مهاجر صومالي: ماذا يمكنني أن أفعل بحياة كهذه
اليمن: منظمة الهجرة تعتزم إنشاء قاعدة بيانات للمهاجرين الأفارقة

صنعاء: تحمل زوارق الصيد الصغيرة 125 شخصًا، عندما تستعمل في تهريب المهاجرين من الساحل الصومالي عبر خليج عدن إلى اليمن. أفاد ستيفانو تمغنيني، مدير مكتب منظمة الهجرة العالمية بصنعاء، بأن المنظمة تعتزم إنشاء قاعدة بيانات لتسجيل المهاجرين وطالبي اللجوء القادمين من إفريقيا إلى اليمن بحرًا عبر خليج عدن. كما قالتمغنيني، بأن قاعدة البيانات هذه ستكون حيوية جدًا لأنها ستضم معلومات حول المهاجرين الأفارقة القادمين إلى اليمن.

غير أنه أشار في الوقت نفسهإلى أن منظمته لن تكون في وضع يسمح لها بإدارة هذه القاعدة دون الحصول على دعم من المانحين، وبأنها لا تزال تبحث عن التمويل من أجل هذا المشروع. وجاء في قوله كذلك: quot;تعد قاعدة البيانات هذه مهمة جدًا، إذ إنها ستشمل كل شخص قادم إلى جنوب اليمن. نحن نركز على الجنوب لأن كل المهاجرين يأتون إلى هناكquot;.

ووفقًا لمنظمة الهجرة العالمية، سيتم تقاسم قاعدة البيانات هذه مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والسلطات المحلية التي تتناول شؤون المهاجرين وطالبي اللجوء. وتهدف هذه القاعدة إلى تمكين منظمة الهجرة العالمية وشركائها من التنسيق فيما بينهم بشكل أفضل لتقديم المساعدات الإنسانية للمهاجرين وطالبي اللجوء، إضافة إلى تبني سياسات وقائية في بلدان المصدر في القرن الإفريقي وعلى طول طرق الهجرة.

ويخاطر العديد من المهاجرين وطالبي اللجوء القادمين من القرن الإفريقي، خصوصًا من الصومال وإثيوبيا، بحياتهم على متن قوارب صغيرة ومزدحمة وغير صالحة للإبحار. كما أن المهربين عادة ما يقومون برمي المهاجرين في البحر مخافة أن يتم اكتشافهم عند الاقتراب من السواحل اليمنية، حسب منظمة الهجرة. وكانت هذه الأخيرة قد أفادت من سؤالها للعديد من المهاجرين بأن القليل منهم فقط يعون المخاطر التي قد تواجههم خلال الرحلة.

كما تحاول منظمة الهجرة العالمية الحصول على التمويل للعمل مع شركاء من الأمم المتحدة والسلطات المحلية في الصومال للحيلولة دون مخاطرة آلاف المهاجرين وطالبي اللجوء المتوقعين بحياتهم من أجل الوصول إلى اليمن بالزوارق.

ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، دخل إلى اليمن حوالى 26000 مهاجر وطالب لجوء خلال عام 2006. أما خلال الفترة المنصرمة من عام 2007، فقد عبر حوالى 18757 شخص خليج عدن، توفي منهم حوالي 4,040 غرقًا في حين لا زال حوالى 393 في عداد المفقودين ويعتقد بأنهم لقوا حتفهم أيضًا.

وأضاف تمغنيني أنه سيتم تصميم قاعدة البيانات وفقًا لاستمارات تجميع المعلومات التي ستضعها المنظمة، حيث قال: quot;سيتم مناقشة التصميم مع شركائنا ومع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومع السلطات المحليةquot;.

وستشمل قاعدة البيانات معلومات محدثة حول الواصلين الجدد من إفريقيا، حسب تمغنيني، الذي قال بأن هذه القاعدة ستمكن المنظمة من quot;معرفة هوية الناس، وما إذا كانوا لاجئين، أو باحثين عن اللجوء أو مهاجرين اقتصاديينquot;.

ووفقًا لتمغنيني، تحتاج المنظمة إلى مليون دولار لتمويل قاعدة البيانات هذه. كما سيمكن هذا المبلغ منظمة الهجرة العالمية من فتح مكتب فرعي في مدينة عدن، جنوب اليمن.

وأفاد بأن البرنامج سيدوم لفترة تتراوح من تسعة أشهر إلى سنة قائلاً: quot;سيكون علينا أن نعيد تمويل البرنامج سنوياً. وكل شيء مرهون بالعام الأول، لأننا سنتعرف حينها على الوضع الحقيقي للمهاجرين الأفارقةquot;.

