اعتدال سلامه من برلين: بشكل غير متوقع تقدم وزير التقاعد الاسرائيلي رافي ايتان بطلب من الحكومة الالمانية دفع مساعدات اضافية الى المتقاعدين وضحايا النازية سابقا الذين يعيشون في اسرائيل. وحسب قول متحدث باسمه سوف يبحث الوزير القضية مع وزير المال الالماني بير شتانبروك عند زيارته الاسبوع القادم لاسرائيل.

وكان متقاعدون يهود من اصول المانية وغير المانية يعانون من الفقر في اسرائيل اتهموا الحكومة الاسرائيلية وجمعيات يهودية بالاستيلاء على الجزء الاكبر من التعويضات التي دفعت لهم بعد مفاوضات طويلة.

اذ من المعروف ان المانيا ابرمت عام 2003 في عهد المستشار الاسبق هلموت كول بعد مفاوضات صعبة دامت اكثر من عام اتفاقية مع اسرائيل وجمعيات اسرائيلية اسس على اثرها صندوق تعويضات احتوى على مبلغ تجاوز الثلاثة مليارات يورو تولت امر توزيعه على ضحايا النازية اسرائيل وجمعيات يهودية في الولايات المتحدة الاميركية. وسبق ذلك ان دفعت المانيا عدة مليارات للهدف نفسهمنها اتفاق عام 1952بين المستشار الالماني يومها كونراد اديناور ورئيس الوزراء الاسرائيلي ديفيد بن غوريون حصل بموجبه على ما يعادل 1.7 مليار يورو.
ويريد الوزير ايتان اعادة فتح اتفاق عام 1952 لان بعض بنوده كما قال لم تراع وضع الكثير من ضحايا النازية اليهود ويواجهون اليوم مشاكل معيشية كثيرة، منها ارتفاع تكاليف الطبابة والرعاية الصحية لهم، لذا سيطرح القضية على وزير المال شتانبروك.

لكن علم ان خلفية اقدام الوزير ايتان على هذه الخطوة هو اتفاق تم بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت وروابط ضحايا النازية في اسرائيل يلزم الحكومة الاسرائيلية بدفع حوالى ملياري شيكل اي ما يعادل ال346 مليون يورو خلال الثلاثة اعوام المقبلة للمتقاعدين الذين يعانون اوضاعا معيشية صعبة وتريد مساهمة المانيا في ذلك.

وووجه طلب وزير التقاعد الاسرائيلي بانتقاد شديد في اسرائيل نفسها بينما لم يسمع اي تصريح في برلين. ومن بين المنتقدين الكاتب الاسرائيلي جورام كانيوك التي قال في حديث له مع صحيفة المانية ان المطلب اثار غضبه الشديد واعتبره احراجا للدولة العبرية ايضا، فيما قال اخرون ان المساندة السياسية التي تقدمها المانيا لاسرائيل لها قيمة اكثر بكثير من المساعدات المادية الاضافية، وبرلين من افضل الوسطاء في الخلاف حول برنامج ايران النووي التي تريد به افناء الدولة العبرية، واذا ما تمكنت في الدفع بفرض عقوبات عليها فان لذلك قيمة تاريخية كبيرة.

وحذرت اوساط سياسية المانية من انعكاس اصرار تل ابيب الحصول على المبالغ الاضافية على العلاقات بين البلدين فيما اعترف وزير التقاعد الاسرائيلي بان طلبه لن يكون سهلا وقد يلحق الضرر بالعلاقات الثنائية لكن كما قال انه يعتمد في طلبه هذا على حقائق وادلة، فالامر يتعلق بحياة ضحايا النازية.