نبيل شرف الدين من القاهرة : توصلت الأنشطة السياسية العربية خلال الأيام الأخيرة قبيل أيام على انطلاق مؤتمر السلام الدولي، الذي سيعقد في وقت لاحق من هذا الشهر بمدينة quot;أنابوليسquot; الأميركية، ففضلاً عن المحادثات التي أجراها الرئيس المصري حسني مبارك يوم الثلاثاء في شرم الشيخ مع إيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل، والمشاورات التي أجراها يوم أمس الأربعاء مع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، بصفته مبعوثًا خاصًا للجنة الرباعية الدولية، فقد استضاف منتجع شرم الشيخ المصري اليوم قمة ثلاثية ضمت كلاً من الرئيس المصري والعاهل الأردني ورئيس السلطة الفلسطينية.

وتأتي هذه الاتصالات والمشاورات المكثفة في مسعى حثيث لتنسيق المواقف العربية قبيل مؤتمر ''أنابوليس'' بالولايات المتحدة في وقت لاحق من الشهر الجاري، أخذًا في الاعتبار أن الخلافات في المواقف التي يثيرها هذا المؤتمر، إضافة إلى التسريبات التي تظهر بشأن الغرض منه، وما يمكن أن ينتهي إليه، وما تسعى إسرائيل إلى تحقيقه من خلاله، وغيرها من العناصر وثيقة الصلة.

الوزاري العربي

كما عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعًا تشاوريًا مساء اليوم بمقر الجامعة العربية تمهيدًا للاجتماع الطارئ (الرسمي) الذي يعقد يوم غد الجمعة بحضور رئيس السلطة الفلسطينية، لتحديد الموقف النهائي من طبيعة وحجم المشاركة في مؤتمر أنابوليس.

وخلال مؤتمر صحافي عقده في ختام أعمال القمة، قال سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة المصرية إن القمة الثلاثية لم تنطلق من فراغ وأن هناك تنسيقًا مستمرًا بين القادة العرب للوصول إلى موقف عربي موحد يساهم في إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية.

وقال المتحدث الرئاسي المصري إن القادة العرب تبادلوا خلال قمتهم في شرم الشيخ المعلومات حول الاتصالات التي أجروها خلال الأيام الأخيرة مع الإطراف الدولية المختلفة بشأن مؤتمر انابوليس المرتقب.

وتعقيبًا على تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بوقف علميات الاستيطان، قال عواد إن quot;أولمرت تحدث عن وقف الاستطيان وهو مطلب عربي قديم، وعلينا أن نصدق إلى أن يثبت العكسquot;، معربًا عن أمله في أن تتقدم المفاوضات بين الجانبين بشكل يسمح بقيام دولة فلسطينية مستقلة.
ومضى عواد قائلاً: quot;إن هناك حديثًا الآن في واشنطن وبين أطراف الرباعية الدولية حول مرجعية خارطة الطريق، إن على الجميع أن يعوا أن الالتزام بخارطة الطريق يجب أن يتم من قبل الجانبين، ومن أهم بنود هذه الخارطة هو وقف النشاط الإستيطاني وإزالة المستوطنات غير القانوينة والعشوائيةquot;، مشيرًا إلى وجود اقتراح بأن تعقد اجتماعات لاحقة تتابع اجتماع أنابوليس في عواصم دولية وعربية وتستعرض التقدم بين الجانبين وتناقش العقبات التي تعترض التفاوض وتحاول مد يد المساعدة بين الجانبين.

إسرائيل والعرب

وتابع عواد قائلاً إن القمة الثلاثية تمحورت حول الاجتماع المقبل للسلام في مدينة أنابوليس، وأضاف : quot;أستطيع القول إن هذه القمة الثلاثية شهدت تبادلاً بين الرئيس مبارك والعاهل الأردني ورئيس السلطة الفلسطينية حول نتائج الاتصالات التي أجراها كل من القادة الثلاثة مع الأطراف الإقليمية فيما يتصل بهذا الاجتماع ، وكان هناك تطابق في وجهات نظر الزعماء الثلاثة في ما يتعلق باجتماع أنابوليس ، وأنه يفسح مجالا لكثير من التفاؤل بأن يأتي محققا لتطلعات الشعب الفلسطيني والعربي إزاء عملية السلام .

وأشار إلى ان العرب سيشاركون في مؤتمر انابوليس للتعبير عن وجهة نظرهم، مضيفا أنه quot;علينا ألا نقفز إلى إستنتاجات أو وضع انطباعات مسبق عما يمكن أن يحققه هذا الاجتماع، وذلك لأنه لم ينعقد بعدquot; .

وأوضح عواد ان التجارب في التعامل مع إسرائيل دائمًا ما ترفع علامات إستفهام عديدة حول مدي جديتها ولكن الموضوعية تقتضي ألا نستبق مواقف الاطراف أو الحكم عليها quot;، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أكد خلال تواجده بشرم الشيخ أنه لن يتوانى في التعرض للقضايا الجوهرية المشتركة مع الفلسطينيين.