اعتدال سلامه من برلين: تأخرت طائرة العاهل السعودي الملك عبد الله ساعتين عن موعدها وسوف تصل في الساعة الثانية بعد الظهر بدلاًمن الساعة الـ12. وسيكون في استقباله في مطار برلين تيغل القسم العسكري المستشارة الالمانية انجيلا ماركل التي استقبلها بدروه قبل فترة في العاصمة الرياض.

ومن اهم نقاط الزيارة محادثات بين المستشارة وجلالة الملك تجري في ديوان المستشارية تتعلق بالوضع في الشرق الاوسط ومساعي جلالته الاخيرة من اجل تحريك عجلة السلام والملف النووي الايراني، ايضًا العلاقات السعودية الالمانية التي تشهد على كل الاصعدة تطورًا متواصلاً. لكن حسب قول مسؤول في ديوان المستشارية لـ quot;ايلافquot;، لن يتم خلال لقاء جلالته بالمستشارة توقيع معاهدات كثيرة اقتصادية وغيرها لاسباب منها الصياغة النهائية للعقود.
بعدها سيلتقي مساء اليوم رئيس الجمهورية الالماني هورست كولر في القصر الجمهوري quot;بيل فوquot; وليسجل جلالته اسمه في الكتاب الذهبي.

ويوم غد الخميس، سيقوم جلالته بزيارة لبوابة براندنبورغ بصحبة عمدة العاصمة برلين كلاوس فوفرايت ويعبر منها الى الجزء الاخر. وتعتبر البوابة رمزا لتقيسم برلين والمانيا خلال اكثر من 50 سنة، كما هي رمز للحمتها بعد ان تمكن الالمان الشرقيون من تحطيم حجارتها والعبور الى الجزء الغربي. وفي مبنى البلدية الاحمر سيسجل جلالته اسمه في الكتاب الذهبي للعاصمة برلين.
وخلال اقامته في برلين يجري جلالته سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين سياسيين وفعاليات في القطاعات الاقتصادية والصناعية . ويغادر جلالته برلين يوم الجمعة حوالي الساعة الواحد ظهرا.
والمانيا بالنسبة لجلالة الملكة عبدالله غير غريبة، اذ زارها في شهر حزيران ( يونيو) عام 2001 عندما كان ولي عهد المملكة واجرى يومها محادثات مهمة مع كبار المسؤولين الذين سوف يلتقى بهم اليوم وغد ولن يكونوا غرباء عليه، لكن يمكن القول انها اول زيارة لملك سعودي منذ حوالي 25 سنة.

وكما هو معروف فان العلاقة التي تجمع المانيا والمملكة العربية السعودية هي من اقدم علاقات المانيا مع دولة عربية. حيث توجت عام 1929 بتوقيع معاهدة صداقة بين حكومة الرايخ وملك نجد والحجاز وبقية مناطق المملكة ، اي قبل تأسيس المملكة العربية السعودية.

وكما هو الحال بالنسبة إلى العديد من البلدان العربية تتمتع المانيا لدى المملكة بالكثير من الثقة ولا تخفي رغبتها في ان تشكل ألمانيا دورًا فعالاً لحل الصراع في منطقة الشرق الاوسط ، لذا فلا غرابة ان تتكرر زيارات كبار المسؤولين الالمان الى المملكة، فقبل زيارة المستشارة ماركل ما في شهر شباط ( فبراير) الماضي زار وزير الخارجية فرانك فلتر شتاينماير المملكة ثلاث مرات عام 2006 .

ولم يهمل الجانب الثقافي بين البلدين حيث وقعت في الثاني من شهر نيسان( ابريل) عام 2006 معاهدة من اجل التبادل الثقافي وتشجيع افتتاح كل بلد مركزا ثقافيا له في البلد الاخر من اجل تعميق العلاقات الثقافية. كما تنظم المعاهدة تبادل بين الطلاب والشباب الالمان والسعوديين ومنح منح دراسية للدراسات العليا واقامة معارض فنية وثقافية.

وعبر هذا التعاون يتواجد حاليًا اكثر من 120 طالبًا سعوديًا يدرس في جامعة الملك سعود الترجمة الى الالمانية.