واشنطن، لندن: حث ثمانية مسؤولين ومشرعين أميركيين سابقين من الديمقراطيين والجمهوريين الولايات المتحدة وحلفاءها على بدء quot;حوار حقيقيquot; مع حركة حماس الإسلامية قبل مؤتمر سلام للشرق الأوسط تستضيفه أميركا. وفي رسالة إلى الرئيس الاميركي جورج بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس حثت الشخصيات البارزة الثمانية إدارة بوش أيضًا على التركيز على quot;المرحلة النهائيةquot; بين الإسرائيليين والفلسطينيين في المؤتمر الذي من المتوقع أن يعقد أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني في انابوليس بولاية ماريلاند.

وسياسة الولايات المتحدة هي عزل حماس التي سيطرت على قطاع غزة في يونيو /حزيران وترفض التخلي رسميًا عن هدفها لتدمير إسرائيل. وتقول واشنطن إنها لن تدعو الحركة التي تصنفها بأنها quot;منظمة ارهابيةquot; الى المؤتمر وتلقي بتأييدها الكامل خلف الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح التي يتزعمها. وقالت الرسالة quot;نعتقد أن حوارًا حقيقيا مع المنظمة (حماس) هو أفضل كثيرًا من عزلهاquot;.

والموقعون على الرسالة هم مستشارا الامن القومي السابقان زبجنيو برجينسكي وبرنت سكاوكروفت والممثلة التجارية الاميركية السابقة كارلا هيلز وعضوة مجلس الشيوخ السابقة نانسي كاسيبوم-بيكر ورئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي السابق بول فولكر والسفير الاميركي السابق لدى الامم المتحدة توماس بيكرنج والنائب الديمقراطي السابق لي هاميلون الرئيس المشارك لمجموعة دراسة العراق وتيودور سورنسن وهو مستشار للرئيس الاميركي الأسبق جون كنيدي.

وقال برجنيسكي الذي كان مستشارًا للأمن القومي في ادارة الرئيس السابق جيمي كارتر ان عزل حماس لم يساعد عملية السلام واقترح ان تفتح المجموعة الرباعية لوسطاء السلام في الشرق الاوسط حوارًا مع حماس. وتضم الرباعية الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا. وقال للصحفيين في مؤتمر بالهاتف quot;ليس لدينا أي أوهام بأن الحوار سيكون سهلاً، لكننا نعرف أيضًا ان حماس بها أناس واقعيون ويدركون ان حالة دائمة من الحرب والصراع لن تؤدي الى مستقبل افضل للفلسطينيينquot;.

وحثت الرسالة أيضًا الولايات المتحدة على الحث على السلام بين اسرائيل وسوريا تحت رعاية دولية. وأشادت كاسيبوم-بيكر بادارة بوش لاشارتها الي أنها ستدعو سوريا الى المؤتمر وقالت quot;هذا ينبغي ان يعقبه حوار حقيقيquot;. وامتنع شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية عن التعقيب على الرسالة التي جاءت قبل أيام من زيارة لرايس الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية للإعداد للمؤتمر.

ويعكف الاسرائيليون والفلسطينيون على إعداد وثيقة مشتركة ستشكل الأساس لمفاوضات رسمية بشأن إقامة دولة فلسطينية من المتوقع ان تبدأ بعد المؤتمر. وقالت الرسالة انه اذا لم يتمكن الاسرائيليون والفلسطينيون من التوصل لإتفاق، فإنه يجب على الرباعية ان تقدم من جانبها اتفاق إطار يتضمن دولتين على ان تكون القدس مقرًا لعاصمتين وحلاً لمشكلة اللاجئين وآليات للأمن تراعي المخاوف الإسرائيلية وتحترم أيضًا السيادة الفلسطينية. وأضافت الرسالة أنه لكي يكون للمؤتمر أي مصداقية، فإنه يتعين ان يتزامن معه تجميد للتوسع الاستيطاني الاسرائيلي.

الفاينانشيال تايمز

وفي سياق متصل، قالت صحيفة الفاينانشيال تايمز إن المسؤولين السابقين في الولايات المتحدة حذروا بوش من ان يسفر مؤتمر السلام المنتظر في الخريف المقبل عن quot;تبعات مدمرةquot; اذا فشل المؤتمر في تحقيق اهدافه. كما دعا هؤلاء المسؤولين في رسالتهم لبوش الى زيادة الاتصال بسوريا للدفع تجاه التوصل الى الاتفاق خلال المؤتمر.

ودعا المسؤولون السابقون الادارة الاميركية وشركائها الدوليين الى الدفع تجاه التوصل لتسوية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي عبر الامم المتحدة حتى ولو كان هذا الامر مرفوض من قبل اسرائيل والفلسطينيين انفسهم. واشارت الرسالة الى ان فشل المؤتمر المنتظر سيسفر عنه نتائج مدمرة ليس في منطقة الشرق الاوسط وحدها ولكن ايضًا في خارجها.