عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: قال العميد عبد الكريم خلف مدير مركز القيادة الوطني في وزارة الداخلية العراقية، إن نتائج التحقيقات في قضية جند السماء التي شهدتها محافظة بابل جنوب بغداد خلال مطلع العام الحالي خلال احتفالات العاشر من محرم والتي راح ضحيتها نحو 300 قتيلاً واعتقال 600 آخرين اكتملت وأظهرت أن التسمية الحقيقية لتنظيم جند السماء هي جيش الرعب. وأضاف خلف أن قائد التنظيم المدعو ضياء عبد الزهرة الكرعاوي الذي قتل خلال المعارك التي دارت في منطقة الزركة بين محافظتي النجف وبابل كانت تربطه علاقة وثيقة بالنظام السابق، وكان موقوفًا قبل 2003. وأشار إلى أن عمله مع النظام مخابرات النظام السابق تمت خلال توقيفه. وأشار خلف خلال مؤتمر صحافي عقده في المنطقة الخضراء في بغداد ظهر اليوم أن المزرعة التي كان يتدرب ويختبئ فيها اعضاء التننظيم كانت عبارة عن وكر ومحاطة بسواتر ترابية وأن ملكيتها تعود لوالد ضياء الكرعاوي الذي استغلها كمعسكر للتدريب وللعلاج وللمبيت له ولأتباعه الذين يزيدون عن الف.

وقال إن المعسكر تم تسليحه بطريقة تدريجية وبأسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة، وأكد إسقاط مقاتلي التننظيم طائرة خلال المواجهة تابعة للقوات المتعددة الجنسيات ساهمت في اخماد المعركة بين مقاتلي التنظيم والجيش العراقي.

أن عناصر التتنظيم كانوا يرتدون ازياء موحدة وبدوا كجنود محترفين، إذ يرتدون شماغًا عربيًا من النوع الذي يرتدى في مناطق الفرات الأوسط واحذية ودشداشة بلون اسود مع صف رصاص بالاسود أيضًا. وأن لديهم عددًا كبيرًا من السيارات بينها أكثر من سبعين سيارة جديدة غير مستعملة.

وكان على ظهر بعض السيارت رشاشات مثبتة ومجهزة للمعارك. وكانت المزرعة مجهزة بمستشفى وصالونات للرياضة وحلاقة كما كان يوجد جناحان خاصان لقائد التنظيم ضياء الكرعاوي فقط. وكانت التعليمات من قبله لإتباعه تقضي بعدم الاقتراب من الاهالي خشية كشف او الشك بهم.

واضاف خلف أن قائد المجموعة ومساعديه كانوا يخططون لقتل مراجع الدين في النجف عن طريق ترتيب يوم الظهور حيث يكون ضياء الكرعاوي هو المهدي المنتظر.

واكد خلف quot;تورط دول اقليمية في هذه الاحداثquot; لكنه لم يسم هذه الدول.

وقال إن المجاميع التي دخلت المزرعة على شكل مواكب حسينية هي التي لفتت القوى الأمنية إليها. وأكد أن المحققين اجروا تحقيقًا معمقًا ومفصلاً مع الموقوفين وأن الاجهزة الامنية تحتفظ بكثير من التفاصيل.

ثم عرض اعترافات فيديوية لعدد من الموقوفين من تنظيم جند السماء وظهر اخو الكرعاوي المدعو رياض عبد الزهرة الكرعاوي الذي أوضح ان اخاه بقي مسجونًا سنتين وثلاثة اشهر إلى أن أطلق سراحه عام 2002. وقال إنه لجأ الى العمل التجاري بعد اطلاق سراحه وكان همه جمع أكبر كمية من المال.

وقال إنه ارتبط عن طريق تجارة الخشب بشخص اسمه علي كان على صلة باياد علاوي زعيم القائمة الوطنية العراقية ورئيس الوزراء العراقية الأسبق سهل لضياء لقاء علاوي في لبنان، وثم إلتقى بشخص آخر اسمع احمد من طرف الشيخ حارث الضاري سهل له لقاء الضاري في عمان وفي الإمارات وسافر لسورية والأردن والإمارات ومصر وإلتقى مرات أخرى باياد علاوي وحارث الضاري أيضًا... وأنه كون علاقات بمجاميع مهدوية مثل مجموعة الحسني الصرخي. وأكد أن آخر لقاء له مع حارث الضاري كان قبل إسبوعين من الحرب بين إسرائيل وحزب الله.

وظهر أشخاص آخرون في العرض الفيدوي اعترفوا بوجود مخطط لاحتلال مدينة النجف وقتل الرماجع الشيعية فيها وإعلان يوم الظهر للمهدي المنتظر وأن ضياء الكرعاوي كان يستعد ليكون هو المهدي المنتظر. واظهرت اعترافات المتهمين وجود ضباط من الجيش السابق في صفوف جند السماء.

ولم يبين المتهمون نوع العلاقة التي كانت تربط قائد التنظيم مع اياد علاوي وحارث الضاري وعلاقتهما بما كان يخطط له من احتلال النجف وقتل رجال الدين فيها. غير أن شقيق الركعاوي قال إن الشيخ حارث الضاري قال للكرعاوي إنه يؤيد قيام حكومة علمانية في العراق ويعارض الفيدرالية.

وكان تنظيم جند السماء عرف بعد المعركة التي اندلعت في منطقة الزركة في شهر كانون الثاني/يناير 2007 في التاسع من شهر محرم وراح ضحيتها عشرات القتلى واعتقال اعداد اخرى بينهم نساء واطفال قيل انهم انضموا لذويهم للمشاركة في يوم ظهور المهدي المنتظر.

وكشفت الرسمية ومعارف الركعاوي أن ضياء عبد الزهرة الكرعاوي كان قد درس الموسيقى في اكاديمية الفنون الجميلة وتخرج فيها ولم يكن معروفًا بأي ميول دينية سابقًا.

ولم يكشفحتى الان غير المصادر الرسمية العراقية أي مصدر مستقل عن اسباب تأسيسه تنظيم جند السماء والدوافع التي كان يسعى إليها وعن الجهات التي كانت تموله.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كشف فى ايلول سبتمبرالماضي امام جلسة لمجلس النواب العراقي عن إنتهاء التحقيق في المواجهات الدامية التي وقعت في مدنية كربلاء قبل إسبوعين، والأحداث التي شهدتها منطقة (الزركة) قرب النجف بداية العام الجاري، ووعد بعرض اعترافات المتهمين في الحادثتين.
وقال المالكي quot;القضاء أصدر أحكامه في حادثة (الزركة)، حيث تم تجريم (396) متهما... وحكم بالإعدام على عشرة منهم، وبالسجن المؤبد على (81)، والسجن المؤقت على (350) متهما... والإفراج عن (54) آخرين بعد ثبوت برائتهم.quot;، وأشار إلى أن التحقيقات quot; أثبتت تورط جهات داخلية وخارجيةquot; في الأحداث، موضحا بأنه quot;سيتم عرض اعترافات المتهمينquot; على الشعب العراقي. ولم يحدد رئيس الوزراء العراقي تلك الجهات المتورطة.