وسط صمت رسمي وتجاهل كافة وسائل الإعلام
نشطاء يرصدون وقائع تحرش جنسي جماعية وسط القاهرة


كتب ـ نبيل شرف الدين : سجل نشطاء مصريون عبر مدوناتهم الإلكترونية شهادات عن وقائع تحرش جنسي، جرت بشكل جماعي غير مسبوق في منطقة وسط القاهرة خلال عيد الفطر، وتمثلت في قيام مجموعات كبيرة من الشباب بالتحرش الفظ بالسيدات في ظل وجود أمني محدود، حتى وصل الأمر إلى حد انتزاع ملابس بعض الفتيات في شوارع وسط العاصمة المصرية، كما يؤكد مدونون ونشطاء تحدثت معهم quot;إيلافquot; .
ووسط صمت رسمي، وتجاهل كافة الصحف ووسائل الإعلام المصرية للحدث، سرد النشطاء روايات عن وقائع تحرش شاركت فيها مجموعات تقدر بالعشرات من الشباب، غير أنه لم يلق القبض على أي منهم، كما لم تتقدم أي من الضحايا ببلاغ رسمي، وهو ما فسره مراقبون بالخوف من الفضيحة .
وقال بيان لمركز الجنوب لحقوق الإنسان إنه إذ يؤكد على أن ما حدث من تصرفات مشينة يعد دليلأ على مشكلات ضخمة يعاني منها المجتمع المصري، بسبب الفقر والبطالة وتأخر سن الزواج وسيادة ثقافة العنف واللامبالاة، فإنه يدعو إلى العمل على عدم تكرار مثل هذه المظاهر المعبرة عن تدهور المجتمع الذي أصبح يلقي باللوم على الضحية بدلاً من الجناة، كما طالب المركز الحقوقي في بيانه، الضحايا وذويهم، بعدم الصمت خوفاً من العار، بل بالفضح والمطالبة بعدم إفلات الجناة من العقاب .

شهادة فدوى

تضعنا ناشطة اسمها quot;رضوىquot; في قلب الأحداث عبر شهادتها التي نشرتها بمدونتها الإليكترونية المسماة (هكذا أنا)، والتي ننقل منها هذه الشهادة دون تدخل من جانبنا
(http://hakazaana.blogspot.com/2006/10/blog-post_26.html) والتي تقول فيها :
quot;أعتقد بان ما رايته وسمعته أمكنني تخيله من قبل. نبدا من قرائتي لما كتبه مالك وذعرى وقتها وكنت احاول تامل الموقف لكن فكرة ان هؤلاء كانوا مساطيل لم تغب من راسي وقتها ، توقعت انهم تعاطوا مخدرات أو خمور وكانت النتيجة ذلك .. لكني لم اكن قد تاملت المشهد بعد ..الا انني بعد مغادرتي للعمل في العاشرة والنصف مساء ومحاولة الركوب من عبد المنعم رياض وجدت المكان مزدحما بشكل غير عادي .. فتوقعت بانه العيد الذي نسيته لانني نزلت العمل من اليوم الثاني، لكن الموضوع تجاوز الزحمه العادية وباءت كل محاولاتي لركوب تاكسي بالفشل .. فوجدت اتوبيس فاضي وبمجرد الركوب والنظر للجهة المقابله علي الكورنيش رايت جموع غفيره من الشباب وسمعت اصوات صراخ نسائية وهتافات الجموع بالفاظ بذيئة، وظللت لفتره مذهولة ومرعوبة فهاتفت مالك واخبرته بما يحدث وظل الاتوبيس واقفا لفتره واخذت اراقب الموقف ..فوجدت الاطفال في سن العاشرة والحادية عشر يشجعون بعضهم علي الانضمام quot;يللا يا ياواد ندخل معاهمquot;، وينضمون بسرعه رهيبه للثورة، واخذت اتأمل ملامح الذعر علي وجه ام وهي ممسكة بحرص شديد علي ايدي بناتها الثلاثه وكانها تحاول اعادتهم الى رحمها مرة اخرى ..امتد الذعر الى الازواج والرجال الذين يخرجون بصحبه بنات..واخذوا ينكمشون بجوار بعضهم او يهرولون بسرعه ..لم استطع رؤيه وجوه الضحايا لكنني كنت استمع الى الصرخات وارى الجموع الغفيره وهي تجري مسرعه .. ياااه اعداد ضخمه جدا جدا ..اكثر بكثير من اكبر مظاهرة عملناها واعمار مختلفه ..ابتداء من العاشره الى الثلاثينات وربما الاربعينات كما قال مالك لم استطع ان اصفهم كما قالت رشا لي بانهم كلاب مسعورة او على حد قولها باب واتفتح منه شوية كلاب ..اعذر توحدها مع الضحية لانها سألتني هل كنتي ستحللين الامر بهذا الهدوء لو كنتي الضحيةquot;.

