بكين: قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم ان بلاده تقدر عاليا دور الصين البناء فى الشؤون الدولية وبخاصة اسهاماتها الايجابية في القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية وقضية دارفور.

وقال ساركوزي ان quot;بلاده والصين يتمتعان بعلاقات سياسية وثيقة جدا وعلاقات اقتصادية مفعمة بالنشاطquot;. كما شجع المزيد من الشركات الفرنسية على الاستثمار في الصين واستكشاف التعاون الذى يحقق الكسب المتكافىء مع نظرائهم الصينيين مبديا ثقته في مستقبل التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والمجالات الاخرى.

وكان الرئيس الفرنسي قد وصل الى بكين بعد ظهر اليوم يرافقه في حدث غير اعتيادي والدته اندريه مال وهي اول زيارة دولة يقوم بها الى الصين منذ تقلده منصبه في مايو الماضي.

على صعيد متصل ذكرت وكالة الانباء الصينية (شينخوا) ان ساركوزي قام قبل وصوله الى بكين برحلة قصيرة الى العاصمة الامبراطورية السابقة شيان فى شمال غرب الصين لزيارة متحف تماثيل المحاربين والخيول الصلصالية المشهور عالميا.

وبعد الظهر استقبل وزير الخارجية الصينى يانغ جيه تشى ساركوزى الذى يرافقه وفد يتكون من 200 عضو من مسئولى الحكومة ومنظمى الاعمال والصحفيين استقبالا حارا فى المطار الدولى للعاصمة بكين.

ومن المنتظر ان يبحث الرئيس الفرنسي خلال زيارته الى الصين عدد من القضايا الهامة وفي مقدمتها توقيع سلسلة من العقود قد تتجاوز قيمتها العشرة مليارات يورو . والعقد الاهم بينها يتعلق ببيع الصين مفاعلين نوويين يعملان بتكنولوجيا الماء الثقي من مجموعة (اريفا) الفرنسية اضافة الى الوقود الضروري لتشغيلهما بحسب ماافات وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاغارد فان القضية quot;تجري وفق افضل الظروفquot;.

اما المسار التجاري المهم الاخر فيتعلق باحتمال بيع الصين طائرات ايرباص وفي 2006 كان الرئيس جاك شيراك وضع اللمسات الاخيرة على طلبية صينية لشراء 150 طائرة ايرباص quot;ايه320quot;.

quot;ساركوزي زعيم غربي نادرquot;

و بحسب البي بي سي فان الصين ستكون شديدة الحرص على التخفيف من خلافاتها مع فرنسا، فهي سترغب بمكافأة ساركوزي كزعيم غربي quot;نادرquot;، كونه لم يستضف مؤخرا الدالاي لاما، الزعيم الروحي للتيبيت، والذي تعتبره الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها.

وكانت المحطة الأولى في زيارة ساركوزي، التي تستغرق ثلاثة أيام، هي مدينة زيان التاريخية، العاصمة القديمة للبلاد في عهد الامبراطور كوينشي هوانجيدي الذي يعتبر أول من وحَّد الصين في القرن الثاني قبل الميلاد.

وبعد زيارة للمعالم التاريخية في المدينة يتوجه ساركوزي الى بكين، حيث يحضر حفل عشاء يقيمه على شرفه نظيره الصيني هو جنتاو الذي سيلتقي برجال الأعمال الفرنسيين المرافقين ويبحث معهم سبل تطوير الاستثمارات المتبادلة بين البلدين.

ويضم الوفد المرافق لساركوزي في الزيارة سبعة وزراء، إضافة إلى أربعين من كبار رجال الأعمال الفرنسيين. وسيجرى للرئيس الفرنسي استقبال رسمي في بكين يوم الاثنين يبدأ بعده الجزء الرسمي من الزيارة، بحيث يختتم ساركوزي زيارته في مدينة شنغهاي.