي عمل ارهابي في مدن امستردام ولاهاي وروتردام او اوترخت باعتبار مدن كبرى بالاضافة الى المونيء والمطارات. مع بث حملة توعية ضد الارهاب وكيف يتعامل الهولندي ليحبط اي عملية ارهابية وشيكة.

وضمن صعيد متصل فقد لاحظ مراقبون في هولندا تنامي اعداد الارهابيين خاصة من الشباب المسلمين المولودين في هولندا من الذين يترددون على عدد من المساجد التي يحرض ائمتها على الكره وتشجيع الارهاب باعتبار غير المسلم عدو يجب قتاله.
وكان آخر المغرر بهم من هؤلاء الائمة ثلاثة فتيان من لاهاي ابلغ ذووهم السلطات الهولندية باختفائهم من ثلاثة أسابيع دون ان يتركو اي رسالة. تركوا هواتفهم المحمولة في بيوتهم وسحبوا مبالغ من حساباتهم البنكية مما يوحي بسفرهم الى خارج هولندا. ويتخوف ذووهم ان يكونوا سافروا للعراق او افغانستان او الشيشان حيث قالوا انهم كانوا يترددون على مسجد السنة المحمدية الذي قال امامه ان احد الشباب كان على صلة بمتشدد تركي.
ولم تعثر السلطات على اثر لمغادرتهم المطارات الهولندية مما يرجح انهم سافروا برا ثم اخذوا الطائرة الى دولة مجاورة للعراق او افغانستان.
وينشط متشددون اسلاميون في مساجد وجمعيات في هولندا بجمع تبرعات بطريقة غير قانونية وبعيدة عن الرقابة لارسالها لتنظيم الزرقاوي في العراق او اسامة بن لادن في افغانستان كما يصرحون لمن يطلبون منه تلك التبرعات بعد ان يتأكدوا من انه مسلم.
وكان عدد من الشباب المسلمين من اصول مغربية وسورينامية اعلنت عوائلهم انهم تبلغوا بمقتلهم في العراق وافغانستان وكشمير والشيشان وتم دفنهم في أماكن موتهم.
كما أحبطت السلطات الامنية الهولندية هجمات ارهابية ضد مطار أمستردام وبناية المخابرات الهولندية ومفاعل نووي اذ القت القبض قبل شهرين على مجموعة من الشباب المسلمين بينهم الهولندي من اصل مغربي سمير عزوز (19 عاما) في امستردام الذي اعترف انه كان يريد تفجير احدى طائرات شركة طيران العال الاسرائيلية في مطار سخيبول في امستردام قبيل اعتقاله حيث عثرت الشرطة في منزله على شريط فيديو يودع فيه اهله وأصدقاءه على طريقة الانتحاريين ويؤكد انه مغادر لتفيذ عملية جهادية ضد الكفار الذين توعدهم في الشريطبأن حياتهم لن تهدأ الا أن يتركوا المسلمين في حالهم. واشار في الشريط المصور الى اقدامه على عمل كبير طالبا من اهله الصبر على فراقه وحث الآخرين على سلوك ذات العمل الذي سيقوم به كي لايعاقبهم الله.
وكان عزوز تقدم في وقت سابق بطلب لجامعة لايدن الهولندية لدراسة الكيمياء وربط مراقبون هولنديون بين هذا الطلب واحتمال التخطيط لهجمات باسلحة كيميائية في هولندا خاصة ان الشرطة وجدت في مساكن احد المشتبه بهم اقنعة واقية من الغازات السامة. وكان عزوز اطلق سراحه في نيسان (ابريل) الماضي بتهمة ارهابية لكن عدم كفاية الادلة اجبرت المحكمة الوطنية في روتردام على اطلاق سراحه. لكن الاستخبارات الهولندية تقول انها وضعته تحت المراقبة الى ان القت عليه القبض وهو يحاول شراء اسلحة اوتوماتيكية ومتفجرات وكان ينوي استخدامه مع تنظيمه في الهجوم المفترض الذي احبطته السلطات الامنية.

ويعيش في هولندا قرابة مليون مسلم تحاول الحكومة الهولندية التفريق بين المتشددين منهم والمعتدلين. والمعروف ان قوات الامن الهولندية تعمل في حالة استنفار منذ تفجيرات لندن في تموز (يوليو )الماضي.