الإحراج كل ما تبقى من قضية جيبونز في الخرطوم

لندن: حاولت المعلمة البريطانية جيليان غيبونز، التي إعتقلت في الخرطوم على خلفية تهم بالإساءة إلى الدين الإسلامي، بعدما سمحت لطلبتها في إحدى المدارس بتسمية دمية على شكل دب باسم quot;محمدquot;، التخفيف من التوتر الذي رافق هذه الأزمة، وقالت إنها لا ترغب في أن يمتنع الناس عن زيارة السودان بسبب تجربتها. وفي أول تعليق علني لها بعد وصولها إلى بلادها، إثر العفو الذي صدر بحقها من الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، أشادت غيبونز بكرم الشعب السوداني وحسن ضيافته، وقالت إنها quot;انزعجت بشدةquot; حين فكرت بأن ما فعلته قد يتسبب بإهانة البعض.

ولدى سؤالها عمّا إذا كانت قد شعرت بالصدمة بعد الحكم عليها بالسجن قالت غيبونز، quot;أنا معلمة في منتصف العمر، أقوم بتدريس الصفوف الابتدائية، وقد ذهبت إلى هناك (السودان) كمغامرة صغيرة، ولكن اتضح أنني حصلت على أكثر مما أردت.quot; وأملت غيبونز ألا تكون تجربتها سبباً يحول دون زيارة السودان، الذي وصفته بأنه quot;مكان رائع جداًquot; أمضت فيه quot;أوقاتا مميزة.quot;

وكانت غيبونز قد وصلت ليل الاثنين إلى مطار دبي قادمة من الخرطوم، لتغادر بعد ذلك إلى لندن على متن طائرة إماراتية، وقد جلست في مقصورة الدرجة الأولى ومنع حراسها الصحافيين، وفي مقدمتهم مراسل شبكة CNN من التحدث إليها. وكانت السلطات السودانية قد أفرجت عن المدرّسة البريطانية بعد ظهر الاثنين دون أن تكمل عقوبة السجن بعد إدانتها بتهمة الإساءة للدين الإسلامي، وذلك إثر إصدار الرئيس السوداني عفوًا عاماً عنها.

وجاء ذلك إثر تدخل النائبين البريطانيين المسلمين، نظير أحمد وسعيدة وارسي، اللذين وصلا الخرطوم السبت، بهدف تأمين إطلاق سراحها، وفي بيان تلته وارسي، قدمت المعلمة البريطانية، البالغة من العمر 54 عاماً، اعتذاراً قالت فيه: quot;إنني أكن احتراماً عظيماً للدين الإسلامي، وأشعر بالأسف الشديد لأي أذى قد سببته لأي أحد.quot; وكانت المعلمة غيبونز، قد تلقت الخميس الماضي حكماً بالسجن لمدة 15 يوماً، وإبعادها من السودان، لسماحها لطلبتها في أحد صفوف مدرسة خاصة بتسمية دمية على شكل quot;دبquot; باسم quot;محمد.quot;

وعمل النائبان المسلمان في مجلس اللوردات البريطاني، منذ وصولهما من أجل إقناع الحكومة السودانية إطلاق سراح غيبون، وأن ذلك من شأنه تغيير وجهة نظر المجتمع الدولي تجاه السودان. وتعقدت مهمة النائبين جراء الضغوط التي فرضها المتشددون في الحكومة من أجل إكمال محكومية المعلمة البريطانية، فيما طالب بعض المتظاهرين بإعدامها.

وكانت المعلمة البريطانية قد اعتذرت لأعضاء هيئة التدريس على الإساءة وفقاً لما صرح به مراسل quot;التايمزquot; سام ديلي لـCNN. ووصف النائبان البريطانيان حالة غيبونز بأن quot;معنوياتها مرتفعة وعاليةquot; بعد أن التقياها، وأنها أبلغتهما بأنها تلقت معاملة حسنة، كما عبرت عن رغبتها في البقاء في السودان ومواصلة التعليم.

من جهتهم، قال مسؤولون في القسم القنصلي في السفارة البريطانية في الخرطوم إنه سيتم نقل غيبونز إلى بريطانيا بمجرد الإفراج عنها. وكانت غيبونز قد مثلت أمام المحكمة الخميس الماضي، بعد أن أحالت وزارة العدل ملفها للقضاء المختص، بسبب مزاعم تتهمها بـquot;الإساءة إلى النبيquot; بعد السماح بإطلاق اسم محمد على دمية دب في إحدى المدارس الخاصة في الخرطوم، وفق ما نقله مسؤولون بريطانيون ووكالة السودان للأنباء.

وقال محامي المعلمة، علي عجب، إنّ المحكمة وجدت المعلمة مذنبة quot;بجرم نشر الكراهية الدينيةquot;، فيما تمت تبرئتها من اتهامات أخرى منها quot;الإساءة للنبي محمدquot; وquot;إثارة الفتنة بين الطوائف الدينية.quot; وأضاف عجب أنه اتفق مع موكلته على التقدم بالتماس لنقض الحكم، مشيراً إلى أن فترة عقوبتها تبدأ اعتباراً من يوم اعتقالها في الخامس والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.