إلتقى الرئيس العراقي مرتين ويعتبر شنقه اغتيالاً سياسياً
معن بشور لـquot;إيلافquot;: صدام أخبرني انه يطمح للإستشهاد

ريما زهار من بيروت: يعتبر معن بشور، الذي ادرج اسمه منذ فترة مع اسمي الابنة الكبرى للرئيس العراقي السابق صدام حسين، رغد، وزوجته ساجدة، ضمن قائمة تضم 41 شخصا مطلوب القبض عليهم بتهمة الضلوع في اعمال ارهابية، ان عملية شنق الرئيس العراقي صدام حسين تندرج ضمن عملية اغتيال سياسية بكل المقاييس.

فالإعدام -برأي بشور- اولاً تم تنفيذه على يد المحتل وبشكل مخالف لكل القوانين والاتفاقات الدولية، التي ترعى شؤون الدول الواقعة تحت الاحتلال، وهي جريمة لانها صدرت عن محكمة فاقدة لاي شرعية دستورية او مشروعية قانونية بل فاقدة لابسط شروط النزاهة والعدالة والشفافية، كما انها لم تستطع ان تحمي محامي الدفاع الذين اغتيل عدد منهم، ولم توفر لمحامي الدفاع فرص تقديم مذكراتهم في الدفاع عن الرئيس واعوانه. وكما نعلم -يضيف بشور- فإن اول رئيس لهذه المحكمة قد استقال محتجاً على الضغوط السياسية التي مورست عليه، ورئيس آخر تمت اقالته لانه رفض كقائد ان يصف صدام بالديكتاتور، لان القاضي ليست مهمته اصدار توصيفات، ثالثًا هذه جريمة اغتيال لان سلطات الاحتلال الاميركي نفسها، اعتبرت الرئيس صدام حسين بعد اعتقاله اسير حرب، وهذا وصف قانوني تنطبق عليه شروط ومواصفات تم تجاهلها كلها في هذه الجريمة، ورابعاً كانت هناك اتهامات اخرى وكانت هناك محاكمة للرئيس صدام في قضية محددة هي قضية الانفال، فلماذا تم دمج كل الاتهامات بما فيها القضية المنظور فيها، اي الانفال، وتم استعجال الحكم على الرئيس صدام حسين، هل لان هناك اسرارًا وادوارًا لا ينبغي ان تكشف خلال هذه المحاكمة، ام لان في الامر قرار سياسي متصل برغبة الادارة الاميركية برئاسة الرئيس الاميركي جورج بوش في قطع الطريق امام اي تغيير استراتيجي يتحدثون عنه في الولايات المتحدة.

وأضاف بشور: هذه الاسباب جميعها، تجعلنا نعتبر ان اعدام الرئيس صدام حسين كان جريمة اغتيال سياسية موصوفة، وكما لاحظنا في الصور، ان الطريقة التي نفذ فيها حكم الاعدام لا تليق باي دولة تحترم نفسها لانهم اتوا بجوقة من المتشفين والحاقدين واحاطوا بها الرئيس الشهيد، وهو على حبل المشنقة.

الفتنة
ولدى سؤاله هل ان هذا الامر سيزيد من الفتنة في العراق يجيب بشور: ليس غريبًا ان الرئيس صدام حسين كان يحرص في كل نداءاته الاخيرة على الدعوة للتمسك بالوحدة والصلح والتسامح بين العراقيين والى التنبه الى الفتنة التي يعدها المحتل واعوانه، واعتقد ان هذا الاصرار من جانب الرئيس صدام حسين، ورفاقه سيشكل دون شك حاجزًا بوجه مشروع الفتنة التي يغذيها كل يوم المحتل واعوانه في العراق، وتسريب الصور المتعلقة بالمحاكمة، والتركيز على ان رئيس الوزراء هو الذي وقّع على تنفيذ حكم الاعدام من دون رئيس الجمهورية، كلها هدفها اشعال هذه الفتنة.

