موسكو: يعتزم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إثارة موضوع المخططات الأميركية الرامية إلى نشر عناصر من منظومة الدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا أثناء اجتماع المجلس المشترك بين روسيا والناتو المقرر عقده في 7 كانون الاول/ديسمبر الجاري في بروكسل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين في حديث أدلى به لنوفوستي: quot;لا وجود، برأينا، اليوم أو في المستقبل المنظور لتهديدات يستدعي التصدي لها نشر عناصر من منظومة الدفاع الصاروخي في أراضي تشيكيا أو بولنداquot;. وأضاف: quot;إننا على قناعة بأن هذه الخطوة قد تؤدي - على العكس من ذلك - إلى زعزعة التوازن الإستراتيجي القائم في القارة الأوروبية، ونسف الثقة التي تكونت بصعوبة فائقة بعد انتهاء quot;الحرب الباردةquot;. ويذكر أن هناك خلافات بين موسكو وواشنطن حول مسألة نشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا الشرقية.

فروسيا ترى أن الحجج والمبررات التي تقدمها الولايات المتحدة لنشر تلك العناصر قرب الحدود الروسية غير مقنعة. وتؤكد روسيا أن التهديد الصاروخي الذي تشير إليه الولايات المتحدة في هذه المسألة غير موجود أصلا لأن إيران لا تملك ولن تحصل قريبا على صواريخ بالستية عابرة للقارات تستطيع تهديد أوروبا والولايات المتحدة بها. وقد استبعد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية جنرال الجيش يوري بالويفسكي احتمال ظهور مثل هذه الصواريخ لدى إيران على المدى المتوسط. وقال بالويفسكي في حديث للصحفيين في السابع عشر من شهر أكتوبر الماضي: quot;يستند اعتقادنا الراسخ هذا إلى معلومات واقعية عن الوضع في إيرانquot;.

هذا وقد وعد الرئيس فلاديمير بوتين بأن يكون رد روسيا على نشر عناصر من المنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا مناسبا. وقال في حوار مع المواطنين الروس عبر خط مباشر في الثامن عشر من تشرين الاول/أكتوبر 2007: quot;إذا اتخذ قرار بشأن منظومة الدفاع المضاد للصواريخ بدون مراعاة رأي موسكو فإن الجانب الروسي سيقوم بخطوات تضمن أمن مواطني روسيا الاتحاديةquot;. وأكد على أن الخبراء، وخاصة خبراء هيئة الأركان العامة هم الذين يخططون للقيام بمثل هذه الخطوات.

وذكر الرئيس بوتين: quot;نبحث عن سبل لحل المشاكل وإزالة قلقنا، ولهذا أرى أنه لا ينبغي علينا أن نزيد توتر الوضع المتعلق بمنظومة الدفاع المضاد للصواريخquot;. وأشار إلى أن روسيا قدمت جملة من المقترحات للتعاون في مجال الدفاع المضاد للصواريخ. وأضاف: quot;أولا، يجب علينا أن نعمل مع الأمريكيين والأوروبيين على تحديد طابع الدفاع المضاد للصواريخ. ويجب أن نفهم، هل هناك تهديد صادر عن إيران أو كوريا الشمالية أو عن منظمات إرهابية أم أنه غير موجود أصلاquot;.

وأكد الرئيس بوتين أن المقترح الثاني يتمثل في إنشاء آلية واضحة ومفهومة للوصول إلى هذه المنظومة التي قد يتم بناؤها في المستقبل. وقال إن ذلك يعني توفير وصول ديمقراطي يتيح فهم كيفية إدارة هذه المنظومة وطبيعة الدور الذي ستلعبه روسيا فيها.

كما اقترح الرئيس الروسي على نظيره الأمريكي في لقائهما على هامش قمة quot;G-8quot; في مدينة هايليغيندام الألمانية في السابع من يونيو 2007 استخدام محطة الرادار التي تستأجرها روسيا في أذربيجان بشكل مشترك لأغراض المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ. كما عرض على بوش خلال لقائهما في كينيبانكبورت في الثاني من يوليو 2007 إنشاء مركزين لتبادل المعلومات حول عمليات إطلاق الصواريخ في موسكو وبروكسل وكذلك الاستخدام المشترك لمحطة الإنذار المبكر الروسية التي يجرى إنشاؤها في جنوب روسيا.

وبعد انتظار طويل بعثت الولايات المتحدة بردود رسمية خطية على المقترحات الروسية وصفها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنها مخيبة للآمال. وأكد أن روسيا رغم إصابتها بخيبة الأمل من الردود الأميركية، لن تتخلى عن الحوار مع الولايات المتحدة حول هذه القضية. وقال إن التفاهم بين روسيا والولايات المتحدة في هذه المسألة يعزز الاستقرار الإستراتيجي.