الحكيم يحيي المشاركين بعاشوراء في بغداد
أسامة مهدي من لندن: اعتبر السيد عبد العزيز الحكيم رئيس الائتلاف العراقي الحاكم عمليات التفجير التي تستهدف الشيعة العراقيين على الخصوص بمثابة إبادة جماعية منظمة ووصف وقوف العالم متفرجا على هذه الجرائم بانه انحطاط أخلاقي يساعد القتلة الطائفيين وماكنتهم الاعلامية الضخمة على ممارسة عملية التشويه والتدليس وقلب الحقائق عبر فتاوى يصدرها من أسماهم بعلماء السوء بقتل الشيعة وابادتهم.

واضاف الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الإسلامية في العراق في بيان اليوم حول التفجيرات التي تستهدف المواطنين العراقيين والتي قتلت واصابت حوالى 600 منهم في العاصمة بغداد وحدها خلال الايام العشرة الاخيرة ان هذا القتل المستمر ضد اتباع اهل البيت في العراق في اشارة الى الشيعة والذي ابتدأ منذ ثلاث سنوات هو لون من الوان الابادة الجماعية المنظمة.

وقال إن الامر وصل ببعض الدول العربية المجاورة التي لم يسمها الى ان تسأل المسافرين اليها من العراق عن انتمائهم المذهبي لترتب على ذلك اثاراً سلبية اذا كان المسافر من الشيعة . واكد ان هذا الاجراء هو من أعجب ألوان الطائفية داعيا الجهات الرسمية العراقية والدول المجاورة إلى ايقاف ما اسماها بالمهازل ومعاملة العراقيين كلهم على السواء واحترام كرامة الناس وطالب بالالتزام بالمبادئ والمواثيق الدولية في العلاقات المتبادلة ومبدأ المعاملة بالمثل.

واوضح ان quot;هؤلاء الظلمة واعوانهم اقاموا قبل ايام قليلة ضجّة كبرى وملأوا النفوس بالحقد والضغينة بسبب إعدام الطاغية المجرم صدام الذي ملأ العراق بالمقابر الجماعية في عمليات الابادة التي لم يعرف لها التاريخ الحديث مثيلاً ولكنهم يسكتون اليوم او يشمتون في مشهد القتل المستمر ضد شيعة العراق.

البيان
وفي ما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم
اِنّا لله وانّا إليه راجعون

مع اطلالة شهر محرم الحرام حيث تتجدد مصائب وأحزان آل البيت عليهم السلام بذكرى عاشوراء وما جرى فيها من المصائب والظلم لسبط رسول الله الإمام الحسين وسبي وأسر حرائر رسول الله محمد (ص) على ايدي الامويين والنواصب، ارتكب الصدّاميون والتكفيريون من الامويين الجدد جرائم قلّ نظيرها في التاريخ ضد اتباع ومحبي الإمام الحسين وآل البيت عليهم السلام، وذلك بتفجير العديد من السيارات المفخخة وسط بغداد لتقتل وتجرح المئات من الابرياء من طلبة الجامعة المستنصرية والمستضعفين من النساء والاطفال والرجال في منطقة الباب الشرقي من المارة والباحثين عن لقمة العيش، لتذكرنا هذه الجرائم البشعة بكل تلك الجرائم التي ارتكبت ظهر يوم عاشوراء من سنة 61 للهجرة النبوية الشريفة، وليؤكد لنا ذلك ان مجرمي اليوم ومن يقف وراءهم ويقدم لهم الدعم هم على المنهج نفسه لاولئك العتاة الظلمة الذين انتهكوا حرمة رسول الله بقتلهم سبطه الإمام الحسين وانتهاك حرمته.

ان هذا القتل المستمر ضد اتباع اهل البيت في العراق والذي ابتدأ منذ ثلاث سنوات ولحد الآن انما هو لون من ألوان الابادة الجماعية المنظمة ، بل هو من اجلى مصاديق هذه الابادة الجماعية، ونحن عاجزون عن وصف الانحطاط الاخلاقي الذي اصاب العالم وهو يقف اليوم متفرجاً على هذه الجرائم التي ترتكب يومياً ضد الابرياء في العراق.

