اسلام اباد، وكالات: أعرب الرئيس الباكستاني برويز مشرف اليوم بعد تخليه عن منصبه كقائد للجيش عن استعداده للإستقالة من رئاسة البلاد في حال خلقت الإنتخابات المقبلة وضعا quot;غير مقبولquot; بالنسبة اليه. وقال الرئيس مشرف في مقابلة مع قناة أجنبية نشرت هنا اليوم quot;اذا تطور الوضع بشكل غير مقبول على الاطلاق بالنسبة لي فلدي خيار المغادرةquot;.

واكد ان التدابير التي اتخذها مثل فرض حالة الطوارئ كانت استجابةإلى quot;تكتيكات المعارضةquot; محملا quot;الولايات المتحدة الاميركية وغيرها من الدول الغربية المسؤولية الجزئية للازمة السياسية الراهنة في البلادquot;. وردا على سؤال قال انه ينبغي على واشنطن إلقاء اللائمة على سياساتها الخاصة والمتضاربة ولفشلها في تحقيق النتائج المرجوة في الحرب ضد الارهاب موضحا انه quot;اذا كان هناك فشل فان سببه ليس باكستانquot;.

واوضح ان باكستان ما تزال تناضل ضد التطرف والارهاب منذ 30 عاما مضيفا quot;اننا نحارب الارهاب في كل مكان ... لقد مرت 30 عاما من الاضطرابات ونحن نتعاون بشكل جيد جدا لذا فانه اذا كان هناك فشل فهو ليس فشل باكستانquot; واختتم بالقول quot;رجاء عدم اتهامناquot; بالفشل متهما في الوقت نفسه quot;الولايات المتحدة بغض النظر عن الارهاب حتى الحادي عشر من سبتمبر 2001 فيما تولت باكستان وحدها التعامل مع ذلك الوضع منذ 12 عاماquot;.

لقاء بين بينظير بوتو ونواز شريف الإثنين

يلتقي رئيسا وزراء باكستان السابقان المعارضان بينظير بوتو ونواز شريف الإثنين للبحث في الإستراتيجية المنوي اعتمادها خلال الإنتخابات التشريعية والإقليمية المقررة في الثامن من كانون الثاني/يناير، على ما اعلن حزباهما. واعلنت بوتو ان حزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه سيشارك في الانتخابات في حين ان شريف اعرب عن نيته مقاطعتها.

وقال رجا ظفر الله احد المسؤولين في حزب نواز شريف، الرابطة الاسلامية الباكستانية-نواز، quot;سيعقد ريف اجتماعا مع بوتو الاثنين في اسلام ابادquot;. واكد فرحة الله بابار الناطق باسم بوتو اللقاء. وهو سيكون اول لقاء بين رئيسي الوزراء السابقين منذ عودتهما من المنفى.

واعلن نواز شريف الخميس ان تحالفا من احزاب المعارضة قرر مقاطعة الانتخابات التشريعية والاقليمية في الثامن من كانون الثاني/يناير في باكستان وانه سيحاول إقناع احزاب اخرى بالمقاطعة. وقال شريف الخميس quot;نرفض اعلان رفع حالة الطوارئquot; في 16 كانون الاول/ديسمبر quot;نطالب بعودة الوضع الى ما كان عليه في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبرquot; اي قبل فرض حالة الطوارئ.

وهذا يعني اعادة المحكمة العليا الى التشكيلة التي كانت عليها. وكانت المحكمة تستعد على ما يبدو عند فرض حالة الطوارئ الى اعلان عدم شرعية اعادة انتخاب مشرف في السادس من تشرين الاول/اكتوبر من قبل البرلمان والجمعيات الاقليمية المنتهية ولايتها. وقد ادى الرئيس مشرف اليمين الدستورية كرئيس مدني هذه المرة غداة استقالته من قيادة الجيش. ويحكم مشرف البلاد منذ ثماني سنوات. وتعهد في اليوم ذاته رفع حالة الطوارئ في 16 كانون الاول/ديسمبر. لكن الاقتراع الرئاسي الذي جرى في السادس من تشرين الاول/اكتوبر تعرض لعدة طعون قبل ان تقوم المحكمة العليا باعلان شرعية انتخاب مشرف بعدما عمد هذا الاخير الى اقالة قضاة منها مناهضين له وتعيين قضاة اخرين مؤيدين له.

الانتخابات والانقسامات

ويسود الانقسام المعارضة حول خيار خوض الانتخابات المقرر إجراؤها في الثامن من كانون الثاني/يناير المقبل. فقد أعلن كل من بينظير بوتو رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة حزب الشعب ومولانا فضل الرحمن زعيم جماعة علماء الإسلام عزمهما المشاركة في الانتخابات. فيما أعلن نواز شريف رئيس الوزراء السابق الذي أطاح به الرئيس برويز مشرف في انقلاب عام 1999 أن تحالف أحزاب المعارضة بقيادة حزب الرابطة الإسلامية سيقاطع الانتخابات. كما أعلن المقاطعة أيضا قاضي حسين أحمد زعيم الحلف الإسلامي الأصولي متحدة مجلس الأمل.

وجاءت إعلانات المشاركة والمقاطعة في الانتخابات في أعقاب تصريح الرئيس الباكستاني برويز مشرف بأنه سيقوم برفع حالة الطوارئ في 16 كانون الأول/ديسمبر. وعللت بوتو قرارها في مقابلة هاتفية مع وكالة الأنباء الفرنسية بأنها ترى أنه لا بد من خوض الانتخابات لفرض إجرائها بطريقة حرة ونزيهة، أو للتدليل للعالم أنه تم تزويرها.

بينما أعرب شريف عن عزمه الدعوة إلى عقد اجتماع مع الأحزاب الأخرى بما فيها حزب بوتو لإقناعها بمقاطعة الانتخابات، حتى تكون المقاطعة فعالة. وكان نواز شريف يتحدث للصحافيين في مدينة لاهور شرق باكستان بعد اجتماع لحركة الأحزاب الديمقراطية. وقال شريف إنه سيتحدث شخصيا إلى بوتو وإلى مولانا فضل الرحمن زعيم جماعة علماء الإسلام المؤيدة لحركة طالبان لإقناعهما بوجهة نظره.

كما أعلن قاضي حسين أحمد رئيس الجماعة الإسلامية والذي يترأس تحالفا من 6 أحزاب إسلامية باكستانية أنه سيحاول هو الآخر إقناع فضل الرحمن وغيره من الأحزاب الأخرى بمقاطعة الانتخابات. غير أن فضل الرحمن أصر على أنه سيشارك في الانتخابات، وأضاف أنه سيناقش الأمر إذا ما دعا أحمد إلى اجتماع.