إعتراف الكونغرس بإبادة تركيا للأرمن تحفه المخاطر

أنقرة: دعت الحكومة التركية الخميس مجلس النواب الأميركي إلى عدم إعتماد نص يعترف بـ quot;ابادةquot; الأرمن، صوتت عليه لجنة الشؤون الخارجية، ورأت فيه نصًا quot;غير مسؤولquot; وquot;من شأنه أن يعرض للخطرquot; العلاقات الثنائية. وقالت الحكومة في بيان quot;نأمل أن يكون لمجلس النواب ما يكفي من الحكمة ليمتنع عن دفع هذا القرار قدمًاquot;. واضافت quot;ان المضي قدمًا في هذا القرار الذي يعرض للخطر في فترة بالغة الحساسية، شراكة استراتيجية تم تطويرها على مدى السنين والعلاقات مع بلد حليف وصديق، سيشكل موقفًا غير مسؤولquot;.

ونددت الحكومة التركية باعتماد النص المثير للجدل من قبل لجنة الشؤون الخارجية، وقالت انها quot;مذهولةquot; لذلك. واضاف البيان quot;من غير المقبول اتهام الامة التركية بجريمة لم ترتكبها ابدًا على مدى تاريخهاquot;. وكانت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي قد أقرت الاربعاء نصًا يعترف بـ quot;ابادةquot; الارمن مطلع القرن العشرين في الامبراطورية العثمانية، وتحدت بذلك الرئيس جورج بوش الذي يعارض هذه الصفة.

وستتم احالة النص غير الملزم على مجلس النواب لمناقشته في جلسة عامة. وقبيل التصويت حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من أن قرارًا كهذا سيسيء للعلاقات بين الدولتين الحليفتين في حلف شمال الاطلسي. وقال الرئيس التركي عبد الله غول ان التصويت quot;غير مقبولquot;. وترفض تركيا الحديث عن ابادة لوصف مجازر وعمليات ترحيل طالت الارمن بين 1915 و1917 في السنوات الاخيرة من عهد الامبراطورية العثمانية التي اقيمت الجمهورية التركية في 1923 على انقاضها. ويفيد الارمن ان quot;الابادةquot; اوقعت 1،5 مليون قتيل.

وقد قال الرئيس التركي عبدالله غول ان القرار غير مقبول وان تركيا لن تعترف به، حيث لا تعترف بحدوث quot;مذبحة جماعيةquot;. وقال البيت الأبيض انه يشعر بخيبة الأمل بسبب quot;التصويت غير الملزمquot; في الكونغرس، ويخشي أن تقوم تركيا بخفض مستوى تعاونها في الحرب على الارهاب وتوفير قواعد عسكرية بالقرب من الحدود العراقية.

وقد تم اقرار مشروع القانون من قبل لجنة العلاقات الخارجية بأغلبية 27 صوتًا مقابل 21، وهي الخطوة الأولى نحو التصويت عليه في مجلس النواب. وقد تجاوزت الخلافات على مشروع القانون الخطوط الحزبية، فقد صوت ثمانية من الديموقراطيين ضده بينما صوت ثمانية من الجمهوريين لصالحه. وكان الرئيس جورج بوش قد قال إن التصويت لصالح مشروع القانون سيسيء الى العلاقات مع تركيا الحليف في الناتو quot;والحرب على الارهابquot;.

وتعتبر تركيا حليفًا مهمًا للولايات المتحدة في المنطقة، ويرى بعض المراقبين انها قد تفرض قيودا على الوصول الى قاعدة انجيرليك أو أية خطوط أخرى للامدادات تعتبر مهمة للقوات الأميركية في العراق وأفغانستان، ردًا على القانون.

quot;غير مقبولquot;

وقد سارع الرئيس التركي عبدالله غول لمهاجمة عملية التصويت التي جرت مساء الأربعاء وقال ان بعض السياسيين الأميركيين quot;يغلقون اذانهم في وجه المطالبات بالتصرف المعقول ويريدون مرة أخرى التضحية بقضايا مهمة في سبيل ألعاب محلية صغيرة. الشعب التركي لا يعتبر قرار لجنة الكونجرس مقبولا أو ذا قيمةquot;. وتقول مراسلة بي بي سي في استانبول ساره رينسفورد انه من غير المعتاد سماع رد فعل سياسي على مستوى عال في وقت متأخر من الليل، وان هذا دليل على الأهمية التي توليها تركيا للموضوع.

في هذه الأثناء قال مساعد وزير الخارجية الأميركي نيكولاس بيرنز لبي بي سي ان ادارة بوش quot;تحس بخيبة أمل عميقةquot; وأضاف قائلاً :quot;الولايات المتحدة تقر بالمعاناة الكبيرة التي تعرض لها الأرمن بسبب القتل الجماعي والترحيل في نهاية الامبراطورية العثمانية، ونحن ندعم اجراء تحقيق عادل في الانتهاكات التي أودت بحياة حوالي مليون ونصف انسان، ولكن هذا القانون لا يضطلع بهذه المهمةquot;.

قرار صعب

ويقول المراقبون ان ايقاف التصويت الكامل على القانون ممكن في حالة واحدة فقط هي تغير أهواء الديموقراطيين الذي يسيطرون على الكونغرس. وكان السناتور توم لانتوس رئيس اللجنة التي تبحث مشروع القانون قد اعترف انه quot;خيار يتطلب الترويquot; وأضاف ان هناك ضرورة لموازنة الرغبة في التعبير عن التضامن مع الشعب الأرمني مع الأخطار التي يحملها هذا القانون للجيش الأميركي والثمن الذي قد يترتب عليه دفعه . وقال لانوتس انه سيقدم اقتراحا باصدار قرار يثني على الصداقة التركية-الأمريكية الأسبوع المقبل.