العراق بكل تشعباته يشكل محورها الاساسي
لبنان في مهب اتفاقية تجمع سورية وأميركا

ريما زهار من بيروت: ما زال الغموض يحيط بالعلاقات الاميركية السورية، واذا كان تيار المستقبل، التابع للنائب سعد الحريري، ينفي وجود اي صفقة بين النظام السوري والادارة الاميركية، ويؤكد ان واشنطن تزيد من ضغوطها على سورية، فان المقربين من سورية يؤكدون على ان المفاوضات بين الفريقين تسير على قدم وساق.

ويقول مصدر من كتلة الحريري لquot;إيلافquot; بان سعد الحريري، عندما زار مصر منذ اكثر من اسبوعين، كان همه الاساسي معرفة اذا كان هناك اي اتفاق يجري بين الولايات المتحدة والنظام السوري، ويؤكد المصدر ان الرئيس حسني مبارك نفى لسعد الحريري وجود اي اتفاق، ناصحًا اياه بتوثيق العلاقات اللبنانية في مواجهة الاحداث الداخلية، ويشير المصدر بان موقف اميركا من سورية لم يتغير، وهي لا تزال تصر على فرض العقوبات عليها، واذا كان تقرير ميليس الثاني يبدو اقل قسوة بالنسبة للنظام السوري، فان المصدر يؤكد بانه يسير بالاتجاه نفسه بالنسبة لسورية، وان اميركا ارادت، لاسباب لا تتعلق بسورية ولبنان، ان تخفف من لهجتها ازاء النظام البعثي.

دور العراق
وبالنسبة لوزير لبناني سابق مقرب من النظام السوري، فان الصورة تختلف تمامًا، ويقول لquot;إيلافquot; انه لم يتم الاتفاق كليًا بين سورية واميركا الا ان هناك بداية تفاهم بينهما، ويضيف بان اميركا كانت تلح، وباستمرار على سورية ان توقف دعمها للمقاومة العراقية والفلسطينية واللبنانية المتمثلة بحزب الله، وكانت تفكر جديًا في هذا الوقت، بتغيير النظام البعثي في سورية.

ولكن لاسباب مختلفة، يضيف الوزير السابق، غيرت سورية نهجها في المنطقة وذلك بسبب مشاكلها الداخلية وتعقيد الحال في العراق، ومصالح بعض البلدان في المنطقة ومنها تركيا وغيرها، وطالبت اميركا سورية بان تكون اكثر تعاونًا في الملف العراقي.

وقد استجابت سورية بعد مطالبة كل من موسكو والسعودية ومصر بالتعاون مع الولايات المتحدة الاميركية فيما خص مسألة العراق، فساهمت في مساعدة الطائفة السنية في العراق ، في المشاركة بالعملية الانتخابية الاخيرة.

وبالنسبة لاميركا، يضيف الوزير السابق، فان هذه الانتخابات تشكل اهمية قصوى لكي تبرز للعالم مدى تأثيرها الايجابي في العراق، ومهما كانت النتائج، وحتى لو خسر المقربون من النظام الاميركي، فان ادارة بوش تريد من خلال مشاركة الجميع في هذه الانتخابات، ان تبرز للعالم بان اميركا استطاعت ان تنقل العراق من النظام الديكتاتوري الى الديموقراطية.

وكانت لمشاركة سورية في هذا الامر جائزتها الكبرى، والتي تمثلت اولًا بعودة الشاهد السوري هسام هسام الى سورية، ما دفع النظام البعثي بعدم الشعور بانه مستهدف كثيرًا بعد التحقيقات الدولية في قضية الشهيد رفيق الحريري، وكانت تسوية على فيينا كمكان لاستجواب الضباط السوريين، كذلك تغيير لائحة هؤلاء الضباط التي كانت لجنة التحقيق الدولية بصدد استجوابهم.

وبالنسبة للوزير السابق، فان القرار 1644 اتى اخف وطأة على سورية رغم انه يحمل في طياته التهديد بالعقوبات، ما يعني ان الاتفاق الكامل بين اميركا وسورية لم ينجز بعد.

ولا تزال اميركا تنتظر من سورية الانضمام الى الجيش العربي في العراق من اجل تأمين خروج الجيش الاميركي منه، وبالتحديد ان ينتشر الجيش السوري في مواجهة الزرقاوي لتأمين الحماية للجيش الاميركي، وبالنسبة للوزير السابق فان الرئيس المصري حسني مبارك تباحث في هذا الموضوع مع القيادة السورية التي اجابت بالنفي القاطع في البدء، لكن مع الوقت اصبحت القيادة السورية اقل تشددًا في هذا الخصوص، واذا توصل الأميركيون والنظام السوري الى هذا الاتفاق، فان امورًا اقليمية كثيرة ستتغير في المنطقة، وهذا ما يظهر تشدد وصلابة قوى 14 آذار (مارس) في المواقف وما يؤكد عزم قوى 8 آذار(مارس).

...ومهما يكن من أمر فان الموقفين المتناقضين للمصدر الحريري وللوزير السابق يؤكدان بان لبنان رهن التحولات الاقليمية التي لا يعرف لها حدود او قرار.