الخرطوم: أمهل فصيل متمرد في دارفور الخميس كونسورسيوم نفطيا يعمل برساميل صينية وهندية مدة اسبوع لمغادرة السودان بعدما خطف اثنين من موظفيه. ويبدو ان هذا التهديد النادر الذي جاء قبل يومين من بدء مفاوضات سلام في دارفور ستفتتح السبت في ليبيا، لم يثر قلق السلطات السودانية كثيرا.وقلل وزير الدفاع السوداني عبد الرحمن محمد حسين من اهمية الانذار موضحا ان الفصيل المتمرد، حركة العدل والمساواة، عاجزة عن تنفيذ تهديداتها.

وقال القائد الميداني في حركة العدل والمساواة، احد فصائل التمرد الرئيسة في دارفور، عبد العزيز النور لوكالة فرانس برس عبر الهاتف quot;اننا نمهلهم سبعة ايام اعتبارا من اليوم (الخميس) للمغادرة ولدينا قدرة على وقف نشاطهم في موقع عملهمquot;.واضاف النور الذي تقاطع حركته اجتماع سرت ان رجاله هاجموا حقل دفرا النفطي في كردفان (شرق دارفور) الثلاثاء وخطفوا اثنين من العاملين وهما عراقي وكندي. ويتبع هذا الحقل النفطي لكونسورسيوم يطلق عليه quot;شركة النيل الاعظم النفطيةquot; ويضم شركات quot;سي ان بي سيquot; الصينية وquot;او ان جي سيquot; الهندية وquot;بتروناسquot; الماليزية وquot;سودابتquot; السودانية التي تملكها الدولة.

وقال عبد العزيز النور ان ثمانية حقول نفطية مجاورة على الاقل توقفت عن العمل خشية تعرضها لهجمات. واضاف quot;هذه رسالة الى حكومات السودان والصين وماليزيا. اننا نريد وقف انتاج النفط لاننا نريد وقف الابادة الجماعية في دارفورquot;. وينتج حقل دفرا اكثر من نصف انتاج السودان من النفط البالغ 500 الف برميل/يوميا والذي يتم تصدير معظمه الى الصين التي تعتبر مزود الخرطوم الاول بالاسلحة.

واكد النور ايضا ان حركته تطالب quot;الصين والهند وماليزيا بالا تشارك في استثمارات نفطية لان الخرطوم تستخدم الموارد المالية النفطية لشراء اسلحة من اجل قتل اهلنا في دارفور، انه بلدنا ويتعين عليهم الرحيلquot;. وتابع quot;شعب كردفان يعاني ولا يستفيد من العائدات التي تدرها حقول النفط بل على العكس يدفعون الثمن غاليا من ارواحهمquot;.

وفي بكين، اكد ناطق باسم وزارة الخارجية وقوع الهجوم على حقل دفرا النفطي مشيرا الى ان الصينيين العاملين فيه بخير. وفي اوتاوا، اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الكندية ان quot;الوزارة على علم بالمعلومات الصحافية التي تحدثت عن خطف مواطن كندي في السودانquot; موضحا ان سفارة كندا في الخرطوم على اتصال مع مسؤولين سودانيين بهذا الشأن.

ولم ينف وزير الدفاع السوداني او يؤكد الهجوم على حقل دفرا واكتفى بالقول quot;حركة العدل والمساواة تقول انها ستهاجم الحقول النفطية ولكنها احلام لن تتحققquot;. وقال للصحافيين ان هذه الحركة quot;يمكن ان تقول ما تشاء ولكنها غير قادرة على فعل اي شيءquot;. وكان الوزير يتحدث اثر اجتماع مع سالفا كير، النائب الاول للرئيس السوداني وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب.

ونفى عبد الرحمن محمد حسين وسالفا كير وجود اي توتر بين القوات الشمالية والجنوبية بسبب الخلاف السياسي الذي نشأ عن تعليق مشاركة الوزراء الجنوبيين في الحكومة المركزية. واشار وزير الدفاع السوداني الى ان quot;الامن في المناطق النفطية (جنوب) هو جيد ولا يشهد اي مشكلةquot;.

وحركة العدل والمساواة واحد من الفصائل المتمردة السبعة في دارفور التي اعلنت مقاطعتها لمفاوضات السلام التي تبدأ في مدينة سرت الليبية السبت المقبل برعاية الاتحاد الافريقي والامم المتحدة.

وتقع منطقة كردفان على حدود دارفور الذي يشهد حربا اهلية منذ 2003 ومنطقة جنوب السودان التي تتمتع بالحكم الذاتي وخرجت عام 2005 من حرب اهلية استمرت 21 عاما مع حوالى 5،1 ملايين ضحية. وجنى السودان ما مجموعه 13 مليار دولار، من النفط منذ تكثيف استخراج النفط بعد توقيع اتفاق السلام في الجنوب عام 2005.