موسكو: أصدر المستشرق الروسي المعروف الدكتور في التاريخ الكسندر ياكوفليف كتابه quot;الملك عبد العزيز مؤسس المملكة السعوديةquot;.
في إطار عمله في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية وإلى جانب تخصيص الكثير من وقته للتدريس وإعداد مستشرقين جدد واصل الكسندر ياكوفليف بثبات بحوثه العلمية في موضوع quot;قضايا التنمية الاجتماعية الاقتصادية في بلدان شبه الجزيرة العربيةquot; الذي اختاره منذ أمد. وكانت معظم الكتب التي ألفها مكرسة لمختلف مراحل تطور المملكة السعودية تاريخيا: quot;المملكة العربية السعودية والغربquot; (عام 1982)، وquot;فيصل ـ الملك المصلحquot; (عام 1998)، وquot;السعودية ـ طرق التنميةquot; (عام 1999).
وتزايد في روسيا في السنوات الأخيرة صدور الكتب والمطبوعات المكرسة للبلدان العربية والإسلامية سواء العلمية أو الروائية. ويدل ذلك على رغبة المواطنين الروس في التعرف بصورة أعمق إلى تاريخ بلدان الشرق العربي والإسلامي وحياتها الراهنة.
وحظيت باهتمام الكسندر ياكوفليف المملكة العربية السعودية لأنها دولة فتية ظهرت في القرن العشرين وفي نهايته quot;تغيرت بشكل جذري بتحقيقها طفرة لا كمية فحسب بل ونوعية في تطورها وافلاحها خلال بضعة عقود في اجتياز الطريق الذي قطعه العديد من بلدان العالم الأخرى على مدى قرونquot;. وأن مؤسس هذه الدولة الفعلي وكذلك مؤسس أقوى سلالة ملكية ومتنفذة جدا في العالم المعاصر شخص واحد وهو الأمير عبد العزيز.
وكتب مؤلف الكتاب أن عبد العزيز لم يعمل بمفرده بالطبع. فإنه استغل الظروف التاريخية التي نشأت وقتئذ ومع ذلك ساعدت إرادته الصلبة ودهاؤه وطاقاته الجامحة على توحيد مختلف أجزاء شبه الجزيرة العربية الشاسعة في دولة واحدة. وبفضله ظهر على خارطة العالم بلد منحه اسمه وبعبارة أدق كنيته ـ بلد ابن سعود.
وأعد ياكوفليف ـ العالم المتعمق والمؤرخ المحترف الولع بالمصادر في هذه المرة بحثا علميا بصيغة روائية جلية تقرأ كرواية مشوقة. وأن الأسلوب يتيح تصور الجو الذي نشأت في ظله المملكة العربية السعودية. ويرى المؤلف نفسه أن الكتاب الجديد هو عبارة عن quot;رواية تاريخية حول الملك السعودي العظيم عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعودquot;.
ويبدو جليا في الوقت نفسهأن المؤلف قام لدى كتابة الكتاب بأعمال بحثية واسعة كما يلمس الاحترام الكبير الذي يكنه لبطله. وإن كتاب ياكوفليف هذا هو أول سيرة حياة للملك السعودي عبد العزيز باللغة الروسية. وجرى فيه في غضون ذلك استعراض مفصل لنشوء وتطور الدولة التي كان الملك معمارها.
ومن الممكن أن يحظى هذا العمل باهتمام لا العلماء المستشرقين فحسب بل وأوساط واسعة من القراء البعيدين عن الاستعراب وقضايا الشرق الأوسط المعاصر. ويكشف المؤلف على مثال ابن سعود عن مدى عظمة دور الشخص في التاريخ. ويعرض الكتاب كيفية افلاح شخص ولد في المهجر وعاش كل حياته في خيمة وسط رمال صحراء شبه الجزيرة العربية مع تمتعه بعقيدة شاملة ورؤية واسعة في توحيد الشعب وإقامة دولة وطنية. وبكونه دبلوماسيا ومحاربا ومحافظا ومصلحا في وقت واحد أسس مملكته quot;من الصفرquot; وحولها إلى quot;لاعبquot; مهم على الساحة الدولية.