حزب طالباني يتولى رئاسة حكومة كردستان نهاية الشهر الحالي
كركوك... التركمان يقاطعون على الرغم من اتفاق العرب والأكراد
أسامة مهدي من لندن :
أكدت المجموعة التركمانية في مجلس محافظة كركوك العراقية الشمالية إصرارها على الإستمرار في مقاطعة نشاط المجلس، على الرغم من اتفاق الكتلة العربية مع الكردية على عودتها إلى المجلس... بينما يستعد الإتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني لتولي رئاسة حكومة اقليم كردستان بنهاية الشهر الحالي التي يتولاها الحزب الديمقراطي الكردستاني ممثلاً بعضو قيادته نجيرفان بارزاني منذ أيار (مايو) عام 2006.
فقد أعلنت المجموعة التركمانية في مجلس محافظة كركوك الذي يضم 41 ممثلاً للتركمان والأكراد والعرب استمرارها في مقاطعة اجتماعاته حتى تقبل الأطراف الأخرى بالبدء بالتفاوض على مطالب تقدمت بها، مؤكدة أنها في حل من اي اتفاقات سابقة. وقالت المجموعة في بيان اليوم quot;يعلم الكل من أهالي محافظة كركوك وأشقائهم من مواطني جمهورية العراق أن المواطنين التركمان كانوا السباقين إلى المناداة بوحدة وسيادة العراق والحفاظ على مصالح محافظة كركوك بكافة قومياته ومكوناته رافضين على الدوام مبدأ الانفراد بالقرار والتصرفات الاستعلائية من أي كانquot;. وأوضحت انها سبق وان قاطعت اجتماعات مجلس محافظة كركوك quot;لحين التثبت من إجراءات حسن النية وسيادة مبدأ احترام الغير وعدم التفرد بالقرارquot;. واشارت الى ان المجلس لا يستجيب حاليًا الى quot; ابسط المطالبات المشروعة لمكونها الرئيس التركمانquot;.
وأوضحت أن هذه المطالب تكمن في ضرورة تلبية مطالب التركمان من قبل قائمة كركوك المتآخية الكردية بالإتفاق على إدارة مشتركة لكركوك، وإعتبار اللغة التركمانية لغة رسمية ثالثة بعد العربية والكردية لأن التركمان، وبحسب ما نص عليه الدستور العراقي، هم القومية الثالثة في العراق. وأكدت أن كركوك لا يمكن حكمهما من دون مكوناتها الأساسية التركمان والأكراد والعرب والكلدو اشوريين. كما تطالب المجموعة بتقاسم المناصب الادارية في المحافظة بين هذه المكونات. وشددت بالقول quot;إننا نعلن للملء بأننا لسنا طلاب وظائف حكومية أو مناصب نقنع بها لتغيير مبادئنا بل نريد الخير لكل مواطني كركوك دون استثناء، ولذلك فإننا نرى أي اتفاقية لا تشمل كل مكونات المحافظة اتفاقية غير متكاملة ولا تخدم الهدف الأساسي إلا إذا كان الغرض منه الادعاء بعدم وجود التركمان في المحافظة وليس ذلك بغريب علينا فقد قامت الأنظمة السابقة بتجربة ذلك دون القضاء على الزخم الجماهيري للمواطنين التركمان في هذه المحافظة الصامدةquot;.
وقالت إنه لذلك، quot;مقاطعتنا لإجتماعات المجلس مستمرة إلى أن يلبى جوهر مطالباتنا المشروعة للرجوع إلى التفاوض، ونرى أنفسنا إزاء هذا التطور في حل من أي اتفاقات سابقة حيث سنقوم بالاستمرار في الدفاع عن حقوق المواطنين التركمان، ونعرض مطاليبنا الجوهرية التي نراها مناسبة متوخين التثبت من حسن النية في التعامل مع هذه المطالبquot;.
ويأتي هذا الموقف بعد يوم من اتفاق المجموعتين العربية والكردية في مجلس محافظة كركوك

بحضور هاوارد كيغان ممثل القنصلية الأميركية على أن تتولى قائمة التجمع الجمهوري العربية منصبي نائب المحافظ، ونائب رئيس مجلس المدينة. كما تم الإتفاق على المقترح الخاص بالإدارة المشتركة quot;مدراء عامون، مدراء، مدراء اقسام، موظفون وعمالquot; بنسبة 32% للقوميات الرئيسية الثلاث الكردية والتركمانية والعربية و 4% للكلدوآشور والأرمن والصابئة وذلك بمصادقة مجلس المحافظة واتخاذ قرار بشأنها ومن ثم تشكيل وفد من المجلس والمحافظة لطرح الموضوع على مجلس الوزراء لإتخاذ الاجراءات التنفيذية ويكون التطبيق على مراحل.
وتم الاتفاق كذلك على انهاء مشكلة المعتقلين بشكل قانوني ونقل الدعاوى إلى محاكم كركوك على ان تكون مهمة استلام المطلق سراحهم من قبل لجنة البحث عن المعتقلين والمفقودين المنبثقة عن المجلس حصرًا وتشكيل وفد من مجلس المحافظة لزيارة المعتقلين في محافظتي السليمانية واربيل دعمًا لعمل اللجنة. وتشكيل مديرية أمن وطني من مكونات شعب كركوك وفق النسب التي يتفق عليها وأعادة الاجهزة الأمنية غير الرسمية في كركوك إلى المناطق التي استقدمت منها... والكف عن ظاهرة الإعتقالات غير الرسمية وغير القانونية والتي تجري من قبل جهات غير رسمية. وتم الإتفاق ايضًا على تشكلية مجلس مدينة كركوك من 21 عضوًا، وتوزيعهم بين القوميات كالآتي: 6 أكراد، 6 عرب، 6 تركمان مع ثلاثة اعضاء يمثلون :1 كلدوآشور، 1صابئة، 1 أرمن.
