اسطنبول: اكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الليلة اهمية ان يكون العراق موحدا ذا سيادة ولا تدخل في شؤونه الداخلية وأن يعامل أبناؤه كمواطنين بالتساوي بالحقوق والواجبات وقال quot;هذه مبادىء يرى الجميع أنه لا حل بالعراق الا بتنفيذهاquot;. جاء ذلك في تصريح للامير الفيصل لدى اختتامه زيارة خاطفة الى اسطنبول في اطار التحركات الدبلوماسية النشطة لبحث الوضع المستقبلي للعراق وقضايا اخرى ذات اهتمام مشترك.

وقال الوزير السعودي انه يعتبر تبادل الآراء مع المسؤولين الأتراك ضروريا بين الحين والآخر مشددا على وجود تطابق كبير في وجهات النظر بين البلدين ازاء المواضيع الاقليمية. وأضاف quot;التشاور مستمر على مستوى دائم بين البلدين خاصة في الظروف التي تواجهها المنطقةquot; موضحا ان quot;هناك مشاكل عدة تقلق المملكة وتركيا ان كان في العراق أو لبنان أو غيرهما من الدول الاسلامية والعربيةquot;.

واستطرد قائلا quot;وبالتالي كانت المشاوات في اطار هذه المشاكل وتوحيد الرؤى حولها عسى أن تدخل هذه المشاكل لوسائل حل وليس فقط بالتفكيرquot;.

وأشار الفيصل الى وجود موضوع مشترك بين تركيا والمملكة خاصة فيما يتعلق بالملف العراقي وشدد على ان quot;يكون هناك عراق موحد ذو سيادة لا تدخل في شؤونه الداخلية وأن يعامل أبناؤه كمواطنين بالتساوي بالحقوق والواجبات وهذه مبادىء يرى الجميع أنه لا حل بالعراق الا بتنفيذهاquot;.

والتقى وزير الخارجية السعودي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في جلسة مغلقة وسرية تركزت حول عدد من القضايا التي تتصل بقضية العراق وتبادل الآراء في تطورات الشرق الأوسط.

ويرى مراقبون سياسيون اتراك ان الوضع الأمني في العراق يشكل هاجسا دائما للأتراك وللمملكة العربية السعودية على حد سواء لأن انعدام الاستقرار فيه يعني استمرار الافرازات السلبية على كل الجيران نتيجة تصاعد العمليات التدميرية اليومية وتصاعد النغمة الطائفية والمذهبية ومؤشراتها نحو مزيد من التدهور والانقسام في الداخل بكل ما قد يتركه هذا الوضع مستقبلا في النطاق الاقليمي من سلبيات لا قبل لاحد بها.

ويعتبر المراقبون زيارة الأمير سعود الفيصل الى تركيا مؤشرا على حالة القلق وعدم الارتياح التي تنتاب البلدين سواء فيما يتعلق بالمستجدات في الشرق الأوسط أو في العراق.

من جهته، قال المحلل السياسي جميل يلدز ان quot;التوقيت المحكم لهذه الزيارة يعكس مدى الأفق السياسي الذي تتحرك في نطاقه المملكة العربية السعودية لخدمة أهداف حيوية ليس فقط من أجل تعزيز أوجه التعاون الشامل بين البلدين انما من أجل تحقيق مزيد من التكامل والتوافق وربما التطابق في المواقف والآراء تجاه الوضع الاقليمي الدقيق والحساس خصوصا ما يمر بها العراق حالياquot;.

وتتفق تركيا والمملكة على أن تصاعد التوتر في العراق سيؤدي الى زعزعة الاستقرار في المنطقة والى تقسيم العراق كما تخشيان من أن تطال الحرب العراقية كل دول المنطقة بلا استثناء وتعرض الأمن والاستقرار الاقليمي لأخطار لا حصر لها.

وقد جاءت زيارة الأمير سعود الفيصل لتركيا لتدعم علاقات العالم العربي بتركيا التي تحتل مكانة جيو استراتيجية مهمة كما ترتبط تركيا بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة والغرب وتتمتع بعضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتطمع في عضوية الاتحاد الأوروبي.

وقد غادر الفيصل اسطنبول بعد زيارته التي دامت ثلاث ساعات.