طهران: اثر استقالة علي لاريجاني والتعيين المفاجىء لخلف له على راس المفاوضين في الملف النووي، حاول الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد تهدئة الشائعات حول تغييرات اوسع في الحكومة عبر نفيه اليوم الاربعاء اعلان استقالة وزير الخارجية.

وقال الرئيس الايراني quot;ان هذا النوع من المعلومات جزء من حرب نفسية ضد الحكومة. ان (منوشهر) متكي باق في منصبه ويواصل نشاطه بكل سرورquot;. وكان احمدي نجاد يرد بذلك على اعلان نائبين نافذين استقالة وزير الخارجية الذي نفى بنفسه ذلك.

ومنذ بضعة ايام والصحافة تشير الى مغادرة وزير الخارجية. حتى ان بعض الصحف ومواقع الانترنت تحدثت عن ان مجتبى سمارة هاشمي الذي يحظى يثقة الرئيس وهو ابرز مستشاريه، سيحل محل منوشهر متكي.ونفى الرئيس ايضا شائعات تحدثت عن استقالة وزير الاسكان محمد سعيدي-كيا. وقال quot;يبدو ان البعض ميالون لتغيير الوزراءquot;، لكنه لم يحدد الوزير الذي يقصده.

وكانت وكالة مهر للانباء شبه الرسمية رددت شائعات حول تغييرات داخل الحكومة بعد استقالة كبير المفاوضين في الملف النووي علي لاريجاني الذي حل محله السبت نائب وزير الخارجية سعيد جليلي الذي يعتبر مقربا من الرئيس.

واعتبر محللون ايرانيون وغربيون ان هذا التعديل عزز موقف الرئيس محمود احمدي نجاد على الساحة السياسية، حتى ولو ان لاريجاني الذي يشارك هذا الاسبوع في مفاوضات روما بصفته ممثلا للمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية اية الله علي خامنئي، لا يبدو مستبعدا تماما عن المسرح.وقد تسببت هذه التغييرات بانتقادات داخل المعسكر المحافظ نفسه.

وهكذا لاحظ المستشار الدبلوماسي للمرشد الاعلى علي اكبر ولايتي انه quot;كان الاجدى ان لا يتم ذلك او ان يمنع في الوضع الحساس الحالي حول البرنامج النوويquot;. وحاول احمدي نجاد اخفاء الانطباع بوجود خلاف مع لاريجاني الذي كان منافسه في الانتخابات الرئاسية في العام 2005.

وقال quot;لاريجاني صديق. خلال كل هذه الفترة، بذل جهودا جبارة لكنه قدم استقالته خطيا ثلاث مرات وشفهيا عدة مرات. والح ان اقبل هذه الاستقالة ووافقت عليها اخيرا تحت الضغطquot;. واضاف الرئيس الايراني quot;لكن عندما تصبح اللعبة اكثر قساوة، فان المدرب يجري بعض التغييراتquot;، مشبها الامر بلعبة كرة قدم.

وعلى الرغم من انه لا يبدو ان اي وزير اخر مستهدف حتى الان، فان تغييرا كبيرا حصل الثلاثاء في وزارة الخارجية مع تعيين علي رضا شيخ عطار المكلف حتى الان بالشؤون الاقتصادية في الوزارة، محل الرجل الثاني فيها مهدي مصطفوي.

ومنذ شهرين، غير الرئيس الايراني ايضا وزيري النفط والصناعة اضافة الى رئيس البنك المركزي وعين مقربين له في هذه المناصب الرئيسية. وغلام حسين نظري الذي سيمثل خلال بضعة ايام امام مجلس الشورى (البرلمان) لنيل ثقته كوزير للنفط، يعتبر اكثر ليونة من سلفه. اما بالنسبة الى علي اكبر محربيان الذي سيعين وزيرا للصناعة، فهو احد المخلصين للرئيس الايراني.

ويقول محللون ان هذه السيطرة التي باتت لاحمدي نجاد، ستعزز الانقسامات داخل المعسكر المحافظ مع اقتراب الانتخابات التشريعية في اذار/مارس.
وهكذا لاحظ نائب الرئيس السابق محمد هاشمي شقيق الرئيس الايراني السابق اكبر هاشمي رفسنجاني، المحافظ البراغماتي، ان quot;حلقة (السلطة) تضيق اكثر فاكثر، والحكومة تتساهل بدرجة اقل حيال الافكار التي تختلف عن افكارهاquot;.

رايس: ايران تطرح quot;ربما اكبر تحدquot; لامن الولايات المتحدة

الى ذلك اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان البرنامج النووي الايراني ودعم طهران للارهاب يمثلان quot;ربما اكبر تحدquot; لامن الولايات المتحدة. وقالت رايس خلال جلسة استماع في الكونغرس quot;اننا قلقون للغاية حيال سياسة ايران التي تشكل ربما اكبر تحد لمصالح الولايات المتحدة الامنية في الشرق الاوسط وفي العالمquot;.

وتاتي هذه الملاحظة بعدما هدد نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني طهران quot;من عواقب وخيمةquot; اذا لم تتخل عن برنامج تخصيب اليورانيوم وفي حين تطرق الرئيس جورج بوش الى خطر اندلاع quot;حرب عالمية ثالثةquot; في حال حصول ايران على السلاح النووي. وقالت رايس ان واشنطن تبقى مع ذلك ملتزمة بالمسار التفاوضي لوقف النشاطات النووية الايرانية الحساسة.

وقالت متوجهة الى لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب خلال جلسة مساءلة حول السياسة الاميركية في الشرق الاوسط quot;اننا نواصل مع شركائنا الدوليين مقاربة على مسارين للملف النوويquot;.

وتابعت انه بموازاة المفاوضات التي يجريها الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، فان واشنطن وشركاءها الاوروبيين يعملون على تشديد العقوبات الدولية المفروضة على ايران بسبب رفضها تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم. واكدت ان بوش عازم بمعزل عن الدبلوماسية على ملاحقة quot;الجهات الايرانية التي تتعرض لقواتنا (في العراق) ولعراقيين ابرياءquot;.