طرابلس: قتل شخصان وجرح ستة اخرون مساءالثلاثاء في اشتباكات وقعت في طرابلس (شمال لبنان) بين انصار جماعة اسلامية من المعارضة اللبنانية واخرين تابعين لزعيم تيار المستقبل سعد الحريري، على ما افادت الشرطة.

وهو اول حادث خطير منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود منتصف ليل الجمعة السبت وبقاء مركزه شاغرا حيث ان مجلس النواب فشل في انتخاب خلف له. وتبادل عناصر من حركة التوحيد الاسلامي (سنية اصولية مقربة من سوريا) وعناصر من افواج طرابلس وهي مجموعة شكلت حديثا مؤيدة للحريري، احد زعماء الغالبية البرلمانية، اطلاق النار في حي ابي سمرا في طرابلس على ما اوضحت الشرطة.

وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن مقتل نواف حيدر من حركة التوحيد وجرح سبعة اشخاص اخرين بينهم راشد ياسين من افواج طرابلس الذي قضى متأثرا بجروحه. وقد ادخل الجرحى المستشفى وفق المصدر ذاته الذي اوضح ان الجيش انتشر بعدها في المنطقة وان الهدوء عاد اليها.

ويشهد لبنان توترا متزايدا مع فراغ في سدة الرئاسة اثر انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود منتصف الجمعة الماضي وفشل المجلس النيابي في انتخاب خلف له. ويخشى الكثيرون ان تتطور الازمة الى اعمال عنف جديدة في بلد مزقته حرب استمرت من 1975 الى 1990.

تيار المستقبل دعا الجيش للقيام بمسؤولية حفظ الامن

من حانبه ابدى تيار المستقبل في الشمال استنكاره لحادث اطلاق النار الذي حصل كما ابدى اسفه للضحية التي سقطت والاصابات التي اسفر عنها واعتبر اللجوء الى حمل السلاح امرا غير مقبول وتهديدا مباشرا لاستقرار المدينة وامن اهلها.

ودعا التيار الجهات الامنية المختصة لا سيما الجيش اللبناني للقيام بمسؤولية حفظ امن المواطنين واتخاذ الاجراءات التي توفر كل مقومات السلامة العامة ومنع تجاوز القوانين في المدينة.

واكد التيار استمراره في الاتصالات والجهود المبذولة في اطار اللقاء اللبناني الموحد والتي بدأت منذ مدة للحفاظ على وحدة الصف والموقف والعمل على رفض كل محاولات الاخلال بالامن واستعمال العنف كوسيلة لتحقيق الاهداف السياسية.

الهيئات الاسلامية تطالب برفع الغطاء عن الطرف المعتدي

وبدعوة من قيادة الجماعة الإسلامية في الشمال تداعى إلى مركز الجماعة الإسلامية مختلف أطياف حركات الساحة الإسلامية في الشمال وبداية تحدث مسؤول الجماعة الإسلامية في الشمال أحمد خالد فدعى كافة الأطراف والقوى الإسلامية والوطنية في الشمال لضبط النفس لأن quot;الحدث الذي وقع مؤسف ومستنكر ودعى إلى ضرورة حل إيجابي للإشكال وضرورة الوصول إلى نهايات مرضية لكافة الأطراف المعنية خصوصا أن الإشتباك في هذه الأيام وخلال هذه الظروف التي يشهدها لبنان سيساهم في تأزيم الأوضاع ودعى إلى ضرورة سحب فتيل الأزمةquot; .

ومن ثم تلا المسؤول السياسي للجماعة في الشمال عزام الأيوبي البيان الختامي عن الإجتماع الذي جاء على الشكل التالي:

1.يستنكر المجتمعون الإعتداء الدموي الذي حصل في محلة أبي سمراء والتي سقط بنتيجتها الشهيد نواف حيدر من حركة التوحيد الإسلامي وعدة جرحى آخرين، والذي يشتم منه رائحة السعي إلى إحداث فتنة ترفضها الساحة الإسلامية بكل أشكالها.
2.يطالب المجتمعون كل القوى المعنية، مباشرة أو بشكل غير مباشر بهذا الحادث، أن ترفع الغطاء عن الطرف المعتدي والمتسبب بالإشكال، وإتاحة الفرصة أمام المؤسسات القضائية والأمنية لإلحاق الحق والإقتصاص من المذنبين والحفاظ على أمن أهلها في هذه المنطقة العزيزة وسط المرحلة الدقيقة والخطيرة التي يمر بها الوطن.
3.يؤكد المجتمعون على وحدة الساحة الإسلامية في مواجهة أي محاولة لإستخدامها وقوداً في معارك الآخرين، أو أن تكون نقطة ضعيف في المعادلة السياسية اللبنانية.
4.يذكر ممثلو الحركات والهيئات الإسلامية بأنهم كانوا السابقين إلى إعلان وثيقة حرمة الدماء، والتعهد بحفظها داخلياً وخارجياً، وأنهم لا يزالون ملتزمين بها، مع الإصرار على المطالبة بالضرب على يد أي معتدِ على دماء الناس أياً كانت انتماءاته لأن هذا الإلتزام هو قناعة وإيمان وليس ضعفاً أو جبناً.

كبارة: الحادث المؤسف هو امر مرفوض

وعلى اثر احداث اليوم ادلى عضو التكتل الطرابلسي النائب محمد كبارة بالتصريح التالي: quot;ان الحادث المؤسف الذي وقع اليوم في مدينة طرابلس هو امر مرفوض جملة وتفصيلا. لاننا لا يمكن ان يتحول الحوار الى حوار بالسلاح تكون نتائجه وخيمة على الجميع، وسيدفع المواطنون الابرياء والطرابلسيون الثمنquot;.

وأضاف quot;لقد سعينا مع كل الافرقاء في طرابلس من اجل صيانة الامن وتجنيب المدينة كل ما من شأنه ان يعكر هدوءها وسلمها الاهلي. نحن نؤمن ونؤكد ان طرابلس عصية على الفتن ولن تنجر الى المنزلقات الخطرةquot;. وقال كبارة quot; اننا نشدد على اعتبار اشكال اليوم حادثة فردية، وندعو الى تسليم الامر للسلطات القضائية المختصة من اجل وأد الفتنة ومنع المصطادين في الماء العكر من تحقيق غاياتهمquot;.