انقرة: دعا البابا بنديكتوس السادس عشر اليوم الثلاثاء خلال لقاء مع دبلوماسيين معتمدين في انقرة في اليوم الاول لزيارته لتركيا، الى قيام quot;حوار فعليquot; في الشرق الاوسط لمواجهة خطر quot;ان تتوسع نزاعات وتنتشر اعمال ارهابيةquot;. وقال البابا في خطاب وزعته اوساطه ان quot;التوسع الاخير للارهاب ولبعض النزاعات الاقليمية يؤكد ضرورة احترام القرارات الدولية ودعمهاquot;. واضاف quot;لكن كل ذلك يظل غير فاعل اذا لم يكن ثمرة حوار فعلي، اي التقاء صريح لشروط الاطراف المعنيين بهدف التوصل الى حلول سياسية مقبولة ودائمةquot;.

ودعا البابا المسيحيين والمسلمين الى quot;حوار صادق يستند الى الحقيقةquot; وquot;يحترم الفروقات ويعترف بالنقاط المشتركةquot; بعد لقائه مع علي برداك اغلو مدير الشؤون الدينية في الحكومة التركية. وقال البابا quot;الطريقة الفضلى للمضي قدما هي عبر اقامة حوار صادق بين المسيحيين والمسلمين يستند الى الحقيقة وينبع من رغبة صادقة بمعرفة الاخر واحترام الفروقات والاعتراف بما هو مشتركquot;

وكان وصل البابا الى انقرة في اول زيارة له الى دولة اسلامية منذ انتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية تأتي بعد اقل من ثلاثة اشهر على كلام له عن الاسلام اثار ردود فعل عنيفة في العالم الاسلامي. واستقبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان البابا عند باب الطائرة في خطوة استثنائية تهدف الى تهدئة الجدل والاعتراضات القائمة على الزيارة.

واعلن اردوغان بعد لقاء قصير مع البابا في المطار انه حصل على تأييد بنديكتوس السادس عشر لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي. وقال quot;طلبت منه دعمنا على درب الانضمام الى الاتحاد

البابا يغادر الى تركيا

المانيا تسعى لحل القضية القبرصية التركية مع الإتحاد

الاوروبي وقال +نحن نريد ان تصبح تركيا جزءا من الاتحاد الاوروبي+quot;، مضيفا quot;انها توصية مشرفةquot;. وكان رئيس الوزراء التركي راى قبيل وصول البابا الى انقرة ان الزيارة ستساهم في تحقيق quot;السلام العالميquot;.

واكد ان الشعب التركي سيظهر quot;حسن ضيافة تليق بتركياquot; منددا بالتظاهرات المعادية لزيارة البابا الى تركيا وواصفا منظميها بانهم quot;مجموعات هامشية تظهر رؤية ضيقةquot;. وتابع quot;لا مكان لهذه المواقف في حضارتناquot;، مضيفا quot;نحن ديانة تؤمن بكل الانبياءquot;. وقال اردوغان quot;اننا نحب ونعترف ونحترم كل الانبياء كما نحترم نبيناquot;، مضيفا quot;ما يقوله الآخرون لا يعنيناquot;.

وكان حوالى 15 الف شخص تظاهروا الاثنين بناء على دعوات احزاب اسلامية احتجاجا على زيارة البابا. وشدد البابا من جهته قبل مغادرته روما على ان quot;هدف الزيارة هو الحوار والاخوة والالتزام من اجل التفاهم بين الثقافات ولقاء الثقافات والاديان من اجل المصالحةquot;. واضاف ان الزيارة quot;تعكس التصميم على الحوار والالتزام المشترك من اجل السلام والحوار بين المسيحية والاسلام والحوار مع اشقائنا المسيحيين وعلى الاخص كنيسة القسطنطينية الارثوذكسيةquot;، مشيرا الى ان quot;تركيا كانت على الدوام جسرا بين الثقافاتquot;.

