باريس: صرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين خلال مؤتمر صحافي عقده بعد لقاء مع الزعيم الليبي معمر القذافي انه quot;طلب منه التقدم على طريق حقوق الانسانquot;، في وقت اثارت زيارة القذافي حملة احتجاجات في فرنسا. وقال ساركوزي خلال مؤتمر صحافي انه حث القذافي على quot;التقدم على طريق حقوق الانسانquot; خلال اجتماع بينهما استمر اقل من ساعة. وقال quot;ان فرنسا تستقبل رئيس دولة تخلى نهائيا عن حيازة السلاح النووي وقرر وضع مخزونه تحت مراقبة المنظمات الدولية واختار التخلي نهائيا عن الارهاب والتعويض عن الضحاياquot;.

واضاف انه quot;سيستقبل ايضا جمعيات الضحاياquot; التي احتجت على زيارة القذافي. وقال ساركوزي الذي واجه انتقادات شديدة اللهجة من المعارضة وجمعيات حقوق الانسان لاستقباله القذافي quot;ان فرنسا هي التي فاوضت من اجل الافراجquot; عن الممرضات والطبيب البلغار في تموز/يوليو بعد اعتقالهم ثماني سنوات في السجون الليبية quot;والا لكانوا ما زالوا في السجنquot;.

وبدأت طرابلس الخروج من عزلتها عام 2003 حين اعلنت التخلي عن انتاج اسلحة دمار شامل وقدمت تعويضات لضحايا اعتداء لوكربي في اسكتلندا (270 قتيلا عام 1988) والاعتداء على طائرة دي سي-10 تابعة لشركة اوتا فوق النيجر (170 قتيلا عام 89).

القذافي يبدأ زيارة لفرنسا وسط عاصفة من الإنتقادات

ووصل القذافي بعد ظهراليوم الى مطار اورلي الباريسي في زيارة رسمية لفرنسا تستمر خمسة ايام تامل فرنسا ان تعود عليها بالعديد من العقود وان كانت تثير في الوقت نفسه عاصفة من الاحتجاجات.وبعد نزوله من الطائرة صعد القذافي في سيارة ليموزين بيضاء وانطلق موكبه المؤلف من مئة سيارة رسمية على الفور باتجاه باريس حيث سيجري معه الرئيس نيكولا ساركوزي جولة محادثات ويقيم له مساء مادبة عشاء في الاليزيه.

وفرضت اجراءات امنية مشددة في مطار اورلي حيث كانت في استقباله وزيرة الداخلية ميشال اليو ماري.ويتوقع ابرام العديد من العقود خلال هذه الزيارة التي تستمر حتى السبت. وقال نجل القذافي سيف الاسلام ان طرابلس ترغب في ان تشتري quot;بما يزيد عن ثلاثة مليارات دولارquot; طائرات ايرباص ومفاعلا نوويا وquot;العديد من المعدات العسكريةquot;.

وتمارس باريس من جهتها ضغوطا لبيع طرابلس نحو عشر طائرات رافال مقاتلة في صفقة بقيمة 50 مليون يورو. ولم يسبق ان نجحت باريس في بيع هذه الطائرات للخارج.وفي حين مازالت لجنة برلمانية تحقق في ظروف اطلاق سراح الفريق الطبي البلغاري تثير زيارة القذافي انتقادات حادة من المعارضة ومن داخل الحكومة نفسها.

وما عزز الاحتجاجات الوعود التي قطعها ساركوزي خلال الحملة الانتخابية باتباع دبلوماسية quot;جديدةquot; تراعي في الخصوص حقوق الانسان.وقد زاد عليها امام البرلمان الاوروبي في تشرين الثاني/نوفمبر بقوله ان quot;كل من خاضوا تجربة التخلي عن حقوق الانسان من اجل الاستفادة من عقود لم يحصلوا على العقود وخسروا في ساحة القيمquot;.

وقالت ياد في مقابلة مع صحيفة quot;لو باريزيانquot; ان quot;بلدنا ليست ممسحة يمكن لاي زعيم ارهابي كان ام غير ارهابي ان يأتي ويمسح فيها قدميه من دماء جرائمهquot; مضيفة quot;يجب ان لا تتلقى فرنسا قبلة الموت هذهquot;.

