إرجاء قمة شرم الشيخ الاستثنائية لأجل غير مسمى
ومبارك وموسى وشيخ الأزهر ينعون العاهل الراحل


نبيل شرف الدين من القاهرة : أعلن اليوم الاثنين في منتجع شرم الشيخ المصري عن تأجيل القمة العربية الاستثنائية التي كان مقررا عقدها الأربعاء إلى الأسبوع المقبل، وفي تصريحات صحافية قال عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية، إن القمة الاستثنائية قد تأجلت "بضعة أيام"، بسبب وفاة العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز، غير أنه لم يحدد موعداً جديداً بعد، موضحاً أن هناك مشاورات سوف تجرى الآن لتحديد الموعد الجديد للقمة الاستثنائية، ولم يشأ مصدر رسمي مصري تأكيد ما إذا كانت هذه القمة ستلغى، أو ستؤجل إلى موعد آخر.

وفي بيان لها نعت الرئاسة المصرية الملك فهد الذي وافته المنية اليوم الاثنين، وأعلنت الحداد في مصر لمدة ثلاثة أيام، وأعرب الرئيس حسني مبارك باسمه وباسم مصر شعبا وحكومة عن خالص عزاءه للشعب السعودي وأسرة الفقيد الكبير الراحل .

من جانبه نعى عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز، قائلاً إنه لعب دورا كبيرا في الدفاع عن مصالح العالم العربي وقضاياه، وكذلك كافة القضايا المتصلة بالعالم الإسلامي، وأعلن أنه سيتوجه غدا إلى السعودية لتقديم واجب العزاء في وفاة خادم الحرمين ‏الشريفين .

مشاورات جديدة
وعما إذا كان يتوقع عقد قمة عربية مصغرة بدلا من القمة الطارئة قال موسى إن القمة ستكون كما تم الاتفاق عليه بين القادة، قائلاً إنه لا يوجد جديد في هذا الشأن .

وتعقيباً على سؤال بشأن التشاور مع الرئيس الجزائري حول انعقاد القمة الجديدة قال موسى انه من الضروري أن يجري التشاور مع الرئيس الجزائري وباقي القادة العرب .

وقال مدير مكتب الأمينالعام أنه تأكد تأجيل القمة العربية عدة أيام بسبب هذا الظرف الخاص بوفاة خادم ‏الحرمين الشريفين، وسيتم إجراء مشاورات على أعلى مستوى بين القادة العرب لتحديد ‏موعد جديد للقمة العربية الاستثنائية .

كما نعى الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر الفقيد الكبير، ونعته أيضاً دار الإفتاء المصرية وقالت في بيان لها إنها إذ تنعى رجل المواقف الذي قضى عمره في خدمة القضايا الإسلامية والعربية، والعمل على توحيد كلمة المسلمين، وبذل كل نفيس من أجلها، ومن أجل إعمار الحرمين حتى استحق ـ بحق ـ لقب خادم الحرمين الشريفين، ونسال الله أن يصبر أهله وبلده وأمنه فيه، وأن يعوضنا في مصابنا خير، وإنا لله وإنا إليه راجعون" .

بيان الرئاسة
وفي ما يلي نص بيان الرئاسة المصرية لنعي خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز:

"فقدت المملكة العربية السعودية والأمة العربية ابنا بارا من أبنائها وزعيما من أعز زعمائها ورجالها المغفور له الملك فهد بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين بعد أن أعطى الكثير لشعبه وأمته ولقضايا العروبة والإسلام، وسوف يسجل التاريخ للفقيد الراحل ما حققه من انجازات ضخمة عديدة في خدمة الحرمين الشريفين وشعبه ووطنه والدفاع عن قضايا الأمة بشرف وصدق وإخلاص ونصرة الحق والعدل بروح الفرسان ونخوة العروبة وشجاعة الكلمة .
ومضى البيان قائلاً "إن الرئيس محمد حسني مبارك إذ ينعي أخا كريما وصديقا عزيزاً، ليعرب باسمه وباسم مصر شعبا وحكومة عن خالص عزاءه لشعب المملكة العربية السعودية الشقيق ولعائلة الفقيد الراحل داعيا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يجزيه خيرا عما قدمه لشعبه وأمته من عطاء سيسجله له التاريخ بأحرف من نور، هذا وتعلن جمهورية مصر العربية الحداد لمدة ثلاثة أيام على روح فقيد المملكة العربية السعودية ومصر والأمة العربية جمعاء" .

ملفات القمة
وكان من المقرر أن تستضيف مدينة "شرم الشيخ" المصرية القمة العربية الاستثنائية بعد غد الأربعاء تحت شعار "لا للإرهاب والتطرف" التي دعا إليها الرئيس حسني مبارك بهدف بلورة موقف عربي موحد إزاء المستجدات المقلقة على الساحة العربية، ويعد انعقاد هذه القمة في حد ذاته مكسبا كبيرا لمصر بعد تفجيرات شرم الشيخ، ولهذا تصدرت قضية الإرهاب ومكافحته بكل صوره وأشكاله جدول أعمال قمة شرم الشيخ, حيث من المقرر أن يناقش الزعماء المشاركون في القمة كيفية معالجة هذه الآفة التي تهدد المجتمعات العربية وتسئ إلى العرب وللثقافة العربية والإسلامية .

وشهدت قمة بيروت في آذار (مارس) من العام 2002 حيث جري تعديل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب لتتواكب مع المتغيرات الإقليمية والدولية، والتي اقتضت ضرورة إدراج جرائم التحريض، وتشجيع الأعمال الإرهابية، وطبع ونشر وتوزيع المنشورات ذات الصلة بالإرهاب، ضمن جرائم الإرهاب والتحريض عليه .

وكانت الدول العربية قد أقرت اتفاقية لمكافحة الارهاب عام 1998، فمشكلة الإرهاب هي مشكلة عالمية وليست مرتبطة بدين أو جنسية حيث تنطلق من فكر متطرف .