بيروت :في الوقت الذي تجتمع فيه قوى المعارضة اليوم لدرس تصعيدهاالمرتقب ،يقوم الاتحاد العمالي العام غدا باعتصام احتجاجا على الورقة الاصلاحية أمام مبنى وزارة المال -مبنى الضريبة على القيمة المضافة .وفي ظل طل هذه التحركات لا تلوح اي مبادرات لا عربية ولا محلية ولا حتى دولية في الافق ،الامر الذي عاد ليحصر الحل بالشارع. وكانت لجنة المتابعة لقوى المعارضة اجتمعت مساء امس وأعدّت مجموعة مقترحات لخطة تحركها الجديدة في مواجهة فريق السلطة، وسترفع إلى الإطار القيادي الذي يلتقي عند العاشرة قبل ظهر اليوم في دارة عون لإقرار هذه الخطة بكل تفاصيلها، مع وجهة واضحة لدعم الاعتصام المفتوح الذي دعا إليه الاتحاد العمالي غدا.

وفي المقابل تترقب المراجع الامنية بقلق هذه الخطوة يوم غد بالنظر الى مدى وحيوية المنطقة التي ستشهد الاعتصام وفي مثلث حيوي جداً لوجوده عند تقاطع أساسي ومهم وفي منطقة تحتوي على الكثير من المؤسسات الحكومية والمقار الأمنية، وسيؤدي الاعتصام المفتوح فيها الى شلها كما سيسبّب زحمة سير اضافية، ذلك أن الاعمال والورش الكبيرة القائمة في المنطقة وفي اتجاه المتحف سبق لها ان سبّبت أزمات قائمة منذ مدة.

ووسط كل هذه التصعيدات قد تتجه الامور الى الاسوأ خصوصا في حال اصرار السلطة على انعقاد مجلس النواب برئاسة نائب رئيس المجلس فريد مكاري في مكان ما لتعذّر الالتئام في ساحة النجمة الامر الذي فسره البعض على انه تحدياً لرئيس المجلس نبيه بري وفرضا لارادة السلطة على مشروع المحكمة الدولية أو في فتح استثنائي للمجلس خلافاً للأصول الدستورية، فلا ضمان إذذاك دون الانهيار الكامل.من جهته يقول بري لصحيفة الاخبار في عددها الصادر اليوم تعليقا على امكانية انعقاد المجلس برئاسة مكاري quot;إذا فعلوا ذلك يكونون قد أطلقوا رصاصة الرحمة على اتفاق الطائف وأسقطوه نهائياً، بل أعدموه. وهم يعرفون ماذا يعني سقوط اتفاق الطائف ولماذا حصل اتفاق الطائف؟. على مرّ تاريخ لبنان هناك حكومة لامست التعرّض للدستور، لكن ليس ثمة حكومة انتهكت الدستور واستباحته على نحو فجّ كالذي تفعله الحكومة الحاليةquot;.

كما اكد بري لصحيفة السفير انه لو كانت الولايات المتحدة وفرنسا مهتمتين جديا بلبنان، فالأحرى بهما ان تسهلا التسوية السياسية الداخلية فيه بدلا من عرقلتها، لأنهما تدركان انه لا قيمة لاي اصلاح او برامج اقتصادية، وهي في صلب برامج كل قوى المعارضة، من دون تسوية سياسية. وأضاف بري quot;لنفترض انهم اعطونا اربعة مليارات دولار في باريس 3، فهل يدركون ان هذا المبلغ يطير في اربعة اشهر في ظل الواقع السياسي الراهن؟ ناصحا الاكثرية بعدم لعب لعبة تحميل المعارضة مسؤولية افشال المؤتمر، معربا عن تأييده لفكرة المؤتمر، ولكن شرط التوصل الى حل سياسي اولا، ومناقشة الخيارات الواردة في البرنامج الاصلاحي ثانيا.
وأشاد بري بموقف وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ، امس الاول، quot;عندما اكد بشكل واضح جدا على اهمية التوصل الى صيغة سياسية وفاقية بين اللبنانيين حتى يستطيع مؤتمر باريس تحقيق الاهداف المرجوة منهquot;.وكان بري قد رد أمس على تصريحات جنبلاط، فقال لإذاعةldquo;الرسالrdquo; التابعة لحركة ldquo;أملrdquo;: quot;لا مسدس في رأسي ولا من يحزنون، ولست ممن يهددون. أنا كما أنا وكما تعهدني يا أخ وليد، لم أتغير لكنك أنت تغيرت، يا لخسارتي بكquot;.