وكان العرب والتركمان قد علقوا عضويتهم في مجلس محافظة كركوك في نيسان (ابريل) عام 2005 بسبب خلافات مع القائمة الكردية في المجلس.
ويضم مجلس محافظة كركوك 41 عضوًا منتخبًا تشغل قائمة كركوك المتآخية quot;الكرديةquot; 26 مقعدًا منها وهي القائمة التي شكلها الحزبان الكرديان الرئيسان الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني.. بينما يشغل العرب ثمانية مقاعد في حين تشغل جبهة تركمان العراق ستة مقاعد، وللحزب الإسلامي لتركمان العراق مقعد واحد.
حزب طالباني يتولى رئاسة حكومة اقليم كردستان نهاية الشهر الحالي
من المنتظر أن يتسلم الإتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني رئاسة حكومة إقليم كردستان نهاية الشهرالحالي، وذلك حسب الإتفاقية المبرمة بين الحزبين الرئيسين في الإقليم الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني.
وقال محمود محمد عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني إنه لم نقم حتى الآن عقد أي جلسة مع الاتحاد الوطني حول زيادة بنود الاتفاقية المبرمة بينهما أو تقليصها، مؤكدًا إلتزام الطرفين بالاتفاقية. ومن جانبه، أكد سعدي احمد بيرة عضو المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكردستاني إلتزام الإتحاد بالإتفاقية المبرمة بين الطرفين، قائلاً إنهما لم يحددا موعدًا رسميًا لإجراء التغيير في منصب رئيس الحكومة، مشددًا على إلتزامهما بالإتفاقية الموقعة بين الطرفين. وأشار إلى أن المكتب السياسي للإتحاد الوطني لم يناقش حتى الآن مسألة تحديد الشخص الذي سيتولى المنصب الجديد.
ومن جانبه، قال جمال عبدالله المتحدث الرسمي باسم حكومة اقليم كردستان إن أي تطور لم يحصل حتى الآن حول تسليم منصب رئاسة الحكومة بشكل رسمي. وابلغ صحيفة quot;ئاسوquot; الصادرة بمدينة السليمانية الشمالية باللغة الكردية اليوم أن الجانبين في الإتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني ملتزمان بالإتفاقية وستتم عملية تسليم منصب رئاسة الحكومة في نهاية الشهر الحالي.
وحول عدد الوزارات، أشار جمال عبدالله الى أن جميع الأحزاب السياسية متفقة على أن عدد الوزارات كبير جدًا، وينبغي تقليص العدد إلى 15 او 17 وزارة من اصل 36 وزارة حالية. واشار الى انه من الممكن الجمع بين وزارتين او ثلاث في وزارة واحدة بحكم تقارب عمل بعض الوزارات.
وبحسب الإتفاقية المبرمة بين الحزبين الكرديين الرئيسين، ومدتها عامان، فإن رئاسة الحكومة تكون للحزب الديمقراطي بينما تكون رئاسة البرلمان للإتحاد الوطني وتصبح رئاسة الحكومة للإتحاد الوطني بعد إنقضاء العامين بينما تصبح رئاسة البرلمان للحزب الديمقراطي.
يذكر ان اقليم كردستان في شمال العراق عبارة عن كيان اشبه بالمستقل ويقع في شمال البلاد وانشئ عام 1992 وله علم وشعار ونشيد ورئيس وبرلمان وقواتًا خاصة به. وانقسمت حكومة وبرلمان الأقليم إلى جزئين عام 1994 بعد نشوب خلافات داخلية بين الحزبين الكرديين الرئيسين في الحكومة والبرلمان حيث شكل الاتحاد الوطني الكردستاني حكومة وبرلمانًا خاصًا به، واتخذت من محافظة السليمانية عاصمة لها، وشكل الحزب الديمقراطي الكردستاني من جهة اخرى حكومة وبرلمانًا خاصًا به واتخذت من محافظة اربيل عاصمة لها.
ثم تم عقد اجتماع في محافظة اربيل في العشرين من كانون الثاني ( يناير) عام 2006 للحكومتين للاتفاق على حكومة موحدة وتم تكليف نيجيرفان بارزاني بتشكيلها. وحكومة اقليم كردستان هي السلطة التنفيذية للقرارات التي يسنها المجلس الوطني لاقليم كردستان (البرلمان).
ونيجيرفان هو نجل ادريس بارزاني شقيق مسعود بارزاني رئيس الاقليم وتولى رئاسة الحكومة في السابع من أيار (مايو) عام 2006 وهي حكومة ائتلافية تضم الحزبين الكرديين الرئيسين اضافة التركمان والكلدان والآشوريين. والاطراف في الائتلاف الحكومي هما: الحزب الديمقراطى الكردستانى والاتحاد الوطني الكردستاني وحزب كادحي كردستان والحزب الاشتراكي الكردستاني والاتحاد الاسلامي الكردستاني والحزب الشيوعي الكردستاني والجماعة الاسلامية وحزب الاخاء التركماني. ومن بين اعضاء مجلس الوزراء هناك عدد من الكلدان والآشوريين ومن الكرد الفليين والكورد الايزيديين والأخوة التركمان.
وتضم حكومة كردستان الحالية 27 وزارة مع 9 وزراء بدون حقيبة ومركزها مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان الذي يضم محافظات أربيل ودهوك والسليمانية.