المفكرالسياسي الإسلاميإياد جمال الدين لـ"ايلاف":
الدستور العراقي كتب على الطريقة الإيرانية

أسامة مهدي من لندن: اكد المفكر السياسي الإسلامي الشيعي العراقي إياد جمال الدين أن الدستور العراقي الجديد كتب على الطريقة الإيرانية وهو يهيء لولاية الفقيه داعياً الى إعادة كتابته مستقبلاً. ونفى جمال الدينأن يكونأخرج حسين حفيد الخميني من ايران او قدمه الى الاميركان وتوقع تأييد مرجعية السيستاني للائتلاف الشيعي مجددا في الانتخابات المقبلة نظرا لتشابك المصالح والاهداف بين الطرفين واشار الى انه سيخوض هذه الانتخابات ضمن تحالف ديقراطي ليبرالي عريض سيقوده رئيس الوزراء السابق اياد علاوي. وقال المفكر الشيعي في حديث مطول مع "ايلاف" تنشره على ثلاث حلقات بدءا من اليوم ردا على سؤال حول دعوته الى دولة علمانية في العراق ان العلمانية في تصوره هي آلية لادارة شؤون الدولة والبلد وتعتمد على استخدام قوانين وضعية ليس لقصور في القوانين الالهية والشرعية مشيرا الى ان اعطاء صفة القداسة التي هي ملازمة حقيقية للدين الى الدولة امر خاطىء ومن اجل صيانة الدين والمحافظة على قدسيته يجب فصله عن الدولة لكي لا تستخدمه لمصالحها الخاصة وتتحول الى دولة شمولية .

واكد ان هناك تغييرا لبعض الملامح الثقافية للعراق من خلال استيراد ثقافة جديدة من إيران وهو ما ستكون له انعكاسات سلبية على الوضع العراقي ، وهو امر مرفوض ان تتدخل ايران بهذا الشكل السافر في شؤون العراق الداخلية وبالتالي على الايرانيين ان ينتظروا تدخلا معاكسا اذا ما استقرت اوضاع العراق . ودعا لسن قانون لمكافحة الارهاب في العراق للجم كل صوت يحرض او يشجع او يتستر او يبرر للارهاب سواء كان في مسجد او منبر اعلامي او في شارع .. والعمل على اقرار هذا القانون وتطبيقه فورا لردع من يروج او يبرر للعمليات الارهابية .

وعن رأيه في الدستور العراقي الجديد اكد انه مستنسخ بالضبط عما هو موجود في ايران وبما يعرف مجلس صيانة الدستور حيث هناك ستة من الفقهاء القانونيين وستة من فقهاء الشريعة لكي يميزوا القوانين وهذا بالضبط ما وقفت ضده في ايران الولايات المتحدة والغرب عموما ، لكنهم وافقوا عليه في العراق لانهم يقولون ان اللجنة التي كتبت الدستور العراقي هي هيئة منتخبة وجب ان يبقى الدستور مفتوحا للتغيير والدورة البرلمانية القادمة يمكن لها ان تناقش مواده .. فليس من الصحيح سلق الدستور في شهرين وتقديمه الى الناس "ونقول هذا هو الدستور الكامل" فلا بد من مراجعات له.

واوضح ان الحالة الحاكمة على كتابة الدستور كانت حالة الخوف بالنظر الى الماضي وليس الى المستقبل .. فقد كان الائتلاف خائفا من التاريخ الدموي الرهيب الذي وقع على الشيعة ، والاكراد ايضا خائفون من التاريخ الدموي القاسي الذي عانوا منه سابقا .. فكان الخوف من الماضي والسعي لعدم تكراره في المستقبل ظل حالة مهيمنة على من كتبوا الدستور .. فلم يكتبوه بنظرة تفاؤلية الى المستقبل وكيف يراد لهذا البلد ان يبنى ،انما وضعوا عقبات وعراقيل تمنع ظهور ديكتاتور جديد والحق معهم في هذا والجمهور يريد ذلك ولكن يجب ان نميز بين الحيلولةدون ظهور ديكتاتور واقامة دولة ضعيفة جدا .

وعن سؤال حول موقفه من الفيدرالية في الجنوب والوسط شدد على "ان من الخطورة بمكان ان ننشئ اقليما فيدراليا شيعيا واقليما فيدراليا سنيا لان ذلك سينعكس سلبا على كل المنطقة ، موضحا ان اول الدول المهيأة للفيدرالية هي ايران وهي اول دولة ستعصف بها رياح الفيدرالية اذا اقرت في العراق" .

وعما اذا كانت مرجعية النجف ستؤيد الائتلاف الشيعي مرة اخرى خلال الانتخابات المقبلة قال اياد جمال الدين ان المرجعية انحازت لهذه الفئة من دون الفئات الاخرى وهو انحياز ضرره على المرجعية اكبر وكان يمكن تلافي ذلك بدعوة المرجعية للعراقيين بالاشتراك في الانتخابات تقول لهم انتم ايها الناس مسؤولون عمن تنتخبون ويجعلوا الناس امام مهماتهم ، و قال انه لايرى ان هناك متسع من المجال لكي لاتؤيد المرجعية قائمة الائتلاف مرة ثانية حيث لا يمكن وقف هذا الدعم بشكل فوري لان هناك تشابك في العلاقات والمصالح.

وعما يتردد عن مساعدته لحسين حفيد الخميني على الخروج من ايران الى العراق عام 2003 وتقديمه الى الاميركان نفى جمال الدين ذلك واوضح ان حسين الخميني هو صديق قديم له لكنه شدد على انه لم يخرجه من ايران وانما هو جاء الى العراق في زيارة وبقي ضيفا عنده لكنه لم يقدمه الى الاميركان برغم انه استصحبه معه الى ندوة انعقدت في مقر الامم المتحدة بنيويورك حول الارهاب .

وعن سبب تحالفه مع رئيس الوزراء السابق اياد علاوي وخوضه الانتخابات المقبلة في تحالف واحد اوضح السياسي العراقي ان علاوي ليس هو بالشخص الكامل ولكنه افضل الموجودين لاسباب منها انه شيعي وربما يكون ابرز الشيعة الذين يحوزون على رضى السنة والاكراد ، واشار الى عدم وجود شخصية وطنية تحصل على رضى وطني بشكل عام .. وهو الشخصية السياسية الشيعية الوحيدة التي تحظى بالرضى الاقليمي والعربي المحيط بالعراق ، موضحا ان الدول العربية تتحسس من الوجوه الشيعية الاخرى لان اكثر هذه مرتبطة بشكل او اخر بايران .