أسامة مهدي من لندن: اعتبرت هيئة علماء المسلمين العراقية السنية إعلان النوايا العراقي الاميركي الاخير فضيحة ورهن لمستقبل العراق وثرواته وقالت ان الرئيس الأميركي يحيي بهذه الخطوة الخراب في البلاد ويدعم مؤسسات التدمير ويصنع لهؤلاء الذين أتى بهم دكتاتورية يباركها لهم بترسيخ وجودها وتقديم الدعم لها وأدانت هذا الاعلان لانه كما قالت يتجاهل إرادة الشعوب والمواثيق الدولية وينتهك حقوق الإنسان العراقي .
واضافت الهيئة المعارضة للوجود الاميركي في العراق وللعملية السياسية الحالية والحكومة المنبثقة منها في بيان اليوم ان اتفاق النوايا الذي وقعه رئيس الوزراء نوري المالكي مع الرئيس الاميركي جورج بوش امس الاول انه في الوقت الذي أعرب فيه الرئيس الأميركي أكثر من مرة عن شعوره بالإحباط من المالكي وصدرت تقويمات من قادته العسكريين الذين يعول عليهم دائماً ويقول إنهم من يقرر ماذا نفعل وليس السياسيين في واشنطن بأن المالكي يشكل تهديداً يواجه جهود واشنطن في العراق أكثر من تنظيم القاعدة والميليشيات المدعومة من إيران، وبأنه ومن معه من الزعماء السياسيين ليسوا على اطلاع بهموم المواطن العراقي العادي، وأنهم لا يخرجون إلى الشوارع وليسوا على دراية بما يجري على الأرض .. وفي الوقت الذي صدر فيه تقرير أميركي رسمي يفيد بأن الحكومة العراقية برئاسة المالكي ينخرها الفساد إلى حد يعطي انطباعاً بأنه سيقضي على موارد البلاد كلياً وأن مكتب المالكي تدخل أحياناً لإغلاق تحقيقات فتحت بحق سياسيين متحالفين مع الحكومة .. فإنه في الوقت نفسه يسمح بوش لنفسه أن يبحث في غرفة مغلقة اتفاقات ذات مساس بسيادة العراق والمصالح العليا له، مع هذا الزعيم المصنوع الذي وصف بكل الأوصاف السابقة والذي رد بدوره على المعترضين على اتفاقه هذا بأنه كرئيس للوزراء وقائد عام للقوات المسلحة يحق له إبرام اتفاقيات والتوقيع عليها.
واشارت الى quot; أن الرئيس الأميركي بهذه الخطوة يحيي الخراب في البلاد، ويدعم مؤسسات التدمير، ويصنع لهؤلاء الذين أتى بهم دكتاتورية يباركها لهم بترسيخ وجودها وتقديم الدعم لها والاعتراف بها كجهة ممثلة لشعب سحقت جنوده كل معاني الحرية فيه، وغيبت قواه الحقيقية المعبرة عن إرادته صدقاً، ويبيع العراق بيع مسود لسيد، لا هم له إلا أن يبقى في السلطة، وهو مستعد ليفرط في سبيل ذلك بكل البلاد ثمناً ما دام أنه يفرط بما ليس له، ويبيع ما لا يملكquot; . وقالت إن تضمين هذه الوثيقة دعم الحكومة الحالية وأجهزتها الأمنية المتورطة في قتل أبناء الشعب العراقي وتعذيبهم في أقبية سجونها وممارسة التطهير العرقي والطائفي بحقهم بشهادة منظمات دولية لحقوق الإنسان، وتقديم العون لها لتصفية أعدائها مثل المقاومة العراقية المشروعة، واحترام الدستور الحالي - أصل المشكلة بعد الاحتلال - وصيانته والوقوف بحزم أمام أي محاولة لتعطيله أو تعليقه أو تجاوزه، واعتبار العراق دولة أَولى برعاية الولايات المتحدة الأميركية على الصعيد الاقتصادي، وتمهيد السبيل لعقد اتفاقات أمنية وعسكرية طويلة الأمد وغير ذلك، إنما هو رهن للعراق ومستقبله وثرواته بيد جلاديه، وهي فضيحة بكل ما لهذه الكلمة من معانٍ وأبعاد على حد قولها .
وأدانت هيئة علماء المسلمين هذه الوثيقة واعتبرتها باطلة لا قيمة لها ولا تساوي الحبر الذي كتبت به .. مؤكدة ان الشعب العراقي بكل قواه الوطنية ومقاومته الشرعية وفئات شعبه الرافضة للاحتلال الأميركي لن يعترف بأي اتفاق يبرم في ظل الاحتلال يمس سيادة العراق ومصالحه العلياquot; . ودعت الرئيس الاميركي quot; ومن معه أن يكفوا عن تجاهل إرادة الشعوب والمواثيق الدولية وانتهاك حقوق الإنسان العراقي وأن يفكروا بدلاً من ذلك بالتكفير عن خطيئتهم بحق هذا الشعب والاعتراف بما سببوه له من قتل ودمار ونهب للثرواتquot; كما قالت .
ووقع العراق الاثنين الماضي إعلان مبادئ لعلاقة تعاون وصداقة طويلة الامد مع الولايات المتحدة الاميركية تضمن في احد بنوده أن تتولى الحكومة العراقية تأكيدا لحقها الثابت بقرارات مجلس الامن الدولي طلب تمديد ولاية القوات المتعددة الجنسيات للمرة الاخيرة واعتبار موافقة مجلس الامن على اعتبار الحالة في العراق لم تعد بعد انتهاء فترة التمديد تشكل تهديدا للسلام والامن الدوليين وما ينتج من ذلك من انهاء تصرف مجلس الامن بشأن الحالة في العراق وفق الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة بما يعيده الى وضعه الدولي والقانوني السابق لصدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 661 في اب 1990 ليعزز الاعتراف والتأكيد على السيادة الكاملة للعراق على اراضيه ومياهه واجوائه وسيطرة العراق على قواته وادارة شؤونه واعتبار هذه الموافقة شرط لتمديد القوات.