لكنني اتمنى واعتقد في الوقت نفسه -يضيف بشور- ان العراقيين قادرون بوعيهم ووحدتهم وبطبيعة مجتمعهم الذي تترابط فيه الروابط العائلية والعشائرية والمذهبية، قادرون على محاصرة الفتنة خصوصًا انه بات واضحًا لكل عراقي ان الادارة الاميركية التي فشلت في الهيمنة على العراق عبر الاحتلال تلجأ اليوم الى وسيلة اشعال الفتنة انتقاماً من العراقيين الذين رفضوا الاحتلال. وعلينا دائماً ان نتذكر -يقول بشور- لماذا ارسل جون نيغروبونتي سفيراً للعراق لمدة عام وهو صاحب الخبرة الطويلة في احداث فتن في دول عدة عمل فيها كالسلفادور وغيرها، وهو صاحب نظرية فرق الموت التي رأينا فصولًا من اعمالها في دول عدة عمل فيها نيغروبونتي قبل ان تصل هذه الفرق وفكرتها الى العراق.

بين صلاح الدين وعمر المختار
ويشير بشور في حديثه، انه على مدى 25 عامًا لم يلتق بصدام الا في مؤتمرات وquot;التقيت به مرتين قبل الحرب الاخيرة، مرة في اطار وفد من المؤتمر القومي ومرة بشكل شخصي، والرئيس صدام حسين شخصية مثيرة للجدل لكن مما لا شك فيه وعبر لقاءاتي به كنت اشعر دائمًا بروحه القومية العالية وتمسكه بمشروعه بتحرير فلسطين وبتمسكه باستقلال بلده وامتهquot;.

وأضاف بشور أنه يذكر في لقائه الاخير بصدام وكان الحديث عن الحرب المقبلة كلمة لا ينساها؛ quot;انت تعلم انني وصلت الى كل ما يذهب به اي عراق، من مراكز وجاه وسطوة من كل ما تشتهيه النفس البشرية، ولكنني اعتقد ان هناك مرتبة اعلى لكل هذا الذي وصلت اليه، وهي ان اكون شهيدًا لبلدي وأمتي وخصوصًا امام مواكب الاستشهاديين في فلسطينquot;، الذين كما نعلم -يضيف بشور- بقي الرئيس العراقي يصر على منح ذويهم مكافآت مالية كبيرة وربما كان هذا احد اسباب التعجيل بالحرب عليه لاستكمال محاصرة الشعب الفلسطيني. هناك ايضًا نموذجان كنت احس ان الرئيس صدام حسين يريد ان يكون احدهما -يقول بشور- نموذج صلاح الدين الايوبي المحرر للقدس واذا لم ينجح فنموذج عمر المختار الذي استشهد على حبل المشنقة تمامًا كصدام حسين وبيد المحتل الايطالي في بلده آنذاك.

ويتابع بشور:quot;اولاً شخصيًا كنت اعتقد خصوصًا بعد صدور تقرير بيكر هاملتون ان بوش سيحاول في الفترة الانتقالية بين الكونغرس الحالي والمقبل ان يشن هجمات في كل مكان لتعطيل مفاعيل هذا التقرير، وهو اعاد التشجيع على الخلاف الفلسطيني- الفلسطيني ودفع به الى الاقتتال، ويشجع في لبنان الخلاف اللبناني-اللبناني من اجل تطويق المقاومة، وهو في سورية يرفض اي دعوة للحوار مع القيادة السورية، خصوصًا بعدما توجه عدد كبير من اعضاء الكونغرس اليها، وبعد هذا التقرير فهو يدفع بالعراق الى التشدد مع الشعب العراقي والمقاومة العراقية، وبهذا الاطار اتى الاستعجال في اعدام الرئيس صدام حسين محاولة منه للانقضاض على اي حل سياسي يؤدي الى خروج الاحتلال الاميركي والى تنفيذ توصيات تقرير بيكر هاملتون.

ويختم بشور قائلاً: بالاضافة الى هذا الاستعجال، هنالك خوف من ان تؤدي المحاكمات في الملفات الاخرى الى كشف ادوار واسرار لكبار معاونيه في كل الملفات الاخرى، كملف الانفال والحرب العراقية الايرانية والكويت، واراد ان يقضي على هذا الرجل كي يقضي على الاسرار التي تكشف الدور الاميركي في كل هذه القضايا.