المجالي الجنرال رئيسا لتوازن مع البخيت الجنرال
هزيمة الإخوان في برلمان عمّان

نصر المجالي من لندن: واجهت جماعة الإخوان المسلمين التي تعمل سياسيا على الساحة الأردنية اليوم هزيمة قاسية مع فوز النائب المهندس عبد الهادي المجالي برئاسة مجلس النواب للدورة الثالثة العادية لمجلس النواب الرابع عشر في الانتخابات التي جرت بعد ظهر اليوم في الجلسة التشريعية الأولى للمجلس في هذه الدورة، وكانت جبهة العمل الإسلامي وهي الأكثر تنظيما ساندت المرشح لرئاسة البرلمان المهندس سعد هايل السرور.

ولكن المجالي وهو شقيق رئيس وزراء الأردن الأسبق الذي وقع اتفاقية السلام مع إسرائيل الدكتور عبد السلام المجالي هزم المنافس المهندس السرور حيث حصل على 69 صوتا بينما حصل منافسه المهندس سعد هايل السرور على 38 صوتا من اصل 108 نواب شاركوا في عملية الانتخاب بينما كانت هناك ورقة واحدة بيضاء.

ومع انتصار المجالي برئاسة البرلمان لولاية جديدة، فإن المصادر الأردنية تقول أن وجود هذه الشخصية الكاريزمية على راس السلطة التشريعية يمهد لعمل متوازن بين السلطتين الحكومة برئاسة معروف البخيت والبرلمان، وهنا تكون السلطتان محكومتان لجنرالين سابقين في الجيش، وأولهما الدكتور البخيت اللواء المتقاعد والذي شارك لخمس عشرة سنة في ترتيبات السلام مع إسرائيل قبل أن يكون سفيرا لدى هذه الأخيرة والجنرال المجالي الذي يتزعم واجهة الجنوب وهو قلعة حصينة للحكم الهاشمي منذ العام 1921 حين قام الكيان الأردني.

وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني افتتح اليوم الدور التشريعي الثالث للبرلمان الأردني، وهو أوصى في خطاب العرش السلطتين التنفيذية والتشريعية بالتعاون لصالح الوطن الأردني، وكان الملك في الصيف الماضي عبر عن غضبه من أداء السلطات التنفيذية والبرلمان سواء بسواء وهو قال أن الشعب الأردني غير راض عن أداء ممثليه تحت قبة البرلمان.

وكان الرئيس المجالي صرح لـ "إيلاف" في الصيف الماضي بأن الاستحقاقات الأردنية الآتية في ما يتعلق بتوصيات الأجندة الوطنية وتقسيم المملكة إلى أقاليم ثلاثة يراد لها حكومة قوية لتنفيذها، والرئيس المجالي كان يساوره الشك بقدرة الحكومة السابقة برئاسة عدنان بدران على هذه المهمة، لكنه الآن بمواجهة جنرال مثله على رأس السلطة التنفيذية.

ومن انتخابه لولاية جديدة، القى رئيس مجلس النواب المهندس عبد الهادي المجالي كلمة قال فيها "فليس اعز على النفس من موقف صدق كهذا.. موقف تعبر فيه بالصدق ذاته عن عظيم الشكر لله الواحد الاحد على هذا الذي تحقق ثم عن خالص الشكر لكم جميعا وبلا استثناء وقد قررتم تكليفي بالمهمة من جديد وهو تكليف اصدع له وبالاحترام الذي يستحق والتقدير الذي يستحق سائلا المولى جل وعلا ان اكون عند مستوى ثقة اخواني الاعزاء في خدمة مسؤوليات هذا الموقع الوطني المشرف".

وقال المهندس المجالي الفائز "لقد كان التنافس شريفا ومشرفا كالعادة وبحمد الله واشهد انني قد تعلمت الكثير من هذا الشريف والمشرف فالحوار الذي شهده المجلس الكريم ازاء هذا الاستحقاق الدستوري كان حوارا وطنيا بامتياز وكان راقيا بامتياز ومفيدا بكل المقاييس فالشكر والتقدير لكل الزملاء الذين اسهموا في التنافس على هذا الموقع سواء منهم من ابدى رغبة صادقة او من اكمل مشوار المنافسة وبالذات الاخ والصديق العزيز سعد هايل السرور”".

وأضاف المجالي ممتدحا منافسه سعد السرور "وكعادته دوما على حتمية واهمية وصدقية ان يكون التنافس وطنيا رائدا وامينا لا مجال فيه لشبهات او خروج على الثوابت والمباديء والقيم/لا قدر الله/فله مني خالص الشكر والتقدير والثناء".

وأضاف رئيس البرلمان الأردني "نعم حضرات الزملاء والزميلات الكرام فلقد تشرفنا وتشرف مجلسنا هذا الصباح بالحضور الهاشمي الاميز من كل حضور وكان الوطن وكنا على موعد مع الملك في مشهد وطني رائع نصر ونحرص على ان يتجدد كل عام مشهد نباهي به الدنيا باسرها ونثبت للقاصي وللداني على حد سواء للحاسدين والمحبين على حد سواء للمشككين والمؤيدين على حد سواء للطامعين والطامحين على حد سواء..ان الاردن العربي الهاشمي كان وما زال ويبقى بأذن الله وطن الريادة والسيادة والانجاز وطن الحرية والعدل والبرلمان وطن الاستقلال والاستقرار والامان برغم كيد المارقين والحاقدين والاشرارط.

وقال "نعم باهتمام لا يوازيه اهتمام وباحترام لا يدانيه احترام استمعنا الى الملك حماه الله موجها وقائدا ورائدا وقدوه فلجلالته الشكر والعرفان والوفاء لابي الحسين الغالي علينا عهد الاحرار والحرائر على ان نبقى جند الحق في وطن الحق نسهم وبشرف واعتداد في خدمة هذا الوطن الجدير بأن نتفانى من اجله وهذا الشعب الفخور بقيادته الهاشمية الماجدة الاصيله ندعم مسيرة الاصلاح والتطوير بما تستحق من دعم واسناد ونسعى جاهدين على خطى القائد لتجذير انبل القيم واسماها في حياتنا الاردنية كافة نرسي مع القائد وسائر سلطات الدولة المزيد من ركائز العدل والحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ونصون وحدتنا الوطنية الراسخة من كل عبث او تطاول لا قدر الله ونسهم صادقين في تعزيز اركان الامن والاستقرار على ثرى وطننا الحبيب وفي تعزيز دوره الطليعي الرائد والمثل في خدمة قضايا الامة كافة وفي الطليعة منها قضية فلسطين العزيزة والقدس الطهور".

وختم الرئيس المجالي بالقول "حفظ الله الاردن وطنا بكل ما هو انبل واجمل واعز وحفظ الله الملك ذخرا وقدوة لشعبه وامته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"،

ومن جهته، قال النائب سعد هايل السرور الذي لم يحالفه الحظ بالفوز بانه سيكون سندا وعونا لرئاسة مجلس النواب فيما يخدم مصالح الاردن ويحقق رؤى الملك عبد الله الثاني في خدمة قضايا وطنه وامته. وقدم السرور شكره لاعضاء مجلس النواب وتهانيه للمهندس المجالي بفوزه في الانتخابات.

وختاما، عقب ذلك قدم نائب رئيس الوزراء زياد فريز باسم الحكومة التهنئة للمجالي في هذا الفوز وقال فريز ان الحكومة ستعمل جاهدة على ايجاد علاقة تشاركيه مع مجلس النواب هدفها تحقيق اهداف وتطلعات الملك عبد الله الثاني وبما يخدم المصلحة الوطنية.