السنيورة
أعلن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة laquo;ان مؤتمر باريس ـ3 هو للبنان الواحد الموحد وللبنانيين جميعا وللاقتصاد اللبناني ولخزينة الدولة ولخلق فرص عمل للبنانيين وليس لفريق دون فريقraquo;. وقال: laquo;هناك وجهتا نظر في البلد، واحدة تقول هناك مشكلة تعالوا لنرى كيفية حلها، وأخرى تقول تعالوا لنرى كيف نوغل أكثر في المشكلة، وبالتالي تعميقهاraquo;.

كلام الرئيس السنيورة جاء في حديث إذاعة laquo;صوت لبنانraquo;، وقال فيه laquo;ان هناك منطقين في البلد، الاول يقول ان هذه حكومة ضعيفة لأنها حاولت تمرير جميع القرارات التي اتخذتها الحكومة بالاتفاق وبالاجماع، وبالتالي يقول ان هذا نوع من الضعف ويتهمها ايضا بالاستئثار، فكيف يمكن أن تكون ضعيفة وكيف يمكن أن تكون مستأثرة ومتسلطة كما يدعون وكل القرارات التي اتخذتها الحكومة كانت بالاجماع والقرار الوحيد الذي كان نتيجة تصويت، وهذا ما ينص عليه الدستور، هو موضوع المحكمة ذات الطابع الدوليraquo;.

وأكد ردا على سؤال ان أي تحول لا يحصل في الشارع ولا يحصل بعملية ما يسمى الانقلاب في البلد، هذا انقلاب على الدستور وانقلاب على المؤسسات الديموقراطية، هذه الحكومة وقفت بحزم، وقفت استنادا الى دعم مجلس النواب والى دعم المواطنين وايضا هناك دعم عربي للحكومة وهذا كله يؤكد ان هذه الحكومة ليست ضعيفة على الاطلاق، ولكن موقف الحكومة دائما هو موقف الاحتضان لكل فئات المواطنين، يجب أن نميز ما بين الشدة في الكلام والشدة في المواقف، فالشدة ليست بالصراخ والصوت العالي، انما الشدة في الموقف. والحكومة تتمتع بأكثرية مجلس النواب وايضا بأكثرية المواطنين.

مبادرةبري

نشرت صحيفة الاخبار مبادرة بري التي قامت على بنود 5

1ــــــ المحكمة الدولية: بعد أن يصار إلى إلغاء نشر مشروعها في الجريدة الرسمية وإحالته إلى رئيس الجمهورية، يصار إلى درسه في الحكومة الجديدة وإقراره وسط ضمان بري هذا الإقرار بدون إبطاء. ويقترن بند المحكمة بفتح عقد استثنائي لمجلس النواب تأكيداً لضمان إقرار المشروع سريعاً والسير به، بضمان بري أيضاً، إلى حد المحاكمة نفسها لا الاكتفاء بدعم المشروع.
2ــــــ درس الحكومة الجديدة المشروع الاقتصادي والاجتماعي إلى مؤتمر باريس ــــــ3 وإقراره بدون إبطاء أيضاً نظراً إلى أهمية الهدف المتوخى منه.
3ــــــ إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، على أن يستمر التعاون مع الرئيس إميل لحود حتى نهاية ولايته لكونه يملك التوقيع الدستوري الملزم، وبرهنت الوقائع الأخيرة على مقدرته على تعطيل ما لا يوافق عليه أو يصار إلى تجاهل موقعه حياله. ولا يقتصر التعاون مع لحود على الحكومة الجديدة فحسب، بل يشمل أيضاً رئيس المجلس الذي لا اتصال ولا تعاون بينه وبين رئيس الجمهورية منذ وقت طويل.
4ــــــ إحالة مشروع قانون الانتخاب إلى مجلس النواب الذي يدرسه ويقرّه، ومن ثم يقرّر المجلس تقصير ولايته (لكونه صاحب الصلاحية القانونية) وإجراء انتخابات نيابية مبكرة. ويعود قرار هذه الى المجلس والى الغالبية بالذات التي ترتئي بدورها تأييد انتخابات مبكرة أم لا، ما دامت تمسك بالأكثرية المطلقة داخل المجلس، وفي وسعها إذذاك فرض خيارها على الأقلية النيابية.
5ــــــ تعيين أعضاء المجلس الدستوري وإطلاق يده في العمل.