عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: نفى أحد نواب القائمة الوطنية العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي الاتهامات التي وجهها إليه متهمون في قضية جند السماء التي وقعت في منطقة الزركة في شهر كانون الثاني/يناير من العام الحالي، خلال عرض فيديوي في المؤتمر الصحافي للعميد عبد الكريم خلف مدير مركز القيادة الوطني في وزارة الداخلية ظهر أمس الإثنين، في المنطقة الخضراء ببغداد. حيث قال شقيق قائد تنظيم جند السماء ضياء عبد الزهرة الكرعاوي المدعو رياض عبد الزهرة، إن شقيقه إلتقى بايد علاوي مرات عدة في لبنان ومصر، وإنه امده بمبالغ مالية كبيرة. كما إلتقى بالشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين المطلوب للقضاء العراقي للتحقيق معه حول اتهامات عن صلته بتنظيمات إرهابية والمتواجد خارج العراق.

وقال النائب في مجلس النواب العراقي عن القائمة الوطنية العراقية حسام العزاوي في تصريحات صحافية ليل أمس، إن الأجهزة الأمنية فشلت في كشف الحقائق في احداث الزركة، مشيرًا إلى أن تلك الاجهزة غضت النظر عن التحقيقات في حادثة سامراء وقضايا اخرى. واوضح: ان القائمة العراقية ستطلب توضيحًا من الحكومة بشأن الاتهامات الموجهة لرئيس القائمة. وأضاف العزاوي أن القائمة العراقية ستخرج عن الصمت وستعلن في الوقت القريب عن تحالفات جديدة تخرج الشعب العراقي من المأزق الأمني والخدمي.

وفيما ذكر مدير العمليات الوطني في الوزارة أن الاعترافات اثبتت تورط حارث الضاري واياد علاوي ورجل الدين محمود الصرخي في أحداث الزركة، وصف النائب عن القائمة العراقية حسام العزاوي الاتهامات التي وجهت الى رئيس القائمة بأنها باطلة، وهي جزء من حملة سياسية موجهة ضد علاوي.

وقال اللواء عبد الكريم خلف في مؤتمر صحافي عقده امس: إن نتائج التحقيق في هذه القضية والاعترافات كشفت عن تورط الضاري وعلاوي والصرخي فيها من حيث التمويل والتخطيط. واضاف ان نتائج التحقيق رفعت الى المحكمة الجنائية العراقية العليا الثامنة وهي ستقرر من تستدعيه من السياسيين او رجال الدين في هذه القضية.

واشار إلىأن الوزارة هي جهة تنفيذية ستقوم باعتقال كل من يطلبه القضاء لكنها لن تتدخل في عمل القضاء ولن تعتقل أي شخص دون قرار من المحكمة والقاضي.
وأوضح أن رئيس مجموعة جند السماء ضياء الكرعاوي كانت له علاقات مع مخابرات النظام السابق واستغل مزرعة والده التي تقع بين ثلاث محافظات هي النجف وكربلاء والحلة. وأضاف أن هذه المجموعة استغلت القضية المهدوية في ايهام الناس واغوائهم وكان مخططهم قتل علماء النجف والسيطرة على المحافظة.

وعرض خلف خلال المؤتمر اعترافات مصورة لبعض قادة المجموعة الذين اعترفوا بتورط رئيس هيئة علماء المسلمين حارث الضاري بدعم هذه الحركة وعلاقاته برئيسها الكرعاوي كما اعترفوا بعلاقتهم مع رجل الدين محمود الصرخي وتمويل ودفع الاموال واحتياجاتهم من قبل الأمين العام لحركة الوفاق الوطني اياد علاوي. وكانت الأجهزة الامنية قد اشتبكت مع مجموعة تطلق على نفسها اسم (جند السماء)، في مدينة الزركة في محافظة النجف وقتلت عددًا كبيرًا منهم واعتقلت عددًا آخر في أواخر شهر كانون الثاني من العام الحالي.

وكان العميد عبد الكريم خلف مدير مركز القيادة الوطني في وزارة الداخلية العراقية، قال يوم أمس إن نتائج التحقيقات في قضية جند السماء التي شهدتها محافظة بابل جنوب بغداد خلال مطلع العام الحالي خلال احتفالات العاشر من محرم والتي راح ضحيتها نحو 300 قتيلاً واعتقال 600 آخرين اكتملت و أظهرت أن التسمية الحقيقية لتنظيم جند السماء هي جيش الرعب. وأضاف خلف أن قائد التنظيم المدعو ضياء عبد الزهرة الكرعاوي الذي قتل خلال المعارك التي دارت في منطقة الزركة بين محافظتي النجف وبابل كانت تربطه علاقة وثيقة بالنظام السابق، وكان موقوفًا قبل 2003. وأشار إلى أن عمله مع النظام مخابرات النظام السابق تمت خلال توقيفه.

يذكر أن تنظيم جند السماء عرف بعد المعركة التي اندلعت في منطقة الزركة في شهر كانون الثاني/يناير 2007 في التاسع من شهر محرم وراح ضحيتها عشرات القتلى واعتقال اعداد أخرى بينهم نساء واطفال قيل انهم انضموا لذويهم للمشاركة في يوم ظهور المهدي المنتظر.

وكشفت التحقيقات الرسمية ومعارف الركعاوي أن ضياء عبد الزهرة الكرعاوي كان قد درس الموسيقى في اكاديمية الفنون الجميلة وتخرج فيها ولم يكن معروفًا بأي ميول دينية سابقًا.

ولم يكشف حتى الآن غير المصادر الرسمية العراقية أي مصدر مستقل عن اسباب تأسيسه تنظيم جند السماء والدوافع التي كان يسعى إليها وعن الجهات التي كانت تموله.