رام الله، القاهرة: كشفت مصادر فلسطينية عن quot;صفقة سريةquot; أبرمت بين جهاز المخابرات في مصر وقادة من حركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot;، سمحت السلطات المصرية بموجبها بعودة عشرات من العالقين الفلسطينيين على معبر quot;رفحquot; إلى قطاع غزة، مقابل تسليم حركة حماس أحد أعضاء تنظيم القاعدة المطلوبين للقاهرة.
ولأول مرة منذ قرابة أربعة شهور، سمحت السلطات المصرية لنحو مائة فلسطيني بالعودة إلى قطاع غزة، في وقت مبكر من صباح الأحد، منذ أن أعلنت حركة حماس سيطرتها على قطاع غزة، في منتصف يونيو/ حزيران الماضي.
وأكدت مصادر فلسطينية عودة عشرات من العالقين على الحدود مع مصر، مشيرة إلى أن معظمهم من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، والذين كانوا قد رفضوا في وقت سابق العودة عبر منفذ quot;العوجةquot; الذي يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي.
ولكن المتحدث باسم حماس، سامي أبو زهري، نفى إبرام حركته أية صفقات سرية مع السلطات المصرية من أجل السماح بعودة العالقين الفلسطينيين، قائلاً إنهم quot;مواطنون فلسطينيون، وعودتهم عبر رفح أمر طبيعي، أما الأمر غير الطبيعي، هو عودتهم عبر بوابات الاحتلال الإسرائيلي.quot;
وشدد المتحدث باسم حماس على قوله: quot;أما الإدعاءات التي وردت أن ما جرى تم بصفقة بموجبها تم تسليم عضو في القاعدة، فهي ادعاءات سخيفة، وتافهة، ولا أساس لها من الصحة، لأنه لا وجود لتنظيم القاعدة في القطاع، حتى يتم تسليمهاquot;.
واعتبر أبو زهري أن quot;هذه الادعاءات تعبر عن حالة الصدمة التي أصابت قيادة السلطة، بفعل هذا الاختراق في قضية المعبر، والتي مارست السلطة على مدار الأشهر الطويلة الماضية دورًا كبيرًا لإغلاقه واستبداله بمعابر تخضع لسيطرة الاحتلالquot;.
ورفض عشرات من العالقين الفلسطينيين على معبر رفح، استخدام معبر quot;العوجةquot;، خشية قيام السلطات الإسرائيلية باعتقالهم، بدعوى أنهم مطلوبون أمنياً، فيما وافق آلاف آخرين على العودة إلى غزة من خلال ذات المعبر.
وحسبما أكدت مصادر فلسطينية وشهود عيان، فإن من بين العائدين إلى غزة، رئيس اللجنة القانونية في المجلس التشريعي فرج الغول، والمتحدث باسم حماس النائب مشير المصري، والشيخ محمد النجار أحد مؤسسي حماس، ووزير الداخلية السابق طلب القواسمي، إضافة إلى عشرات آخرين من كوادر حماس والجهاد الإسلامي.
وبعد وصولهم إلى الأراضي الفلسطينية، تم نقل المسافرين في حافلات إلى إحدى المواقع التابعة للقوة التنفيذية غرب رفح، وقد مكثوا هناك فترة قصيرة، توجهوا في أعقابها إلى منازلهم، وفقًا لما ذكر مركز الإعلام الفلسطيني، الخاضع لأمانة سر منظمة التحرير الفلسطينية.
كما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية quot;وفاquot; أن عودة هؤلاء العالقين ممن كانوا قد رفضوا العودة من خلال معبر quot;العوجةquot;، جاءت بعد اتفاق ابرم بين عدد من قادة حماس الذين كانوا عالقين على المعبر، ومسؤولين في المخابرات المصرية.
وفي السياق نفسه، كشفت مصادر فلسطينية مطلعة لوكالة quot;معاًquot; عن إبرام صفقة سرية بين حماس والمخابرات المصرية، تم بموجبها السماح بدخول حوالى 85 عالقًا على الجانب المصري من معبر رفح.
وأشارت تلك المصادر إلى أن غالبية الذين عبروا إلى قطاع، غزة، بموجب تلك الصفقة، هم من قيادات حركة حماس السياسية والعسكرية.
وأضافت قولها إن quot;الصفقة تضمنت تسليم أحد قياديي تنظيم القاعدةquot;، المتهم بالوقوف خلف اعتداءات وقعت في محافظة أسيوط في جنوب مصر، والذي نجح في وقت سابق في الدخول إلى قطاع غزة.
وكان معظم العالقين الفلسطينيين متواجدين طوال الأشهر الماضية داخل مطار العريش، حيث منعتهم السلطات المصرية من مغادرة المطار، مما أدى إلى اندلاع مصادمات بين عدد من هؤلاء العالقين وقوات الأمن المصرية.
وقالت مصادر فلسطينية إن اجتماعات جرت بين مسؤولين مصريين وعضو المجلس التشريعي فرج الغول، بالتنسيق مع قيادة كتائب القسام في رفح، تم خلالها الاتفاق على إدخال حوالى 100 شخص من أعضاء حماس، من منطقة تقع إلى الغرب من بوابة quot;صلاح الدينquot; على الحدود مع غزة.