واشنطن: أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مساء الثلاثاء خلال عشاء أقيم في البيت الأبيض بمناسبة زيارته الرسمية الأولى للولايات المتحدة أنه جاء إلى واشنطن quot;لإسترجاع قلب أميركا بشكل دائمquot;. وقال موجها كلامه الى نظيره الأميركي جورج بوش quot;جئت الى واشنطن مع رسالة بسيطة جدا. اريد ان استرجع قلب اميركا، وان استرجع قلب اميركا بشكل دائمquot;. واضاف جئت كي اقول لكم شيئا هو اننا في فرنسا والولايات المتحدة اصدقاء، نحن حلفاء منذ الازل وحتى الازلquot;.

واوضح quot;جئت كي اقول لكم انه بامكاني ان اكون صديق اميركا وان اربح الانتخابات في فرنسا، هذه ليست معجزة، انها حقيقةquot; ما اثار ضحك الجميع. وقال ايضا quot;عندما كنا معا ربحنا المعارك الاكثر صعوبةquot; مشيرا الى تضحيات الجنود الفرنسيين الذي قتلوا على الارض الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية. واكد ساركوزي لبوش quot;لن ننسى ابدا ما فعلوه من اجل فرنساquot;. ورفع ساركوزي كأسه وقال quot;عاشت اميركا، عاشت فرنسا وعاشت الصداقة بين الشعب الفرنسي والشعب الاميركيquot;.

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قال لساركوزي وهو يستقبله في البيت الابيض وباللغة الفرنسية quot;اهلا وسهلا في البيت الابيضquot;. وبعد كلمة ساركوزي، رد بوش بالقول ان quot;فرنسا والولايات المتحدة بامكانهما مواجهة تحديات كبرى عندما يعملان معا، حضرة الرئيسquot;. ورفع بوش الكأس لتحية ساركوزي quot;وتحية اقدم اصدقاء الاميركيين، الشعب الفرنسي العظيمquot;. واضاف الرئيس الاميركي quot;انتم وانا نتشارك الالتزام بتعميق التعاون بين جمهوريتينا وعبر هذا التعاون يمكننا ان نجعل العالم مكانا افضلquot;.

واوضح بوش quot;بعد قرنين من الزمن، سيحتفل بلدانا بارث لافييت ومن خلال مساعدة اخرين على مقاومة الطغيان والارهابquot; مشيرا الى التزام قوات البلدين في افغانستان او دعمها المشترك للديموقراطية في لبنان. وسيجتمع بوش وساركوزي ظهر اليوم في مونت فيرمونت، مقر اول رئيس اميركي، جورج واشنطن، على بعد عشرين كلم الى جنوب العاصمة الفدرالية، على غداء عمل يعقبه مؤتمر صحافي.

وكان جدد ساركوزي التأكيد الثلاثاء على ان فرضية حصول ايران على السلاح النووي امر quot;غير مقبولquot; بالنسبة لفرنسا ولكنه اعتبر مع ذلك انه quot;يجب البقاء على استعداد للحوارquot;. وقال امام رجال اعمال في واشنطن ان quot;فرضية امتلاك السلاح النووي من قبل قادة ايران الحاليين هو بالنسبة لفرنسا امر غير مقبول. وفي نفس الوقت اقول لكم بنفس القوة ان الحصول على التكنولوجيا النووية المدنية بما في ذلك لايران هو حقquot;. واضاف خلال مداخلة امام مجلس الاعمال الفرنسي الاميركي في مستهل زيارته الرسمية للولايات المتحدة quot;لا يوجد حل اخر (لحل الازمة) سوى فرض عقوبات دولية واوروبية وفي نفس الوقت يجب ان نبقى مستعدين للحوار وان نبقي على اليد ممدودةquot;.

وكرر الرئيس ساركوزي انه مع quot;الحوار حتى اللحظة الاخيرةquot;. واوضح quot;يجب الخروج من الازمة الايرانية من خلال الاظهار للقادة الايرانيين الحاليين بانهم امام طريق مسدودquot;. وكان الرئيس الفرنسي قد وصل الثلاثاء الى واشنطن للقيام بزيارة رسمية تستمر يومين.

وبالنسبة للعراق، قال ساركوزي quot;ما من احد يقول انه يجب الانسحاب فورا دون قيد او شرط. ما نتمناه هو ان يتمكن الشعب العراقي باسرع وقت ممكن من تقرير مستقبله وضمان وحدتهquot;. وبالنسبة لاسعار الدولار، قال ساركوزي ان الولايات المتحدة ليست بحاجة quot;لدولار ضعيفquot; لدعم اقتصادها.

واكد ان quot;اقتصادا كبيرا بحاجة لعملة كبيرة. لستم بحاجة لدولار ضعيف جدا لان تكنولوجيتكم ومهارتكم تكفيكمquot;. ومن جهة اخرى، اعلن الرئيس الفرنسي انه سيحاول اقناع السلطات الصينية باعادة تقييم عملتها الوطنية (يوان) خلال رحلته المقبلة الى الصين نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال quot;سوف اتوجه الى الصين وسأقول لهم: لقد حققتم نجاحا باهرا فعلا (...) لستم بحاجة لعملة مخفضة كي تربحواquot;. واشار الى انه سيقول للسلطات الصينية بان يوان مخفضا quot;ليس مفيدا لانه يخلق شروط عدم استقرار وبالواقع عدم الاستقرار هذا سيؤثر عليكمquot;. وسيتوجه ساركوزي الى الصين من 25 الى 27 الشهر الجاري.

فرنسا والولايات المتحدة quot;صديقتانquot;

واكد ساركوزي ان فرنسا والولايات المتحدة quot;صديقتانquot; وتنتميان الى quot;عائلة واحدةquot;. وقال quot;لم افهم لماذا يجب ان نتنازع مع الولايات المتحدةquot; مضيفا ان quot;الولايات المتحدة وفرنسا لم تكونا ابدا في حالة حرب. وهذا ليس سببا كي نسعى اليهاquot;.

واضاف quot;يمكن ان تكون هناك اختلافات في وجهات النظر ويمكن ان تكون هناك خلافات ولكن نبقى اصدقاء لاننا ننتمي الى عائلة واحدةquot;.واوضح quot;كانت هناك اختلافات في وجهات النظر بيننا حول العراق، هذا امر اكيد، ولكن لا يجوز ان يؤثر هذا الاختلاف في وجهات النظر على صداقتناquot;.وبالنسبة لاقدام الجنود الاميركيين على تحرير فرنسا عام 1944، قال ساركوزي quot;هناك دين ابدي من الشعب الفرنسي تجاه الشعب الاميركي لما قام به من اجلناquot;.

وفي عودة الى اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، اعتبر ساركوزي ان quot;اميركا لم تكن ابدا كبيرة بهذا الحد ولم تكن اميركا ابدا محترمة الى هذا الحد ولم تكن اميركا ابدا شجاعة الى الحد الذي كانت عليه في 11 ايلول/سبتمبرquot; مضيفا ان الارهابيين quot;اعتقدوا انهم اضعفوكم ولكنهم عززوا قوتكمquot;.