واشنطن، برلين: أكد الرئيس الأميركي جورج بوش الجمعة أن الولايات المتحدة لا تمارس التعذيب بعد إثارة جدل جديد حول السبل المستخدمة من قبل إدارته في إطار مكافحة الإرهاب.
وقال بوش quot;هذه الحكومة لا تقوم بتعذيب الناس. نحن نلتزم بالقانون الاميركي وبتعهداتنا الدوليةquot;.
وكان بوش يرد على ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز التي كشفت الخميس النقاب عن وثيقة صادرة عن وزارة العدل الاميركية في 2005 تسمح وتبرر اللجوء الى اساليب عنيفة تخلف ضررا معنويا وجسديا في اثناء استجواب المعتقلين في اطار quot;الحرب على الارهابquot;.
منظمات غير حكومية تعتبر ان quot;الحرب على الارهابquot; تنسف حقوق الانسان
هذا و اعتبرت منظمات تدافع عن حقوق الانسان الجمعة ان quot;الحرب على الارهابquot; تنسف تلك الحقوق لا سيما بسبب تكثيف القوانين الخاصة التي صادقت عليها تقريبا كافة دول العالم منذ اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001.
واعلن جيرالد ستبروك من لجنة القانونيين الدولية في منتدى في برلين حول انتهاكات حقوق الانسان الناجمة عن مكافحة الارهاب ان quot;الرد على الارهاب يتمثل في سن المزيد من القوانينquot;.
واوضح ان quot;في استراليا مثلا تمت المصادقة على 19 قانونا جديدا في اطار مكافحة الارهاب منذ الحادي عشر من ايلول/سبتمبرquot;.
وكذلك عدد كبير من الاجراءات الادارية مثل التي اتخذتها بريطانيا ضد المشتبه فيهم المودعين قيد الاقامة الجبرية، والتي كان لها وقع كبير على التدابير القضائية المصادق عليها في الدول الانغلوسكسونية.
ويرى ثيو بان بوفن المقرر الخاص للامم المتحدة المكلف سابقا مكافحة التعذيب ان تراجع حقوق الانسان لا يطال الدول حيث الديمقراطية ما زالت هشة فحسب بل الدول الغربية ايضا.
ففي اوروبا مثلا تتكثف الضغوط السياسية على الحكومات لتوافق على تسليم المشتبه فيهم مقابل مجرد quot;تأكيدات دبلوماسيةquot; بانهم لن يتعرضوا الى التعذيب.
من جهة اخرى وفي الولايات المتحدة خففت الحكومة من مفهوم quot;التعذيبquot; في محاولة تبرير التقنيات التي تستخدمها في عمليات الاستنطاق المعمقة في حين توافق اوروبا التي تسارع في انتقاد انتهاكات حقوق الانسان في الخارج، على معلومات مستقاة من التعذيب في دول اخرى بالسرعة نفسها .
ويرى ستبروك ان quot;الحرب على الارهاب الدوليquot; تتخذ في معظم الاحيان ذريعة من بعض الدول منها كولومبيا مثلا، لتشديد القمع على حركات التمرد التي تواجهها.
واضاف ان دولا اخرى مثل كينيا وتنزانيا تواجه ضغطا دوليا متزايدا لتعزيز اجراءات مكافحة الارهاب.