شهادة مالك
أما الناشط والمدون المصري الشهير (مالك)، الذي ينشر مدونة باسم (مالكولم إكس) يقول عبرها : (http://malek-x.net/node/268) ما يلي :
نجلس على المقهى بوسط المدينة انا ووائل عباس وناصر نوري (وهو مصور لوكالة رويترز الإخبارية) ومحمد الشرقاوي واخرين
يأتي لنا احد الزملاء ويخبرنا ان أمام سينما مترو بشارع طلعت حرب تحدث حالات انتهاك جنسي وتم تحطيم شباك تذاكر سينما مترو
توجهنا في الحال الى المكان وكان يدور بخاطرنا ان ما يخبرنابه الزميل هو مجرد تهويل لا أساس له من الصحه خاصة ان الشوارع المحيطة بسينما مترو كانت هادئة جدا ونحن في الطريق الى هناك.
توقفنا عند السينما بعد ان رأينا شباك التذاكر المحطم واعتقدنا ان ما اخبرنا به الزميل هو مجرد اوهام او مبالغات على أقصى تقدير.
لكن بعد أقل من خمس دقائق وجدنا اعدادا غفيرة من الشباب تصفر وتركض بإتجاه شارع عدلي تحركنا معهم لنرى ماذا يحدث
فوجئنا بفتاة في أوائل العشرينات تعثرت على الارض والتف حولها عدد كبير من الشباب يقومون بتحسس اجزاء جسدها ونزع ثيابها عنها .
لم افهم او لم استوعب بمعنى ادق ما يحدث قامت الفتاة مسرعة مره اخرى وحاولت الركض في اي اتجاه الى ان رأت مطعما سوريا يدعى المضيفة او شئ من هذا القبيل ودلفت الى الداخل وحاوط الشباب المطعم ولم ينصرفوا الا بعد ان صاح اخر (في واحده تانية قدام سينما ميامي)
ركض الجميع اتجاه شارع طلعت حرب مره اخرى ووجدت هناك فتاه محاصرة تماما داخل دائره محاطة بمئات من الشباب يحاولون ان يتحسسوا جسدها وينزعوا عنها ملابسها انقذ الفتاه هذه المره سائق تاكسي قام بإركابها لكن الشباب لم يدعوه يمر، وشكلوا حوله دائره واصروا على ان تهبط الفتاه من العربه حتى تدخل أحد عساكر الامن رافعا (القايش) محاولا ضرب كل من يجده امامه لم ينفض الجمع بسهوله الا بعد ظهور فتاتين ترتدين عباءات خليجيه يسيرون لوحده في الشارع واحاطوا بهم تماما وقام عدد كبير منهم باحتضان الفتيات، ومحاولة فك العباءات وكان هناك اطفال في الحادية عشر والعاشرة من العمر يقومون بالدخول من تحت العباءات .
مره اخرى تدخل بعض اصحاب المحلات وقاموا برش المياه على الشباب وجذب الفتيات الى داخل المحلات
بعدها بأقل من ثانيه ظهرت الممثله علا غانم التي تمثل في احد افلام العيد (عبدة مواسم) وحاول الشباب ايضا ان يصلوا اليها لكنها كانت محاصرة ببعض الحراس الشخصيين الذي حاولوا التصدي لكنهم لم يستطيعوا صد كل الايدي الجائعه التي امتدت الى صدر الممثلة علا غانم .
وبعدها بقليل ظهرت فتاة اخرى كانت ترتدي ايضا حجاب وعباءة قام ايضا الشباب بمحاصرتها ونجحوا هذه المره في اخلاعها العباءة لكن استطاع امن احدى العمارات ان يجذبها إلى الداخل ويغلق باب العمارة ويمنع الشباب من الوصول الى الفتاة .

بيان حقوق
وفي بيان له، رصد مركز الجنوب لحقوق الإنسان انتهاكات للحق في الحرية والأمان الشخصي طوال أيام عيد الفطر في أماكن مختلفة من وسط القاهرة، حيث تم التحرش وانتهاك أعراض العديد من الفتيات في مناطق مختلفة من العاصمة المصرية، وبالتحديد في منطقة وسط البلد أمام سينما مترو وشارع عدلي وميدان طلعت حرب وكورنيش النيل أمام ميدان عبدالمنعم رياض .
ورصد مركز الجنوب قيام مجموعات كبيرة من الشباب بالتحرش بالفتيات والنساء بالمخالفة للقانون في ظل تسامح أمني، حيث توافرت معلومات لدى المركز بقيام مجموعات كبيرة من الشباب بتهديد وملاحقة والاعتداء على الفتيات خلال أول وثاني أيام عيد الفطر بصورة وحشية، وصلت إلى حد تجريد بعضهن من الملابسquot;، كما ورد في بيان مركز الجنوب .
ومضى البيان قائلاً إن مركز الجنوب لحقوق الإنسان إذ يحذر من أن ما حدث في وسط القاهرة ضد النساء والفتيات لا يعبر فقط عن تسامح الدولة مع ثقافة الإضطهاد والعنف طالما أنها لا تتوجه بشكل مباشر لكبار المسئولين في الدولة ومصالحهم، وإنما يعبرعن أن قطاعات واسعة من مجتمعنا المصري وخاصة من الشباب الذين يفتقرون إلى التحقق على كافة المستويات، بداية من إنتخاب من ينوب عنهم، مروراً باختيار ما يدرسونه من مناهج التعليم، أو ما سيعملون به من وظائف إن وجدت، ففي مثل هذا الوضع يكون من السهل إختيار الهدف الخطأ للتنفيس عن الشعور بالتهميش، وليس أدل على ذلك من ازدياد حالات الاضطهاد ضد الاقليات مثل اللاجئين والمسيحيين والنساء باعتبارها الحلقات الأضعف في مجتمع لا يشعر الإنسان فيه بأن له دور يذكر في تقرير مصيرهquot;، وفق بيان المركز الحقوقي .