الكويت: وجه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح كلمة إلى الشعب الكويتي بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان تحدث فيها عن مجمل الأوضاع في الكويت. مؤكدا فيها أهمية الحوار الذي جرى بين السلطتين التنفيذية والتشريعية بهدف وضع الكويت على طريق التنمية المستدامة, مشددا على أن التعاون بين السلطتين هو أمر ممكن وميسور. في ما يلي الخطاب الكامل للشيخ الصباح.
اخواني وابناء وطني اتحدث اليكم حديث الاخ لاخوانه واهل ديرته واحبائه في لقاء متجدد دائما على الخير والمحبة والتعاون انطلاقا من قوله تعالى quot; وتعاونوا على البر والتقوىquot; فما احوجنا ان نستلهم المعاني الجليلة في هذه الاية الكريمة بما تحث عليه من تعاون وتآزر وتعاضد.
وان اولى خطوات هذا التعاون الراسخة في نفوسنا وقلوبنا هي تجسيد محبتنا المتفانية للكويت وطنا نبنيه ووجودا عزيزا علينا نصونه ونحميه.
ان حقوق وطننا علينا كثيرة جدا ولها في اعناقنا امانة علينا ان نصونها ومسؤوليات جسام نرعاها بما لدينا من عزم وقوة. ورائدنا في ذلك كله المحافظة على وطننا الكويت وصيانة استقلاله وتدعيم اواصر وحدته الوطنية والعمل على النهوض به وتطويره وتنميته وهذا ما يجعلنا نضع مصالح الكويت العليا فوق كل اعتبار وبان نتحمل معا مسؤولية بناء حاضر الكويت ومستقبلها بعيدا عن الخلاف والاختلاف.
اخواني وابناء وطني ..
لقد اخذت السلطتان التنفيذية والتشريعية وقتا كافيا في الحوار والنقاش وحتى في الاختلاف حول الكثير من القوانين والتشريعات التي كنا نأمل اقرارها لنضع الكويت على خارطة طريق النمو والتنمية المستدامة التي يعيش عصرها غيرنا فنحفظ بذلك الجميل لوطننا الغالي ونساهم في رفعة شأنه وتقدمه بين الشعوب والامم.
من اجل ذلك دعونا دائما الى اهمية تعزيز التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وتحويل هذا التعاون بينهما الى ممارسة تنهض بالعمل البرلماني والعملية السياسية والديمقراطية في بلدنا من اجل ان تتكاتف الجهود لأداء المسؤوليات الدستورية التي عاهدنا الله ثم الوطن والشعب على القيام بها من اجل خدمة مصالح الكويت وشعبها الكريم وتوجيه جهودنا وطاقاتنا نحو البناء والتنمية بدلا من استنزاف الوقت والجهود في مساجلات وحوارات لاطائل من ورائها.
فهناك ثمة اهداف وتطلعات اقتصادية وتنموية طموحة تنتطر تنفيذها وفي مقدمتها خطوات الاصلاح الاقتصادي والتنمية المستدامة وتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري في المنطقة وغيرها من المشاريع الاخرى ذات الصلة التي ستسهم باذن الله تعالى وبعزيمة الرجال في تطوير الوطن وتنميته وازدهاره.
وانني لعلى ثقة تامة بان التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ممكن وميسور اذا ما ابتعدنا بانفسنا عن الاطروحات المسيئة والتشكيك في النوايا والقدرات وتصيد اخطاء بعضنا البعض وتأزيم المواقف لصالح منافع ذاتية ضيقة ونقل اختلافات الرأي والرؤية الى خارج قبة البرلمان لتكون حديثا للناس والصحافة على حد سواء.
ان صحافتنا المحلية هي محل اعتزازنا ونأمل دائما ان تتوخى الدقة في ما تنشره من احاديث ومقالات وان تتسم معالجتها لقضايا الوطن بالموضوعية وعدم تأجيج المشاعر وتعكير صفو واقعنا المحلي باسم حرية الصحافة والرأي.
-اخواني وابناء وطني انني اذ اتحدث اليكم اليوم بما يختلج في نفسي حول ما نريده لبلدنا العزيز فانني ادعو السلطتين التشريعية والتنفيذية الى العمل معا يدا واحدة من اجل الكويت لنجعل غدنا اكثر ازدهارا من حاضرنا وان يزيدنا هذا التعاون قوة وصلابة لان قوة الوطن تقاس بقدرة افراده على العمل وتعاونهم في السراء والضراء من اجل المحافظة عليه ورفعة شأنه لتظل الكويت دائما دار امن وامان لمن يعيش على ارضها الطيبة من ابنائها والمقيمين عليها.
-
اللهم ادم علينا نعمة وحدتنا الوطنية فلا تمزقنا الاختلافات ونعمة المودة والتواصل فلا تدمرنا الخصومات ونعمة الاتفاق على تنمية الوطن وازدهاره فلا تعوقنا الاهواء والاتجاهات.
وادعو الله جلت قدرته في هذه الايام والليالي المباركة ان يوفقنا لكل ما فيه خير وخدمة الوطن والمواطنين وان يسدد خطانا ويجعل قلوبنا عامرة بالخير والمحبة للجميع وان تغمر نفوسنا المحبة والتالف ونحسن الظن ببعضنا البعض فكلنا مهما اختلفت مسؤولياتنا واعمالنا ابناء وطن واحد ابناء الكويت التي نحبها ونعمل من اجلها.
quot; ربنا عليك توكلنا واليك أنبنا واليك المصير quot; واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.