وقد استقبلت وزيرة الدولة الفرنسية لحقوق الانسان صباح الاثنين في قصر الاليزيه لمدة نصف ساعة ولم يصدر اي تعليق لا من الرئاسة او الوزيرة بعد هذا اللقاء.الا ان الوزيرة لقيت دعما من رئيسها وزير الخارجية برنار كوشنير الذي اعتبر ان هذه الانتقادات من ضمن دورها.

وقال كوشنير ان راما ياد quot;لديها الحق في التحدث بهذه الطريقة هذا ما اطلبه منها. انها مكلفة حقوق الانسان وهي تقوم بذلكquot;.واوضح كوشنير لاذاعة فرانس انتير انه من quot;محاسن الصدفquot; عدم تمكنه من حضور مادبة العشاء التي سيقمها ساركوزي للزعيم الليبي مساء اليوم بسبب اجتماع مع نظرائه الاوروبيين في بروكسل.

كما وجهت المعارضة انتقادات عنيفة لهذه الزيارة التي quot;تثير صدمة كبيرةquot; وفقا للمرشحة الاشتراكية السابقة للانتخابات الرئاسية سيغولين روايال في حين اعتبرها الزعيم الوسطي فرنسوا بايرو quot;لا تليق بفرنساquot;.وقال فرنسوا هولاند السكرتير الاول للحزب الاشتراكي quot;لا يمكن لاي عقود تجارية ان تضفي شرعية على مثل هذا التصرف الخاطىء من نيكولا ساركوزيquot;.

وتكرس زيارة القذافي لفرنسا التي ستعقبها زيارة لاسبانيا في 17 من الشهر الجاري يستقبله خلالها رئيس الحكومة الاشتراكي لويس رودريغيز ثاباتيرو عودة ليبيا الى الساحة الدولية بعد سنوات من العزلة بسبب ماضيها الارهابي.

وبدات ليبيا تخرج من هذه العزلة عام 2003 بعد تخليها عن برنامج اسلحة الدمار الشامل ودفع تعويضات لضحايا اعتداءي لوكربي في اسكتلندا (270 قتيلا عام 1988) وطائرة الدي.سي-10 الفرنسية في سماء النيجر (170 قتيلا عام 89).وفي تموز/يوليو وبعد الافراج عن الفريق الطبي البلغاري قام ساركوزي بزيارة قصيرة لطرابس quot;لمساعدة ليبيا على العودة الى منظومة الاممquot;.وابرم خلال هذه الزيارة اتفاقات بشان مشروعات للطاقة النووية ولتحلية مياه البحر والتعاون العسكري.

جهاز الامن الخاص بالقذافي يتعرض لطاقم قناة تلفزيونية عامة في البرتغال

وعلى صعيد منفصل تعرض طاقم قناة تلفزيونية عامة الاحد لسوء معاملة في لشبونة من قبل الجهاز الخاص بضمان امن القذافي بعد سؤال حول الديموقراطية في بلاده بحسب صور بثتها الاثنين النشرات الاخبارية التلفزيونية البرتغالية.

وسأل الصحافي دانيال بيسوا من الاذاعة والتلفزيون البرتغالي العام القذافي في ساو جولياو حيث نصب خيمته بمناسبة القمة الاوروبية الافريقية quot;خلال لقاءاتكم في البرتغال هل طلب منكم ان تصبح ليبيا دولة اكثر ديموقراطية؟quot;.

واجاب القذافي الذي ترجم عضو في السفارة الليبية تصريحاته quot;نحن من اطلق مثل هذه الدعوة لكي نكون مثالا يحتذى به. في ليبيا السلطة بيد الشعب (...) الشعب يقرر مستقبلهquot;. وعندها اوقفت العناصر التي تتولى امن القذافي مصور التلفزيون الذي كان يرافق بيسوا وحجزت آلة التصوير التي كان يحملها وحاولت محو المشاهد التي التقطها ثم اعادتها اليه.

وبعد السؤال الاول الذي وصفه الدبلوماسي الليبي بانه quot;استفزازيquot;، غادر القذافي بحسب الصحافيين الموجودين. وتسبب الحادث في الغاء لقاء كان مقررا بين القذافي وصحافيين برتغاليين بعد اجتماعه مع ممثلين عن الجالية الافريقية في البرتغال على هامش القمة الاوروبية الافريقية التي عقدت في لشبونة في اليومين الماضيين. والغي مؤتمر صحافي للقذافي كان مقررا مساء.