بعد أن زار إيران والتقى نجاد
تحريض إسرائيلي على صديق نجاد اليهودي
أسامة العيسة من القدس:
يتعرض رجل دين يهودي، إلى تحريض في إسرائيل، بسبب علاقته مع ما يعتبر عدو إسرائيل الأول الان وهو الرئيس الإيراني احمدي نجاد.وعادت موجة التحريض ضد الحاخام موشيه فريدمان، بعد أن زار، هذا الأسبوع، للمرة الثانية العاصمة الإيرانية طهران والتقى الرئيس نجاد، في الوقت الذي لا تتوقف فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الحديث عن المخاطر النووية الإيرانية على إسرائيل، وابراز تصريحات الرئيس الإيراني الذي يطالب بنقل اليهود من إسرائيل إلى أي مكان آخر في العالم.
وينتمي فريدمان إلى جماعة ناطوري كارتا اليهودية التي لا تؤمن بحق إسرائيل في الوجود، لأسباب دينية، ويتجمع أفرادها في حي مئة شعاريم في القدس الغربية، بالإضافة إلى أماكن أخرى في العالم مثل الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.ويعيش فريدمان في النمسا، كرئيس لجماعته، ويعتبر أحد ابرز المناهضين للفكر الصهيوني في أوروبا، حيث ينظم وينشط في تجمعات ضد سياسات إسرائيل والصهيونية، ولا يكف عن خوض المعارك من اجل أفكاره.
وكانت صور فريدمان تصدرت وسائل الإعلام العالمية، عندما شارك مع خمسة آخرين من رجال ناطوري كارتا في مؤتمر إنكار المحرقة النازية الذي دعا إليه ورعاه نجاد، في طهران العام الماضي.
وأدت هذه المشاركة إلى تسليط الضوء اكثر على جماعة ناطوري كارتا، داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، وسط تحريض غير مسبوق على الجماعة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي وصلت إلى حد طرح تساؤلات من قبل المعلقين الإسرائيليين إذا ما كانوا هؤلاء الذين يصادقون نجاد ويقفون معه وينكرون المحرقة هم يهودا أصلا.
ولم يكن جميع يهود ناطوري كارتا ممن شاركوا في ذلك المؤتمر من إسرائيل، ولكن من دول أخرى، وأدى نشر صورهم مع احمدي نجاد في تلك المناسبة، إلى ردات فعل غير متوقعة من المجتمعات التي يعيشون بها مثل النبذ، والتهديد بالمحاكمة، لان إنكار المحرقة في بعض البلدان التي يعيشون فيها يعتبر مخالفة قانونية، تستوجب المحاكمة.ورغم الصعاب التي واجهها رجال ناطوري كارتا، إلا أن موشيه فريدمان، أراد إعادة الكرة مرة أخرى، فوصل إلى إيران، لزيارة صديقه نجاد، وقال فريدمان للصحافيين، بان زيارته بمثابة رسالة من اجل السلام بين المسلمين واليهود.
وقال نجاد بأنه يشاطر فرديمان رؤيته لاحلال السلام بين اليهود والمسلمين، واشار إلى انه عندما تصبح القدس خالية من الصهيونية، فان بإمكان المسلمين واليهود الصلاة معا فيها، وهو ما يؤيده فريدمان، المعادي للصهيونية، ويعتبرها الخطر الأكبر على اليهودية.

وفي وجه حملة التحريض الجديدة ضد فريدمان في إسرائيل، دافع يسرائيل هيرش من جماعة ناطوري كارتا، عن زميله فريدمان قائلا بان الأخير ذهب إلى طهران وسيظهر في التلفزيون الإيراني لتوضيح الفرق بين الصهيونية واليهودية، وهو ما يؤمن به أفراد الجماعة بشدة، الذين يعتبرون الصهيونية وبالا على اليهود، وجالبة للكوارث والدمار لهم ولغيرهم.
ويذكر بان فريدمان، محاور معروف في اللقاءات التي تنظم للحوار بين أصحاب الديانات المختلفة، أو بين الحضارات، ولديه أسلوبه الخاص ولغته في هذه المحاورات.وخاض قبل ثلاث سنوات معركة، كي لا يتم إطلاق اسم مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هيرتزل، على إحدى الساحات الرئيسة في العاصمة النمساوية فيينا، بمناسبة الذكرى المئوية الاولى لوفاة هيرتزل.
ونجح فريدمان في جعل بلدية فيينا، تتراجع عن إطلاق اسم مؤسس الحركة الصهيونية على ساحة البريتنا، في العاصمة النمساوية، وان كان فشل في الحيلولة دون إطلاق الاسم على ساحة أخرى.
وفتح فريدمان معركة مع الحكومة النمساوية، مشيرا إلى انه لديه وثائق، تؤكد دعم هذه الحكومة لحركة كاخ اليهودية المحظورة في إسرائيل، باعتبارها جمعية يهودية تبني وحدات استيطانية ليهود هاجروا من دول الاتحاد السوفييتي السابق إلى إسرائيل، مما يعتبر مخالفة لموقف دول الاتحاد الأوربي المناهض للاستيطان في الأراضي المحتلة عام 1967.
وأدى ذلك إلى مسائلات قضائية، لم تمنع فريدمان من التمسك بمواقفه، مشيرا الى أن رد الحكومة النمساوية بان دعم حركة كاخ، تم بدون قصد، لا يمنع محاسبتها.ويؤكد فريدمان دائما، بأنه يمتلك وثائق، على ضلوع الحركة الصهيونية في تأييد سياسات هتلر ضد يهود أوروبا، وينوه دائما بان الحديث عن مقتل ستة ملايين يهودي في المحرقة النازية هو بمثابة هراء وكذب.
وخاض معركة قضائية مع جماعات يهودية أخرى في النمسا، بعد أن أكد بأنه يملك وثائق عن تعاون، رؤساء الجالية اليهودية في هذا البلد مع النازية ابان الحرب العالمية الثانية.ويعتبر أفراد ناطوري كارتا الذين يعيشون في إسرائيل، أنفسهم فلسطينيين، وكان الحاخام موشيه هيرش الذي يوصف بأنه وزير خارجية هذه الجماعة ارتبط بعلاقات وثيقة مع ياسر عرفات، رئيس السلطة الفلسطينية الراحل وطلب منه تعيينه وزيرا في الحكومة الفلسطينية عقب تأسيس السلطة الفلسطينية، إلا أن عرفات رفض، لتجنب أية اشكالات إضافية مع إسرائيل.
وعندما دخل عرفات في غيبوية مرضه المميت، في أحد مشافي باريس، رابط أعضاء من ناطوري كارتا أمام المشفى على مدار الساعة، وبعد وفاته، شارك وفد منهم في مراسم الدفن والعزاء، واعلنوا تأييدهم لخلفه محمود عباس (أبو مازن).