تأكيدات حول استقالة المخضرم من الحزب والدولة
عبد الحليم خدام .. عرّاب لبنان يتنحى

عبدالحليم خدّام يعزّي بهاء الدين الحريري بوفاة والده

نصر المجالي من لندن: أكدت تقارير إعلامية غربية ومصادر سورية في العاصمتين البريطانية والأميركية تحادثت معها (إيلاف) الليلة أن نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام تخلى عن جميع مناصبه في الدولة والحزب، وكلام هذه المصادر وتقارير هيئة الإذاعة البريطانية وشبكة سي إن إن الاميركية وقناة العربية الإخبارية تؤكد استقالة خدامرغم أن المصادر السياسية السورية التي تشارك في أعمال المؤتمر العاشر لحزب البعث الحاكم تناقضت في تصريحاته حول استقالة السياسي المخضرم الذي كان يطلق عليه لقب (عرّاب لبنان) حيث هو كان حامل الملف اللبناني منذ سبعينات القرن الماضي حتى اتفاق الطائف العام 1989 ، بل نقل عنه قوله في تلك السنيين "إما أن يتحد لبنان مع سورية أو نضمه إليها".

وقالت المصادر لـ (إيلاف) إن خدام (72 عامًا) الذي يتولى منصب نائب الرئيس منذ العام 1983 إلى جانب زهير مشارقة، وكان معهما رفعت الأسد عم الرئيس السوري بشار الأسد إلى حين مغادرته دمشق قبل تسع سنوات، قالت إنه لمح إلى استقالته خلال اجتماع اللجنة السياسية لحزب البعث، كما أنه لمح إلى ذلك في خطابه أمام مؤتمر الحزب،لكنّ وزيرة المغتربين في الحكومة السورية، بثينة شعبان، نفت الشائعات المتناقلة عن التنحي.

إقرأ أيضًا

متى يحسم الجدل الدائر حول منصب خدام؟

الرئيس السوري ونائبه عبد الحليم خدام خلال افتتاح مؤتمر حزب البعث العاشر

خدام يغيب عن اجتماعات اللجنة السياسية للبعث

المؤتمر القطري ناقش التعددية السياسية:
اسم البعث باق وفصل بين الحزب والدولة

الأسد يتحدث عن السياسات المستقبلية في مؤتمر البعث

إلا أن مصادر من داخل المؤتمر أشارت إلى أن خدام، الذي شغل منصب نائب الرئيس لمدة عشرة أعوام، أعرب وفي ختام جلسة الاثنين عن رغبته في الانسحاب من الحياة السياسية، وأشار خدام إلى أنه سيبقى دائماً في خدمة حزب البعث العربي الاشتراكي أينما كان.

وأضافت المصادر أن خدام الذي يعتبر أحد أعمدة الحرس القديم في سورية يريد أن يفسح المجال أمام الأجيال الشابة. يذكر أن أحد المطالب الغربية وخصوصًا من الولايات المتحدة التي تتكرر دائما كشرط للانفتاح على سورية هي إجراء إصلاحات شاملة، وهي كما تقول واشنطن "تصطدم برجال الحرس القديم في الحزب الحاكم".

يشار إلى أن خدام الذي كان أحد نجوم الدبلوماسية العربية حتى تخليه عن منصب وزير الخارجية لصالح فاروق الشرع، انضم لحزب البعث في ستينيت القرن الماضي، وبرز اسمه مع الانقلاب الذي جاء بالرئيس الراحل حافظ الأسد العام 1970 ، ولم يمسك عبد الحليم خدام الذي يتميز بعلاقاته المعتدلة مع الدول العربية كافة، بالملف اللبناني، بل إن الرئيس بشار الأسد عهد إليه كذلك بالملف العراقي بعد سقوط نظام صدام حسين، وأجرى لقاءات عديدة مع مختلف الأحزاب العراقية، وكذلك مع زعماء عشائر عراقية.

ونجا عبد الحليم خدام من محاولة اغتيال في العام 1977 ، حين كان في زيارة لأبوظبي، حيث قتل حينذاك وزير الدولة الإماراتي سيف بن غباش، وكانت معلومات ذكرت أن خدام كان هو المستهدف، إلا أنه لم يتم تأكيد ذلك أو نفيه.

ومن أبرز المراحل في حياة السياسي المخضرم أيضًا: تسلّمه منصب الرئيس في سورية لمدة 37 يوماً باعتباره النائب الأول للرئيس الراحل إلى أن تولى الرئيس بشار الأسد سدة الحكم، حيث بقي خدام نائباً له، يذكر أن خدام هو الذي أصدر القانون الرقم 9 في 11 يونيو (حزيران) العام 2000 القاضي بتعديل المادة 83 من الدستور، التي تحدد عمر المرشح لرئاسة الجمهورية بإتمامه الرابعة والثلاثين من عمره.

ختاما ، يذكر أن خدام انتسب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي بعد وصول الحزب إلى السلطة في مارس (آذار) العام 1963، حيث عين محافظاً لحماة ثم القنيطرة ثم محافظاً لدمشق عام 1967، ووزيراً للاقتصاد والتجارة الخارجية 1969 في وزارة يوسف ،وعين أثناء حكم نورالدين الأتاسي، وكان وقتها الرجل القوي هو صلاح جديد الذي أطاحه مع رجالات الحزب والدولة الرئيس الراحل حافظ الأسد، فيما أطلق عليه اسم "الحركة التصحيحية العام 1970، وعين خدام وزيراً للخارجية ونائباً لرئيس الوزراء ثم نائباً لرئيس الجمهورية عام 1984 ، وينتظر أن يخلف خدام في منصبه الحالي عميد الدبلوماسية الحالي فاروق الشرع.