واعتبرت مبادرة اردوغان بملاقاة البابا بمثابة مؤشر دبلوماسي مهم لا سيما بعدما اثيرت شكوك حول عدم رغبته بالاجتماع مع بنديكتوس السادس عشر الذي اثار كلامه عن الاسلام في جامعة ريغنسبورغ في المانيا في 12 ايلول/سبتمبر ردود فعل عنيفة في العالم الاسلامي. وتم الاعلان في اللحظة الاخيرة عن لقاء سيعقد بين الرجلين في المطار بسبب سفر اردوغان الى ريغا للمشاركة في قمة حلف شمال الاطلسي.

ووضع البابا بعد ظهر الثلاثاء باقة من الزهر على ضريح مصطفي كمال اتاتورك، مؤسس الدولة التركية العلمانية الحديثة. ووضع احد حراس الشرف اكليلا من الزهور الحمراء والبيضاء المقدمة من البابا على ضريح اتاتورك، المكان الاكثر استقطابا للزوار في انقرة. واحاط عدد كبير من الحراس بالبابا الذي صلى لبضع دقائق امام الضريح، ثم وقع كتاب الشرف حيث كتب quot;على هذه الارض، ملتقى الديانات المختلفة والثقافات ونقطة الاتصال بين آسيا واوروبا، اتبنى كلام مؤسس الجمهورية التركية لاعبر عن رغبة: +سلام في الوطن، سلام في العالم+quot;، بحسب ما جاء في النص الموزع على الصحافيين بالايطالية.

وكان البابا ذكر قبل مغادرته روما ان quot;الدستور الفرنسي كان نموذجاquot; لاتاتورك quot;لاعادة بناء تركيا الحديثةquot;. وقال quot;في جذور تركيا الحديثة، يوجد الحوار مع العقل الاوروبي، ومع فكره، ومع اسلوب حياته، ليتحقق في اطار تاريخي وديني مختلفquot;. وتابع quot;بالتالي، فان الحوار بين العقل الاوروبي والتقليد الاسلامي حاضر في صميم تركيا الحديثةquot;. والتقى البابا في وقت لاحق الرئيس التركي احمد نجدت سيزر.

ويعتبر اللقاء الاكثر حساسية في هذا اليوم الاول من الزيارة الاجتماع المقرر بين البابا ومدير الشؤون الدينية في الحكومة التركية علي برداك اوغلو الذي كان انتقد البابا بشدة بعد محاضرة هذا الاخير في ريغنسبورغ. وقال وقتها بارداك اوغلو ان كلام البابا يعبر عن quot;الحقد الموجود في قلبهquot; ضد الاسلام.

وفي حديث نشرته الصحف التركية الاثنين، قال ان زيارة البابا لن تكفي لازالة quot;الضغينةquot; التي يشعر بها المسملون، وان كانت تشكل quot;خطوة جيدةquot;. واعربت معظم الصحف التركية الثلاثاء عن املها بان تشكل الزيارة فرصة لتكريس quot;الاخوةquot; بين الديانات المسيحية والاسلامية. ووضعت صحيفة quot;صباحquot; الشعبية عنوانا كبيرا على صفحتها الاولى جاء فيه بالايطالية quot;اهلا وسهلاquot;، مشيرة الى ان البابا سيزور مسجدا في اسطنبول مساء الاربعاء. ورفعت اعلام الفاتيكان وتركيا في الشوارع الرئيسية في العاصمة، وسط لامبالاة واضحة من السكان الذين ابدوا انزعاجهم قبل كل شيء من التدابير الامنية المشددة.

ونشر عناصر من الشرطة على طول الطريق المؤدية الى المطار ومنع السير على هذه الطريق قبل ساعتين من وصول البابا، في وقت قام خبراء في المتفجرات بعملية تفتيش واسعة في كل نفق وزاوية. واتخذت الحكومة التركية اجراءات امنية اكثر تشددا من تلك التي اتخذت خلال زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش عام 2004، بحسب ما ذكر مسؤولون اتراك.