ان القتلة الطائفيون في العراق وماكنتهم الاعلامية الضخمة تمارس اليوم عملية التشويه والتدليس وقلب الحقائق بالاساليب الرخيصة نفسها التي مارسها قتلة الإمام الحسين عليه السلام حين عقدوا احتفالات الفرح بقتله بعد ان اوهموا الناس بأن القتلى هم من الخارجين على القانون من غير المسلمين، واليوم يتكرر الشيء نفسه حين تصدر الفتاوى من علماء السوء بقتل الشيعة وابادتهم، لتأتي وسائل اعلامهم لتطبل لهذا القتل والتدمير وتلبسه لباس المقاومة كذباً وزوراً وبهتانا، تارة وتعتبره قتلا وابادة للسنة تارة اخرى.
لقد اقام هؤلاء الظلمة واعوانهم قبل ايام قليلة ضجّة كبرى وملأوا النفوس بالحقد والضغينة بسبب إعدام الطاغية المجرم صدام الذي ملأ العراق بالمقابر الجماعية في عمليات الابادة التي لم يعرف لها التاريخ الحديث مثيلاً، ولكنهم يسكتون اليوم او يشمتون بنا في مشهد القتل المستمر ضد اتباع اهل البيت الذين نالهم على طول التاريخ ظلم حكام الجور ووعاظ السلاطين الذين يعبدون الدرهم والدينار قبل ان يعبدوا الله رب العالمين.

لقد بات من الواضح والجلي ان شيعة اهل البيت في العراق يتعرضون اليوم لمؤامرة كبرى يقف وراءها العديد من الانظمة، والقوى والتكفيريون والصداميون وعلماء السوء الذين يصرّون على اخراج مئات الملايين من اتباع اهل البيت عليهم السلام من ملةّ الاسلام والحكم عليهم بالقتل جميعاً، وهي مؤامرة منبعها ومآلها واهدافها ودوافعها طائفية بالدرجة الاولى.

اننا هنا نحمّل كل القوى والمؤسسات التي تمارس او تدعم عبر المال او الاعلام علنا او سرّاً عمليات التحشيد والتأليب الطائفي في العراق المسؤولية عن كل الدماء البريئة التي تراق ظلماً وعدوانا، ومن هذا المنطلق ندعو كل القوى التشريعية والتنفيذية والقضائية في البلاد إلى اتخاذ الاجراءات الحازمة تجاه كل الدول العربية وغيرها التي تنطلق من اراضيها دعوات القتل ضد اتباع اهل البيت سواء عبر الفتاوى الرخيصة او عبر وسائل الاعلام الناطقة بالعربية وغيرها.

لقد استرخص هؤلاء دماء العراقيين واعتدوا على كرامتهم وهم يصولون ويجولون في العراق ويؤلبون الناس بعضهم على بعض، وهم اليوم يتمتعون بحرية القول والفعل في العراق ، ولايملكون معشار هذه الحرية اذا تعلق الامر بحكامهم وبلدانهم التي باتت مرتعاً للقوى الاجنبية ، بل ان اراضيهم كانت ممراً دخلت منه القوات الاجنبية إلى العراق.

لقد وصل الامر ببعض الدول العربية المجاورة ان تسأل المسافرين اليها من العراق عن انتمائهم المذهبي لترتب على ذلك اثاراً سلبية اذا كان المسافر من اتباع اهل البيت عليهم السلام ، وهذا الاجراء هو من اعجب الوان الطائفية التي نشهدها اليوم، ونحن ندين ذلك وندعو الجهات الرسمية العراقية والدول المجاورة إلى ايقاف هذه المهازل ومعاملة العراقيين كلهم على السواء، واحترام كرامة الناس، كما ندعو الجميع إلى الالتزام بالمبادئ والمواثيق الدولية في العلاقات المتبادلة ومبدأ المعاملة بالمثل.

ان العراق اليوم يمر بأزمة كبيرة ومحنة قل نظيرها، ولكن الامور لن تستمر على هذا المنوال،فسوف يتعافى العراق ويتمكن المخلصون من ابنائه شيعة وسنة من المحافظة على وحدة الشعب العراقي باذن الله تعالى، وعلى الجميع ان يراجع حساباته بشكل دقيق ليتجنب تكرار الخطأ الكبير الذي وقع فيه حين راهن على صدام وقدم له الدعم على حساب مآسي الملايين من العراقيين.

رحم الله الشهداء ومنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، وعلى ذوي الشهداء والجرحى بالصبر الجميل، وعلينا جميعاً الاستعانة بالله العزيز الجبّار.ولا حول ولا قوة الا بالله الكبير المتعال.

عبد العزيز الحكيم
رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق
رئيس الائتلاف العراقي الموحد
3 محرم الحرام 1428 هجرية
23 كانون الثاني 2007 ميلادية