دعم الحكومة

وأضاف تمغنيني بأن منظمة الهجرة العالمية تحتاج أيضًا إلى دعم الحكومة اليمنية، quot;فالحكومة مسؤولة عن كل ما يتعلق باللاجئين. وهناك حاجة لتعاونها لخلق قاعدة بيانات في الجنوبquot;.

وعند إنشاء قاعدة البيانات، سيصبح في إمكان منظمة الهجرة مساعدة اللاجئين وطالبي اللجوء الأفارقة الذين يرغبون في العودة الطوعية إلى ديارهم. كما أنها ستمنح للأفارقة الذين لا تنطبق عليهم شروط اللجوء إمكانية العودة الطوعية. وستوفر المنظمة وسائل المواصلات بالإضافة إلى المشورة والفحص الطبي والمساعدة فور الوصول.

وكانت المنظمة قد لاحظت أن العديد من المهاجرين الأفارقة يطلبون العودة إلى ديارهم بعد فترة من وصولهم. وقال عن ذلك: quot;لقد قمنا ببحث الوضع. تأتي العديد من المعلومات من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فهم الذين يعرفون ما يجري. ولكننا سنبدأ بحثًا جديدًا سيجريه خبير دولي في نهاية هذا الشهرquot;.

وبما أن مهمة منظمة الهجرة العالمية لا تشمل حماية اللاجئين، فإنها ستعمل مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عند تسجيل المهاجرين الأفارقة القادمين إلى اليمن. وفي هذا الصدد، قال تمغنيني: quot;إن المفوضية هي المسؤولة عن حماية اللاجئين، أما نحن فسنتولى مهمة تسجيلهم، وسنوفر لهم المواصلات للعودة إلى ديارهمquot;.

محمد حسن علي، الصومال-اليمن: quot;ماذا يمكنني أن أفعل بحياة مثل هذه؟quot;

محمد حسن علي، صومالي يبلغ من العمر 27 عامًا، هو واحد من 3800 مهاجر أفريقي قدموا إلى اليمن بحرًا خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول. ويعيش محمد الآن في حي البساتين الفقير في عدن وينام على الأرض ولا يستطيع الحصول على فرصة عمل.

ويصف محمد وضعه قائلاً: quot;في العاشر من أكتوبر، عندما اقترب مركبنا من الساحل اليمني، رماني المهربون في البحر مع 110 مسافرين آخرين. كنت أسمع صياح بعض النساء بينما كان المهربون يضربوننا بالعصي لنغادر مركبهم. سبحنا لحوالى خمس دقائق حتى وصلنا إلى الساحل. لحسن الحظ لم يمت أي منا. كانت لحظة مرعبة، وكنا في وضع بائس. كنا نشعر بالجوع لأننا لم نأكل شيئًا منذ ساعات.

وفي الصباح الباكر، توجهت بصحبة بعض المسافرين الآخرين إلى مخيم الخرز الذي سمعت عنه من بعض المسافرين الذين جاؤوا معي. ولكنني لم أرغب بالمكوث هناك، فقررت العودة إلى حي البساتين حتى أتمكن من الحصول على عمل أو الذهاب إلى مكان آخر. استغرقت الرحلة ساعتين بالسيارة وساعدني بعض الصوماليين الآخرين على دفع تكلفتها. ولكني الآن، وبعد أن أتيت إلى هنا، وجدت أنه ليس بإمكاني الذهاب إلى أي مكان آخر. ليس لدي مال ولا أقارب أسكن معهم. كل ليلة أنام في العراء، لا أفترش سوى الكرتون، ولا غطاء لي سوى قطعة كرتون أخرى. أشعر بالبرد الشديد خلال الليل لأنني لا أملك غطاءً ولا ملابس دافئة.

عندما أنام على الكرتون، أنظر إلى السماء وأتذكر زوجتي وأطفالي الثلاثة الذين تركتهم ورائي في بلدي، وأتساءل ما عساهم يفعلون .أنا على يقين أنهم ينتظرون أن أرسل إليهم شيئًا من هنا.

وبعد أن أصحو في الصباح أبدأ مباشرة في البحث عن عمل. ولكنني دائماً أعود خالي اليدين. أحلم بأن أحصل على عمل وأنا على استعداد لأقوم بأي شيء ولكن لغتي العربية ضعيفة جدًا. لذلك لا أستطيع الحديث إلى السكان المحليين لأطلب منهم المساعدة. هنا في البساتين يعطيني بعض اللاجئين القليل من الخبز للفطور ويعطيني لاجئون آخرون بعضًا منه للعشاء. كما يقدم لي بعضهم الأرز للغذاء. ولكن ماذا يمكنني أن أفعل بحياة مثل هذه؟quot;.

المصدر: شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)