اعتدال سلامه من برلين: يقف حزب الخضر في ألمانيا أمام تحدٍ كبير، لكن هذا التحدي لا يأتي من الخارج بل من قاعدته الحزبية نفسها بعد رفض الغالبية فيها لمواصلة القوات الألمانية مهامها في افغانستان، خاصة بعد وصول عدد الجنود الذين لقوا حتفهم هناك الى 21 من بينهم ثلاثة موظفين يعملون في مشاريع انمائية واعمارية وحسب تعبيرها اخذت المشاركة الالمانية منحى اخر بناء على ضغط اميركي .
فبعد نقاشات داخلية حادة دامت طويلاً سوف تعلن غالبية النواب الخضر خلال جلسة مجلس النواب الاتحادي يوم الجمعة القادم موقفًا رافضًا للمهام الالمانية في افغانستان. فبمقتضى نتائج جلسة التصويت التجريبية التي جرت ليلة امس سوف يمتنع 26 نائبًا من اصل 51 عن التصويت وسيرفع سبعة نواب البطاقة الحمراء ضد المشاركة وسيتعمد ثلاثة نواب الغياب، مقابل 15 سوف يوافقون ايضًا على تمديد مهام طائرات الاستطلاع تورنادو وترافق العمليات العسكرية للقوات الاميركية والبريطانية في جنوب افغانستان.
ومع هذه النتائج تكون الاغلبية البرلمانية للخضر قد اعتمدت الموقف الذي خرج عن المؤتمر الحزبي الطارئ وعقد منتصف الشهر الماضي في مدينة غوتنغين، حيث رفضت القاعدة الحزبية بالاغلبية موقف قيادتها التي بذلت الجهد من اجل تغييره دون نجاح. وتمحورت الخلافات بشكل خاص حول طلعات طائرات الاستكشاف تورنادو بينما لم تلاق مشاركة القوات الالمانية ضمن الوحدات الدولية ايساف الكثير من النقد طالما ان معظمها ينحصر في اعادة اعمار افغانستان. ومن المتوقع ان يكون موقف القيادة خلال جلسة البرلمان الاتحادي محرجا لان التصويت سوف يتم على المشاركة في قوات ايساف، ووافقت سابقًا عليها عندما كانت في حكومة المستشار الاشتراكي الاسبق غرهادر شرودر، في الوقت نفسه سوف يصوت على مواصلة عمل طائرات الاستكشاف .
ولن تنحصر المشكلة في نتائج ليلة امس فقط بل قد تدفع حزب الخضر الى تغيير موقفه من المشاركة الالمانية في افغانستان ليقترب اكثر من موقف حزب اليسار الرافض تمامًا لها. ففي السابق كانت القيادة تضمن اصوات غالبية نوابها ايضًا عندما ارسلت الحكومة الحالية طائرات الاستكشاف، وهذا ما تفتقده حاليًا. ويشير محللون لشؤون حزب الخضر ان التغيير حدث من الداخل ويمكن وصفه بانه ثورة بيضاء،وظهر ذلك جليًا على موقف قيادية مثل ريناتيه كونيس وزيرة حماية المستهلك والاقتصاد الزراعي التي سوف تمتنع عن التصويت وطالبت اليوم زملاءها في الحزب بالامتناع عن التصويت او الرفض.
وكان القيادة الحزبية قد اعترفت في بيان رسمي له صدر في الـ 14 من شهر تموز( يوليو) الماضي بأن القاعدة الحزبية و44 رابطة محلية واقليمية ضغطت عليها لعقد مؤتمر طارئ الشهر الماضي لمعالجة قضية مشاركة المانيا في افغانستان