أردوغان

وكان اكد اردوغان قبيل وصول البابا بنديكتوس السادس عشر الى انقرة اليوم الثلاثاء، ان زيارة البابا ستساهم في تحقيق quot;السلام العالميquot;. وقال اردوغان في اجتماع للكتلة البرلمانية لحزبه العدالة والتنمية في انقرة، quot;نعرف جراء عملنا من اجل تحالف بين الحضارات، ان هذه الزيارة التي نوليها اهمية كبرى، ستساهم في السلام العالميquot;.واكد رئيس الوزراء ان الشعب التركي سيظهر quot;حسن ضيافة تليق بتركياquot; منددا بالتظاهرات المعادية لزيارة البابا الى تركيا وواصفا منظميها بانهم quot;مجموعات هامشية تظهر رؤية ضيقةquot;. وتابع quot;لا مكان لهذه المواقف في حضارتناquot;، مضيفا quot;نحن ديانة تؤمن بكل الانبياءquot;.

وقال اردوغان quot;اننا نحب ونعترف ونحترم كل الانبياء كما نحترم نبيناquot;، مضيفا quot;ما يقوله الآخرون لا يعنيناquot;.وكان حوالى 15 الف شخص تظاهروا الاثنين بناء على دعوات احزاب اسلامية احتجاجا على زيارة البابا.وتأتي الزيارة البابوية بعد اقل من ثلاثة اشهر على حملة الاحتجاجات العنيفة في العالم الاسلامي اثر كلام للبابا عن الاسلام وعلاقته بالعقل.

إنضمام تركيا إلى الإتحاد الأوروبي

و اعلن اردوغان انه حصل على تأييد البابا لانضمام تركيا للاتحاد الاوروبي وذلك عقب لقاء بينهما في انقرة. وقال اردوغان quot;لقد طلبت منه دعمنا على درب الانضمام للاتحاد الاوروبي وقال quot;نحن نريد ان تصبح تركيا جزءا من الاتحاد الاوروبيquot;. واضاف اردوغان بعد ان استقبل البابا في المطار quot;انها توصية مشرفةquot;.

وفي 2004 وفي عهد البابا يوحنا بولس الثاني حين كان احد ابرز شخصيات الفاتيكان اعتبر الكاردينال جوزيف ريتسنغر (البابا الحالي) في تصريحات علنية شخصية لا تلزم الفاتيكان ان ضم تركيا الى الاتحاد الاوروبي سيكون quot;خطأ كبيراquot;. واعلن متحدث باسم الفاتيكان عشية زيارة البابا إلى تركيا انه يتعين السماح لتركيا بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي اذا لبت كل الشروط التي حددها الاعضاء الخمسة والعشرون. واضاف المتحدث فدريكو لومباردي quot;نحن لسنا ضد انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبيquot;.

الرئيس الفنلندي

وفي الإطار نفسه اعلن رئيس الوزراء التركي ان رئيس الوزراء الفنلندي ماتي فنهانين الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي سيزور تركيا الجمعة بعد فشل المباحثات الاوروبية التركية حول قبرص.

وقال اردوغان في مؤتمر صحافي في مطار انقرة quot;ان رئيس الوزراء الفنلندي سيأتي الجمعةquot; الى تركيا. وردا على سؤال حول فشل مباحثات الاثنين في تامبيري (فنلندا) بين مسؤولين فنلنديين واتراك وقبارصة لتفادي ازمة في مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي، اكد اردوغان quot;لا اوافق على القول بانها (المباحثات) لم تؤد الى اي نتيجةquot;. وكانت فنلندا عرضت نهاية ايلول/سبتمبر خطة تهدف الى استئناف المبادلات التجارية بين الاتحاد الاوروبي والكيان القبرصي التركي شمال جزيرة قبرص المقسمة في مقابل قبول تركيا فتح موانئها ومطاراتها امام سفن وطائرات جمهورية قبرص (اليونانية).

ووقعت تركيا في تموز/يوليو 2005 بروتوكولا يوسع اتحادها الجمركي مع الاتحاد الاوروبي ليشمل الدول العشر التي انضمت الى الاتحاد الاوروبي في 2004. غير ان انقرة ترفض تطبيق البروتوكول على قبرص مطالبة قبل ذلك برفع الحظر عن quot;جمهورية شمال قبرص التركيةquot; التي لا تعترف بها الا تركيا.

وامهل الاتحاد الاوروبي انقرة حتى السادس من كانون الاول/ديسمبر لفتح موانئها ومطارتها تحت طائلة تعليق جزئي على الاقل لمفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد.