جنين (الضفة الغربية): بدأت فرق العمل في وضع الاساس لدولة فلسطينية حيث تقوم بإزالة الانقاض المنبعجة لمجمعات الحكومة التي دمرتها اسرائيل لبدء حملة رئيسة لإعادة تشييد المجمعات.
وتدعو خطة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الى اعادة بناء ثماني مقاطعات او مقار للحكومة ومبانٍ ادارية اخرى دمرتها اسرائيل في الضفة الغربية بعد بدء الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 .
واصبحت الاطلال التي كان الفلسطينيون ينظرون اليها فيما مضى على انها رموز للسيادة شيئًا يعيد للاذهان باستمرار القوة التدميرية لاسرائيل وضعف السلطة الفلسطينية.
وتعد حملة اعادة البناء تلك من اكبر الحملات منذ اتفاقيات اوسلو عام 1993 والتي ادت الى انشاء السلطة الفلسطينية.
وقال فياض ان هذا اهم من دفع الرواتب وهي رمز للسلطة.
وقدر فياض ان هذه العملية ستتكلف 100 مليون دولار وهو مبلغ ضخم بالنسبة لحكومة من المتوقع بالفعل ان تحتاج الى مساعدات خارجية يبلغ حجمها 1.6 مليار دولار لسد العجز في ميزانيتها السنوية.
وبدأ العمال في ازالة الانقاض ووضع الاساس في بعض المواقع قبل المؤتمر المزمع عقده هذا الشهر بشأن اقامة دولة فلسطينية والذي دعت اليه واشنطن في محاولة لتعزيز الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفياض بعد سيطرة حركة المقاومة الاسلامية/حماس/ على قطاع غزة في يونيو حزيران.
وتقول اسرائيل انها دمرت المباني الامنية الضخمة التي يعود تاريخ انشائها الى الحكم البريطاني وفي بعض الحالات للحكم العثماني بعد اتهام الرئيس الفلسطيني وقتئذ ياسر عرفات واجهزة الامن التابعة له بالتواطؤ في هجمات ضد اسرائيل وهو اتهام نفاه الفلسطينيون.
وقال كولين سميث كبير المستشارين الاوروبيين للشرطة الفلسطينية ان اعادة بناء المقاطعات امرquot;جوهري اذا كنتم ستوحدون اجهزتكم الامنية معًاquot;.
واضاف سميث الذي كان احد كبار المسؤولين البريطانيين السابقين عن تنفيذ القانون quot; احد الدروس المستفادة من غزة هي انه كان لديكم خمسة او ستة اجهزة كلها مستقلة عن بعضها.
quot;انه ايضًا بيان سياسي بشأن من الذي يدير المكانquot;.
وقال وائل الجعبة المدير المساعد لمنظمة رواق التي تحمي المواقع الاثرية الفلسطينية ان المقاطعات من بين المعالم القليلة التي تعود الى حقبة الحكم البريطاني كما انها من بين اول المباني في المنطقة والتي شيدت بشكل كبير من الخرسانة وليس الحجر .
واضاف ان هذه المجمعات تثير بالنسبة لفلسطينيين كثيرين وهو نفسه منهم مشاعر كثيرة منها ايجابية واخرى سلبية.
وقال العقيد راضي عصيدة نائب قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في جنين ان تدمير اسرائيل للمقاطعات كان جزءا من حملة لتدمير معنويات رجاله.
ويقف رجال عصيدة الان في طليعة حملة فياض التي يدعمها الغرب لكبح جماح النشطين وهو شرط اسرائيل الرئيسي لتنفيذ اي اتفاقيات سلام في المستقبل.
وقال ان لديه جنودًا حقيقيين من جديد وكلهم لديهم رواتب ومتحمسون لتنفيذ الاوامر . واضاف ان قواته لها اليد العليا في الشوارع.
ويشكك مسؤولون اسرائيليون في تأكيدات الفلسطينيين بانهم سيستطيعون السيطرة على الامن في اي وقت بسرعة. وينحي عصيدة باللائمة على القيود التي فرضتها اسرائيل في جعل هذه المهمة صعبة.
ويقول محافظ الخليل حسين الاعرج ان اعادة البناء بدأت في الخليل واضاف انه لا يعرف متي سيتم الانتهاء من ذلك .
وقال قدورة موسى محافظ جنين الواقعة في شمال الضفة الغربية ان طواقم العمل ستبدأ في إزالة انقاض المقاطعة المدمرة هناك خلال ايام.
وشيدت مقاطعة جنين خلال الحكم البريطاني وكانت مقرا للقوات الاردنية حتى استيلاء اسرائيل على الضفة الغربية في عام 1967.
وقال موسى ان اعادة بناء المقاطعة يشبه فتح فصل جديد في تاريخ جنين وهي احدى المدن التي هاجمتها اسرائيل بقوة خلال الانتفاضة.
وقال زكريا الزبيدي القائد الرئيس لكتائب شهداء الاقصى التابعة لفتح في مخيم جنين للاجئين ان اعادة بناء المقاطعة علامة على القوة الفلسطينية.