واشنطن:قررت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اليوم البدء برصد ومراقبة انشطة شركة (بلاك واتر) الأمنية في العراق بعد اقل من ثلاثة اسابيع على مقتل 11 عراقيا على يد عناصر من هذه الشركة الامنية الخاصة.

وذكرت الخارجية في بيان صادر عن المتحدث باسمها شون ماكورماك ان عناصر خاصة من مكتب الدبلوماسية الامنية سيبدأون بمرافقة انشطة (بلاك واتر) وستنضم اليهم مجموعة اخرى من العملاء في طريقها الى بغداد لتزيد عدد العناصر المنتشرة. وتأتي هذه القرارات تنفيذا لتوصيات اولية اقترحتها لجنة التقييم التي ارسلتها رايس الى العراق بعد الحادثة التي وقعت في 16 سبتمبر الماضي لأن quot;بلاك واترquot; هي الشركة المولجة بحماية امن السفارة الاميركية في بغداد.

وسترسل رايس عضوين من هذه اللجنة هما الجنرال جورج جولوان والسفير ستابلتون روي الى بغداد الاسبوع المقبل لوضع اللمسات الاخيرة على هذه التوصيات واعداد تقرير في هذا السياق بهدف quot;تحسين المحاسبة والمراقبة العمليةquot; على حد قول البيان. كما دعت رايس مكتب الدبلوماسية الامنية الى تعزيز قدراته في مراجعة المواد التي تنشر بعد وقوع حادث امني وذلك لتجنب تكرار ما حصل في السابق بعد صدور عدة تقارير من العراق تقول ان شركة (بلاك واتر) امتنعت عن تسريب خبر مقتل مدنيين عراقيين من اجل حماية موظفيها.

وستبدأ الخارجية ايضا تسجيل الاجهزة الاذاعية لموظفي (بلاك واتر) وليس مراقبتها فقط كما ستزيد من عدد كاميرات الفيديو على عرباتها وستبدأ بوضع ارشيف الكتروني لرصد تحركاتها مع توسيع قنوات الاتصال بين الشركة والوحدات العسكرية الاميركية العاملة في المنطقة الخضراء في بغداد.

متعاقد من quot;بلاكووترquot; متهم بقتل حارس عراقي

و فيما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن التوصياتب quot;اتخاذ إجراءات أوليةquot; لجعل شركات الأمن محلّ محاسبة، عبّر رئيس لجنة بمجلس النواب الأميركي تنظر في الحادث المتعلق بالشركة الأمنية quot;بلاكووترquot; الذي وقع في العراق الشهر الماضي، عن غضبه إزاء تقرير يشير إلى أنّ موظفا سابقا لدى هذه الشركة، متهما بقتل أحد الحرّاس الشخصيين لنائب الرئيس العراقي، تمّ توظيفه من قبل شركة أمنية أمريكية ثانية خاصة تعمل في بغداد بعد أسابيع فقط من طرده.

وفي هذه الأثناء، بعث رئيس لجنة في مجلس النواب تتولى النظر في نشاط بلاكووتر بالعراق، رسالة إلى وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس طالبا منها نقل لائحة طويلة من الوثائق المتعلقة بالموظف السابق لدى الشركة أندرو مونن.

وقال هنري واكسمان في رسالته quot;هناك أسئلة جدية الآن حول ما إذا كانت وزارة الخارجية قد تمّ حركانها من التعرف على وقائع من قبل وزارة الدفاع بشأن إطلاق النار من قبل موظف بلاكووتر على حارس عراقي، كان ينبغي أن يمنع توظيفه وفق عقد آخر.quot;

وقال مصدر من شركة CSA انها لم تكن على علم بشأن الحادث الذي وقع في ديسمبر/كانون الثاني، عندما وظّفت مونن لأنّ وزارة الخارجية وبلاكووتر تعاملتا مع الحادث من دون ضجيج، ولم تشيرا إليه في السجّل الوظيفي.

أف بي آي يقود التحقيقات

و لقد اضطلع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي الخميس بمهمة قيادة التحقيقات في قضية الشركة الأمنية الخاصة بالعراق quot;بلاكووترquot;، والمتهمة بالتورط في نحو 200 حادثة إطلاق نار في العراق، وفي الوقت نفسه، صادق الكونغرس الأميركي على مشروع قرار يسمح بإخضاع المتعاقدين الأمنيين الذين يعملون في الخارج إلى أحكام القانون الأميركي، في خطوة يعارضها البيت الأبيض.

وتفصيلاً، تخلت وزارة الخارجية الأميركية عن دورها في القيام بالتحقيقات المتعلقة بتورط الشركات الأمنية الخاصة بعمليات إطلاق نار في العراق، والتي جاءت على خلفية الحادثة الأخيرة التي أثيرت في العراق قبل أكثر من أسبوع وقرر على إثرها رئيس الوزراء العراقي، وقف عمل الشركة، قبل أن يعود عن قراره لاحقاً ويسمح لها بمواصلة عملها.