انقرة: أعلنت تركيا الأحد أنها تحتفظ بكل الخيارات بما فيها العسكرية ضد المتمردين الأكراد في شمال العراق، وذلك قبل أسبوع من الاتصالات الدبلوماسية وخصوصًا مع الأميركيين.من جهته، واصل الجيش التركي عمليات التمشيط ضد الانفصاليين الاكراد داخل البلاد، في موازاة عملية كبيرة شارك فيها آلاف الجنود في الشرق، على بعد 600 كلم من الحدود العراقية، واسفرت عن 15 قتيلاً في صفوف المتمردين بحسب قناة quot;سي ان انquot; الاخبارية التركية.

ولم يتم رسميًا تأكيد حصيلة العملية في محافظة تونجلي. وشنت هذه العملية بعد اسبوع من هجوم لحزب العمال الكردستاني قرب الحدود العراقية، اسفر عن 12 قتيلاً في صفوف الجيش التركي. واسر ايضا ثمانية جنود في مكمن اثار مزيدًا من التوتر بين انقرة وبغداد.

وقال وزير الخارجية التركي علي باباجان الذي يزور طهران ان quot;كل الخيارات مطروحةquot; امام بلاده للقضاء على متمردي حزب العمال الكردستاني.واضاف quot;لدينا وسائل مختلفة. يمكننا استخدام السبل الدبلوماسية او اللجوء الى القوة العسكريةquot;، من دون ان يحظى بدعم مضيفيه الايرانيين لعملية عسكرية.

وتعزز احتمال شن عمل عسكري على القواعد الخلفية للمتمردين الاكراد في شمال العراق بعدما فشلت الجمعة المفاوضات في انقرة مع وفد عراقي.وحذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان السبت ان بلاده ستشن عملية quot;عند الضرورةquot;، علمًا انه بدا مستاءً من دعوات الولايات المتحدة المتكررة الى ضبط النفس.

وسيبحث اردوغان هذه القضية الخميس مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي ستتوقف في انقرة قبل ان تتوجه الى اسطنبول للمشاركة في المؤتمر الدولي للدول التي تجاور العراق الجمعة والسبت. وتسعى واشنطن الى تفادي اي زعزعة للاستقرار في اقليم كردستان العراق الهادىء نسبيا، ولكن يبدو ان صبر تركيا بدأ ينفد.

واشارت الصحافة التركية الى حشد قوات عسكرية في جنوب البلاد على الحدود مع العراق اضافة الى وحدات نخبة وعتاد عسكري. وبعد انقرة، ستتواصل المباحثات في مؤتمر اسطنبول الذي يعقد على مستوى وزراء الخارجية ويشارك فيه وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري. وقال دبلوماسي تركي الاحد لوكالة فرانس برس ان زيباري وباباجان سيعقدان خلوة في اسطنبول.

وتتوج المحادثات بين الولايات المتحدة وتركيا في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر بلقاء بين اردوغان والرئيس جورج بوش في البيت الابيض. ويلتقي الجانبان للمرة الاولى منذ فوز حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه اردوغان في الانتخابات التشريعية في تركيا في تموز/يوليو.

من جهته، امل رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني اجراء مفاوضات مباشرة مع انقرة، لكن الجانب التركي لمح الى ان بغداد هي المحاور الوحيد. من جهة اخرى، اصيب خمسة اشخاص بجروح طفيفة في انفجار عبوة صغيرة في مدينة بشمال غرب تركيا خلال تظاهرة مناهضة لحزب العمال الكردستاني. كذلك، تظاهر نحو 3500 شخص في سالزبورغ بالنمسا تنديدا بحزب العمال.