موسكو: صرح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين بأن توسع حلف الناتو بإتجاه الشرق يمثل عامل إستفزاز حقيقي. وقال كامينين في مقابلة أجرتها معه وكالة نوفوستي إن هذا التوسع ينذر بظهور خطوط فصل جديدة. وأضاف: quot;نحن مقتنعون بأن توسع حلف شمال الأطلسي لا يمت بأية صلة لتحديث الحلف أو ضمان أمن أوروباquot;. وشدد على أن مشكلة توسع الحلف، وخاصة في منطقة الاتحاد السوفيتي السابق تعتبر حساسة جدا بالنسبة إلى الجانب الروسي. ويذكر أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيشارك في اجتماع مجلس quot;روسيا - الناتوquot; المقرر عقده في بروكسل يوم غد.

أمام روسيا والناتو على طريق الشراكة عمل جهيد

الى ذلك أعلن كامينين أن روسيا جاهزة لمواصلة التعاون مع الناتو علما بأنها تعتقد أن الشراكة لن تكون سهلة. وأدلى بهذا تعليقا على مشاركة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المرتقبة في اجتماع مجلس روسيا ـ الناتو في بروكسل. وذكر كامينين بين مشاكل التعاون الملحة quot;اقتراب بنية الناتو التحتية العسكرية من حدودنا ومخططات مواصلة التوسع وتسوية الوضع المتعلق بمعاهدة الحد من القوات المسلحة في أوروبا وإنشاء الموقع الثالث للدرع الصاروخي الأمريكي العالمي في أوروباquot;. وأضاف في غضون ذلك أن quot;حاجة روسيا إلى هذا التعاون ليست أكثر ولا أقل من حاجة بلدان الناتو نفسها إليهquot;.

سعي أوكرانيا وجورجيا للانضمام إلى حلف الناتو

يسعى الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو إلى ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي. وتصطدم مساعي يوشينكو هذه بمواقف قوى سياسية أوكرانية كبيرة ترفض انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وتدعو على طرح هذه المسألة في استفتاء عام. وتؤكد تلك القوى ومن بينها حزب المناطق بزعامة فيكتور يانوكوفيتش والحزب الشيوعي أن الشعب الأوكراني لن يوافق على الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. أما في جورجيا فقد أعلن الرئيس الجورجي ميخائيل سآكاشفيلي مرارا أن جورجيا ستنضم إلى حلف الناتو. ويقول: quot;ما من دولة تتمتع بحق النقض بالنسبة لمواصلة جورجيا تطوير علاقاتها مع الناتوquot;.

وكان الرئيس الجورجي قد صرح في مقابلة أجرتها معه صحيفة quot;فريميا نوفوستيهquot; في وقت سابق بأن بلاده ستنضم إلى حلف الناتو قبل عام 2009. وذكر بهذا الصدد: quot;أنا متفائل، وأرى أن مسألة انضمام جورجيا إلى حلف الناتو ستحل قريبا. وأعتقد أنها ستحل في فترة رئاستيquot;.

وأقر سآكاشفيلي في مؤتمر صحافي عقده مع نظيريه البولندي ليخ كاتشينسكي واللتواني فالديس آدمكوس في تبليسي في الثالث والعشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2007 بأن لتوانيا وبولندا تدعمان جورجيا في سعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وقال: quot;أعتقد أننا سنقطع الطريق للانضمام إلى حلف الناتو بأقل الخسائر وبأقصى سرعةquot;.

ومن جانب آخر، يؤكد رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي الجنرال الكندي رايموند هينولد على أن جورجيا مازالت بعيدة عن الانضمام إلى الحلف. وقال هينولد في مقابلة أجرتها معه إذاعة quot;صدى موسكوquot; في الفترة التي تصاعد اللغط فيها حول انضمام جورجيا إلى الحلف: quot;إن القرار الخاص بقبول جورجيا في الحلف يجب أن يصدر على المستوى السياسي من قبل جميع البلدان الأعضاء في الناتو مما يتطلب تجاوز العديد من النقاط الحرجةquot;. وأضاف: quot;نحن لا نقع قريبا من ذلك (قرار ضم جورجيا إلى الحلف) في الظروف الحاليةquot;. وأشار هينولد إلى أن مسألة العضوية في حلف الناتو مرتبطة إلى حد كبير بتصرفات البلد الذي يرغب في الانضمام إليه.

وأعلن رئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو في مؤتمر صحفي عقده في موسكو في شهر أكتوبر 2006 أن حوار جورجيا النشط مع الناتو لا يعني أن جورجيا ستكون عضوا في حلف شمال الأطلسي. وأكد أن القرار السياسي حول قبول الدول في الناتو يتخذ على أساس عدد من الشروط الواجب تنفيذها مضيفا أنه بين الشروط الرئيسية التي تعرض على البلد الذي يطمح إلى نيل عضوية الناتو ـ التمسك بعلاقات حسن جوار مع الدول المجاورة وتسوية الوضع السياسي الداخلي.

أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا ترفضان الانضمام مع جورجيا إلى حلف الناتو

ترفض جمهوريتا أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا اللتان غير المعترف بهما انضمامهما مع جورجيا على حلف شمال الأطلسي. وقال رئيس جمهورية أوسيتيا الجنوبية ادوارد كوكويتي: quot;لن تنضم أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا إلى الناتو أبدا، وإن مثل هذه المبادرات التي يطرحها الرئيس الجورجي (حول الانضمام إلى الناتو) تجعلنا نفكر في أن جورجيا ستكون مستعدة قريبا للاعتراف بأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا!quot;

وأعاد كوكويتي إلى الأذهان أن أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا وبريدنيستروفيه أسست مجموعة الدول quot;من أجل الديمقراطية وحقوق الشعوبquot; ولذلك لا تعتزم هذه الدول الانضمام إلى الناتو. ويرى كوكويتي أن على الجانب الجورجي الراغب في الانضمام إلى الناتو توخي الحذر في هذه المسألة. وأضاف: quot;جورجيا يمكنها الانضمام إلى الناتو ولكن بدون أوسيتيا الجنوبية وأبخازياquot;.