نيودلهي: وافقت الأحزاب الشيوعيَّة في الهند على أن تشرع الحكومة بإجراء محادثات حاسمة مع الأمم المتَّحدة بشأن الاتّفاقيَّة النوويَّة المثيرة للجدل بين نيودلهي وواشنطن. وقد أحيت هذه الخطوة، التي أقدم عليها الحلفاء اليساريُّون لرئيس الوزراء مانموهان سينج، الآمال بأنَّ المعاهدة لا زالت تنبض بالحياة رغم تأجيل البت بمصيرها بسبب المعارضة الشديدة التي واجهتها.

تهديد اليسار
وكانت أحزاب اليسار قد اعترضت في وقت سابق على المعاهدة حيث هدَّدت بالانسحاب من التَّحالف الحاكم في حال مضت الحكومة قدما في تنفيذ الاتِّفاق، الأمر الذي قد يضطَّر البلاد إلى إجراء انتخابات مبكِّرة.

وقاد مثل ذلك الموقف إلى الاعتقاد بأنَّ سينج قد يُرغم على وضع الاتفاقيَّة على الرَّف رغم وصفه لها بأنَّها quot;علامة فارقة ونقط تحوُّل كبرىquot;.

ستمضي الحكومة في المحادثات وستُقدَّم النتيجة إلى اللَّجنة للنَّظر فيها قبل التَّوصُّل إلى صياغة نهائيَّة لما يتمُّ التوصُّل إليه من توصيات وقال بيان أصدرته لجنة مشتركة، مؤلَّفة من قادة التحالف الحاكم والأحزاب الشيوعيَّة، تعليقا على التطوُّر الجديد: quot;ستمضي الحكومة في المحادثات وستُقدَّم النتيجة إلى اللَّجنة للنَّظر فيها قبل التَّوصُّل إلى صياغة نهائيَّة لما يتمُّ التوصُّل إليه من توصيات.quot;

تكنولوجيا نوويَّة
ويقول مؤيِّدو الاتِّفاقيَّة إنَّها ستمكِّن الهند من الوصول إلى التكنولوجيا والوقود النوويَيِّن للاستخدامات المدنيَّة رغم عدم توقيع نيودلهي على معاهدة منع انتشار الأسلحة النوويَّة.

ومن المتوقَّع في المقابل أن تفتح الهند مفاعلاتها النوويَّة أما المفتشين الدوليين، إلاّ أنَّ الأحزاب اليساريَّة تخشى من أن يعطي الاتِّفاق الولايات المتَّحدة نفوذا أكثر ممَّا ينبغي على السِّياسة الخارجيَّة الهنديَّة.

وكانت الأسابيع الماضية قد شهدت جولات من المماحكة والمساومة بين حزب المؤتمر وحلفائه من أحزاب اليسار بشأن الاتِّفاقيَّة.

فقد أبلغ سينج الصحفيين قبل أسبوعين بأنَّ الاتِّفاقيَّة لم تمُت بعد على الرَّغم من أنَّه تم تأجيلها.

من جهتها، تحرص واشنطن على إتمام الاتِّفاقيَّة قبا انتخابات الرئاسة الأميركيَّة في العام القادم.

قد أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، الشَّهر الماضي أنَّ بلادها ترغب في المضي قدما في تنفيذ الاتفاق مع الهند.

وكان سينج قد أبلغ الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش مؤخَّرا أنَّه يواجه صعوبات في تنفيذ الاتفاق، وكان ذلك أوَّل إشارة واضحة لاحتمال تخلي الهند عن الاتفاق.