تكتم شديد يغلّف نتائج محادثات باريس اللبنانية
عيون اللبنانيين على عون والحريري

إيلي الحاج من بيروت: واصل رئيس quot;تكتل التغيير والاصلاحquot; النائب ميشال عون ورئيس كتلة quot;المستقبلquot; النائب سعد الحريري محادثاتهما في باريس وسط جو من التكتم المطبق، وتردد أن لقاء ثالثا واخيرا بين الطرفين قد يعقد ويصدر في ختامه بيان مشترك عنهما يحدد النقاط التي بحثا فيها والنقاط التي اتفقا عليها. وكان صدر بيانان منفصلان عن المكتبين الإعلاميين لعون والحريري بالمضمون نفسه، وفيهما أن quot;الاجتماع يعقد في العاصمة الفرنسية وبعيداً من الضغط الاعلامي ومن الأخطار الامنية التي حالت دون لقائهما في بيروتquot;.

ومن المفترض أن يلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ونظيره الاميركي جورج بوش في واشنطن في 6 من الشهر الحالي، وسيكون الوضع اللبناني أحد أبرز المواضيع التي سيبحثان فيها. ويذكر لقاؤهما بلقاء مماثل عقد بين بوش والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك عشية الاستحقاق الرئاسي عام 2004، والذي تلته مواقف أميركية ndash; فرنسية حيال لبنان غيّرت وضعه السياسي وحملت السوريين على الإنسحاب عسكريا منه بموجب قرار أصدره مجلس الأمن بطلب من واشنطن وباريس. وجاء لقاء عون - الحريري في باريس في توقيت حساس جداً ، عقب زيارة الموفد الفرنسي جان كلود كوسران الى دمشق حيث اصطدم بتصلب الموقف السوري في شكل ينذر بالتصعيد العملاني.

وعلى رغم ان لقاء عون - الحريري وُضع في خانة الحوار الدائر بين الأطراف اللبنانيين في اطار السعي الى التقريب بين وجهات النظر، وان لا جدول أعمال ولا سيناريو معد مسبقا للمحادثات، سرعان ما تحول مجرد اجتماع الرجلين الحدث الأهم، وبدا واضحا أنهما يخوضان أصعب حواراتهما في أول لقاء ثنائي لهما منذ سنة على الأقل . وتترقب الأوساط اللبنانية نتائج محادثاتهما بكثير من الاهتمام والانشداد، لعله يفتح كوة أمل في الجدار. ولا شك أن التعتيم الاعلامي الشديد الذي فرض على اللقاء ساهم في اعطائه أهمية استثنائية.

ولوحظ تضارب المعلومات في اوساط المستشارين الذين رافقوا الحريري وعون. ففي حين كانت اوساط عون ترفع من احتمالات التوصل الى quot;نتائج مصيريةquot; وتتحدث عن quot;لقاء الفرصة الأخيرةquot;، سعت اوساط الحريري الى تعميم لغة واقعية والى خفض سقف التوقعات. وقالت ان الغاية ليست البحث في الرئاسة في ذاتها ، علماً أنها موضوع مطروح على طاولة البحث، بل توسيع قنوات الحوار مع جميع الأطراف وليس البحث عن صفقة حكومية رئاسية مع عون.

كذلك أعطت اوساط الحريري اللقاء الباريسي وظيفة تبديد الانطباع الذي ساد منذ مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري لدى بعض المسيحيين، عن محاولة لإبرام صفقة شيعية ndash; سنية على حساب دورهم، بينما الهدف هو إعطاء زخم أكبر لمبادرة البطريركية المارونية سعياً إلى التوافق.

ولم يرشح من أجواء اللقاءين حتى الآن سوى أن عون والحريري تناولا مسائل جوهرية وقام الرجلان بما يشبه المراجعة الشاملة لكل مسار علاقات تياريهما. وشرح عون وجهة نظره من عدد من الأمور الملتبسة.

وكان نقل عن عون أنه أبلغ أعضاء تكتله في اجتماعه الأخير الإثنين الماضي ان تخليه عن الرئاسة سيكون أشبه بتخليه عن زوجته وعائلته ، معتبراً انه يمثل أكثرية المسيحيين quot;الذين يطمحون الى انتخابه رئيسا للجمهوريةquot; ، الأمر الذي لا توافقه عليه القوى المسيحية المنضوية في قوى 14 آذار.

ولوحظ أن إجتماع عون مع الحريري في باريس دفع quot;حزب اللهquot; إلى إعلان دعم ترشيحه للرئاسة للمرة الأولى من خلال تصريح للمسؤول عن العلاقات الخارجية في الحزب نواف الموسوي، جاء فيه ان الحزب quot;يدعم العماد عون للوصول الى الرئاسة لأنه الشخص المؤهل لهذا الموقع، فهو لا يُشترى بالمال ولا تنفع معه الضغوط الخارجيةquot;.

وواكب quot;الحدث اللبنانيquot; في باريس حضور فرنسي واميركي غير مباشر، إذ التقى الحريري مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشرق الاوسط ديفيد ولش، كما التقى الموفد الفرنسي المكلف الملف اللبناني كوسران الحريري وعون وأطلعهما على نتائج محادثاته الأخيرة في المملكة العربية السعودية وسوريا.