خلف خلف من رام الله: تبدأ يوم غد الأربعاء المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية حول التسوية الدائمة، وسط توتر واضح بين الجانبين بسبب استمرار عمليات الاستيطان في القدس، والهجمة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة والضفة الغربية والتي أدت إلى مقتل ستة فلسطينيين وعدد غير محدد من الجرحى منذ ساعات فجر اليوم الثلاثاء، ووصفت الرئاسة الفلسطينية هذا العدوان بالجريمة النكراء.
وقال الناطق باسمها نبيل أبو ردينة: quot;إن إصرار الحكومة الإسرائيلية على مواصلة سياسة الاجتياحات والاغتيالات والاستيطان، يعزز مختلف الشكوك في النوايا الإسرائيلية حيال إنجاح مفاوضات الوضع النهائي التي ستبدأ يوم غد، وينزع عنها الثقة، إذ من الصعب أن تتواصل العملية التفاوضية على وقع الاغتيالات والقتل المتعمد ومصادرة الأراضي وغيرها من إجراءات تتنافى مع روح عملية السلام التي ستنطلق بدعم واسع من المجتمع الدولي الذي تمثل بحضور أكثر من خمسين دولة ومؤسسة دولية في اجتماع أنابوليسquot;.
وقال أبو ردينة في تصريح صحافي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية: quot;إن سياسة التصعيد الإسرائيلية على مختلف الجبهات، ترمي إلى إفشال ووضع العقبات في طريق المفاوضات حتى قبل أن تبدأ، وهو ما يُحتم على المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، التدخل الفوري لوقف سياسة العدوان والاستيطان الإسرائيلية، وإنقاذ عملية السلام والمفاوضات قبل فوات الأوانquot;.
كما صرح صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية بأنه يتوجب على إسرائيل أن تختار بين السلام والاستيطان، مشددًا بأن السلطة لن تقبل بالاستيطان، ولن تتخلى عن القدس الشرقية، وتشدد على الجدول الزمني لإنهاء المفاوضات المحدد بنهاية العام المقبل 2008.
ويذكر أن العشرات من المتطرفين اليهود صعدوا أمس إلى التلة في منطقة E-1 تقع بين مستوطنة معالية أدوميم والقدس المحتلة،، حيث قال البعض إنهم جاءوا للقول إن ارض إسرائيل ومن ضمنها Endash;1، تخص شعب إسرائيل وحدهم. كما تظاهر عدد من أنصار السلام الآن في المكان، ولكن تم إبعادهم لئلا يحدث صدام. وقال سكرتير السلام الآن: quot;إذا قاموا بالبناء في هذا المكان، فانه لن بالإمكان التوصل إلى اتفاق قائم على دولتين وهذا سيؤدي لانتفاضة ثالثةquot;.
في غضون ذلك، سيقود فريق المفاوضات الإسرائيلي رئيس الحكومة أيهود اولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، وهما لأول مرة يقومان بإجراء مفاوضات للسلام، وهو ما يثير مخاوف لدى الإسرائيليين وإعلامهم، ولهذا قدمت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إلى أولمرت وليفني عدد من النصائح الموضوعة من خبراء في العلاقات الدولية حول العمليات الفنية في المفاوضات.
وقال تقرير للقناة: quot;من المناسب الوصول إلى تفاهمات حول الأمور الفنية: متى وأين ستتم اللقاءات، وما حجم المداولات، وما الهدف النهائي؟ ويمكن البحث بهوية المشاركين ولغة المداولات وحتى نظام الجلسة، ومن المطلوب التوصل لاتفاق مسبق حول ما يمكن تسريبه لوسائل الإعلام؟.
وأضاف: quot;ومن المناسب بناء علاقات ثقة بين المفاوضين، ولا أحد معني بالتوصل إلى تفاهمات إذا كان هناك من يعاني. يمكن البدء من القاسم المشترك للجانبين، ومن ثم التحول تدريجيًا إلى المواضيع الجوهرية الأساسية. وكل ما بذل الطرفان الوقت والجهد والمال في الاتصالات، سيزداد احتمال التوصل إلى حل وسطquot;.
وبحسب القناة الإسرائيلية: quot;أحيانًا يمكن إبداء الثقة بالطرف الثاني والمخاطرة، وبهذه الحالة يمكن إشراك طرف ثالث مثل المصريين، لتقليص حجم الخطر الأمني في حال برر الطرف الثاني الثقة التي منحت له للحصول على حوافز ايجابية...والأكثر أهمية يجب إظهار الصبر والجلد وبصورة عامة تحدث التنازلات الكبيرة في النهاية، ويجب معرفة كيفية الوقوف بوجه التوترquot;.
أما الأمور التي لا ينبغي القيام بها فتتلخص فيما يلي بحسب التقرير: quot;عدم الكشف عن الخطوط الحمراء التي تحددت في البداية، وتقديم اقتراح أولي يمكن التراجع عنه، عدم الحضور إلى المفاوضات دون معلومات مسبقة عن الرغبات والتفاهمات والاحتياجات الحقيقية لمن يجلس قبالتك وأمامك، ومن الصعب الحصول على هذه المعلومات وأنت تتحرك، لا تتصرف تجاه الطرف الثاني حسب المعايير الأخلاقية لديكquot;.
وواصل التلفزيون تقديم النصائح إلى المفاوض الإسرائيلي، قائلا: quot;حاول معرفة كيف يفسر عملياتك، وتعلم لغة الجسد ونبرة الحديث لتعرف القراءة بين السطور، لا تعتمد على المصافحة والتفاهمات الشفهية ففي اتفاق السلام يجب أن يكون كل شيء مكتوبا ومقبولا من المستشارين القانونيين، ولا تتوقع من الطرف الثاني أن يكون الوحيد الذي يقدم التنازلات، ففي المفاوضات كل طرف يتجه إلى الآخر، والاتفاق غير المتوازن لا يمكن أن يصمد في امتحان الواقعquot;.